علق الأسير الفلسطيني طارق قعدان (46 عاما) اليوم الأحد، إضرابه المفتوح عن الطعام بعد التوصل إلى اتفاق يقضي بتحديد سقف اعتقاله الإداري. في حين يعاني الأسير سامي أبو دياك من وضع صحي خطير جراء الإهمال الطبي وعدم الإفراج عنه.
وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر عدنان، لـ"العربي الجديد"، أن الاتفاق يقضي بتخفيض مدة الأسر الإداري الحالي لطارق قعدان من ستة شهور إلى أربعة بحكم جوهري غير قابل للتجديد.
ووصف عدنان ما جرى مع قعدان بأنه انتصار جديد لمعركة الأمعاء الخاوية سطره الأسير بعد صمود أسطوري لنحو تسعين يوما، رفض خلالها كل الضغوطات والإغراءات التي مارستها إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، وجهاز مخابرات الاحتلال.
وكان قعدان قد نقل قبل عدة أيام إلى مستشفى "كابلان" الإسرائيلي بحالة صحية صعبة جدا، جراء مواصله إضرابه عن الطعام، كما كانت محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية قررت تخفيض مدة الاعتقال الإداري المطلوب تثبيتها بحق الأسير قعدان، من ستة أشهر إلى أربعة أشهر.
وعانى الأسير قعدان نتيجة إضرابه من ضعف وهزال عام وأوجاع مزمنة بمختلف أنحاء جسده، كما أنه لا يزال يشتكي من نقص في وزنه واصفرار في الوجه.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت قعدان بتاريخ 23 فبراير/شباط 2019، وصدر بحقه حكم بالسجن الفعلي مدة شهرين وبعد انقضاء مدة الحكم، أصدرت سلطات الاحتلال أمر اعتقال إداري بحقه لمدة ستة أشهر قبل الإفراج عنه بأيام، لتعاود تجديد اعتقاله الإداري خلال إضرابه لمدة ستة أشهر، والتي جرى تخفيضها إلى أربعة أشهر بعد صدور قرار اليوم، من محكمة عوفر العسكرية.
يذكر أن الأسير قعدان أسير سابق قضى ما مجموعه 11 عاماً في معتقلات الاحتلال ما بين أحكام واعتقال إداري، وهو متزوج ولديه 6 أبناء.
يشار إلى أن أربعة أسرى آخرين ما زالوا يواصلون معركتهم ضد اعتقالهم الإداري بأمعائهم الخاوية بظروف صعبة وخطيرة وهم كل من: الأسير إسماعيل علي، والأسير أحمد زهران، والأسير مصعب الهندي، والأسيرة الأردنية هبة عبد الباقي اللبدي.
تدهور صحة أبو دياك
حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية اليوم الأحد، من التدهور الخطير للحالة الصحية للأسير المريض سامي أبو دياك (38 عاما)، القابع في "عيادة مشفى الرملة"، وذلك بسبب سياسة الاحتلال المتعمدة بقتله طبيا وعدم الإفراج عنه أو تقديم الرعاية الطبية اللازمة لحالته الحرجه.
وقالت الهيئة، في بيان لها، "إن الأسير أبو دياك لا يستطيع الوقوف على قدميه مطلقا، وتم نقله ثلاث مرات إلى مستشفى أساف هروفيه الإسرائيلي الأسبوع الماضي، لإعطائه ثلاث وحدات من الدم، حيث يعاني من نقصان حاد بالدم".
وبينت الهيئة أن الأسير أبو دياك بات معرضا للموت في أية لحظة، ونهش السرطان جميع أنحاء جسده النحيل والمصفر، ولم تعد المسكنات تؤتي أية نتائج للتخفيف من آلآمه وأوجاعه المميته.
ولفتت الهيئة إلى أن الأسير سامي أبو دياك وهو من محافظة جنين، مصاب بالسرطان منذ أكثر من ثلاثة أعوام، بسبب تعرضه لخطأ طبي متعمد بعدما أُجريت له عملية جراحية في الأمعاء في سبتمبر/أيلول عام 2015، في مشفى "سوروكا" الإسرائيلي حيث تم استئصال 80 سنم من أمعائه، وأُصيب إثر ذلك بالتهابات شديدة وبتسمم وفشل كلوي ورئوي، حيث خضع بعدها لثلاث عمليات جراحية، وبقي تحت تأثير المخدر لمدة شهر موصولاً بأجهزة التنفس الاصطناعي.
وأضافت الهيئة، أن الأسير أبو دياك المعتقل منذ عام 2002 والمحكوم بالسّجن المؤبد لثلاث مرات و30 عاماً، هو واحد من بين 13 أسيراً يقبعون بشكل دائم في معتقل "عيادة الرملة"؛ أدمنوا تعاطي المسكنات والمنومات هربا من أمراضهم الخطيرة والقاتلة في ظل تعمد إدارة السجون الإسرائيلية قتلهم طبيا.