الانسانية قبل الطائفية

02 فبراير 2014
+ الخط -

 

الإنسان قبل الطائفة أحيانا

 حمص :محمد عاصم

 

 لا تخلو كارثة من نقطة مضيئة ، ففي المشهد السورى المشتعل على مذبح الطائفية لإفساد  طريق الثورة وتشويهها  يرفض علويون تهديدات النظام والشبيحة ويقومون بتوصيل مساعدات

وبينما اعتاد  الجميع سماع  أنباء الحصار الخانق والقصف شبه اليومي على منطقة الحولة بريف حمص الشمالي كطقس يومي صار روتينا  يوثق لأسماء الشهداء والجرحى والمتضررين من أبناء المنطقة المنكوبة منذ ما يزيد على  السنتين  لم يتوقف الكثيرون  أمام  مبادرة مجموعة من أبناء القرى المؤيدة للنظام في الآونة الأخيرة، أو ما يسميهم الثوار بـ "شرفاء الطائفة العلوية"، بتقديم مساعدات طبية وإغاثية لجيرانهم في المنطقة ، متجاهلين تحذيرات أجهزة النظام والشبيحة ما قد يعرضون لمخاطر الملاحقة والمحاسبة القاسية من تلك الأجهزة .

.وتخضع منطقة الحولة لحصار قاس وصارم تنفذه وحدات عسكرية نظامية ،عبر جميع الجهات والمنافذ يساندها في ذلك عشرات القرى من أبناء الطائفة العلوية، وهو ما يثير حفيظة ونقمة أهالي الحولة الذين لطالما ربطتهم بأبناء تلك القرى علاقات المودة الجيرة الحسنة.

وأثار ناشطون مدنيون وثوريون محليون  تساؤلات حول دوافع المبادرة وتوقيتها، وقال الناشط الإعلامي ن. ق: "كيف استطاع هؤلاء تجاوز الطوق الأمني والعسكري والمجتمعي لإيصال تلك المواد، فيما نحن نعاني الأمرين وأحيانا نفقد الشهداء ونحن نحاول إدخال كميات قليلة من الطحين والأحمال الخفيفة من الأدوية والمعدات الطبية؟

وطالب متصفح غاضب ومتشكك بالمبادرة على صفحة "الحولة نت" على موقع "فايسبوك" التي نشرت صورا للمواد الإغاثية كتب عليها "من شرفاء الطافة العلوية إلى ابناء المنطقة لمحاصرة"، بإزالة الخبر لعدم تصديقه ، بينما رحبت التعليقات الأخرى بتلك الخطوة واعتبرتها بادرة حسن نية وتعبير عن موقف أخلاقي وإنساني له أهميته الكبيرة.

من ناحيته، يرى الناشط الإعلامي أبو علي أن رمزية المبادرة وأهميتها تتمثل في كشف فشل النظام وعلى مدار ثلاث سنوات من الشحن والتحريض علينا أن يحقق أهدافه  في قطع العلاقات بيننا وبين أهلنا و جيراننا في المناطق المحيطة.

وأضاف: ذلك مرده إلى أن  "العلاقات الاجتماعية بيننا متينة ومتجذرة وكانت قائمة على الاحترام المتبادل منذ زمن طويل وقد تعززت أكثر مع هذا الجيل من الشباب حين تشاركنا مقاعد الدراسة وصولا إلى انطلاق ثورة الحرية ومشاركة عدد كبير منهم في المظاهرات قبل أن يتم قمعها بالقوة من قبل النظام."

وشدد على أن هؤلاء  "يقومون الآن بدور لا يقل أهمية عن التظاهر وربما يكون أشد خطورة وهو إيصال المساعدات مهما كانت بسيطة. ورفض أبو علي مدّنا بأسماء هؤلاء الأشخاص "حرصا على سلامتهم من النظام ومن بعض ابناء طائفتهم التي تمارس عليهم قمعا مجتمعيا وعائليا يتعدى حدود الإدانة والنبذ وقد يصل إلى حد الوشاية بهم ومعاقبتهم عقابا شديدا".

ولفت إلى أن التواصل معهم مايزال قائما ويتم "بتنسيق مسبق معهم وعبر اعتماد أساليب غير مكشوفة من عناصر النظام ومؤيديه".

 يوقل مغن عربي : لا يهمني إسمك لا يهمني العنوان يهمني الانسان ولو بدون عنوان  ولكن الخوف وجمهورياته التي انتشرت في مدائن الربيع العربي تجعل الناس لا تصدق انسانيتها .

 

المساهمون