حياتهم في خطر

06 يونيو 2015
الأدوية بدأت تنفد (الأناضول)
+ الخط -

لم يسلم آلاف اليمنيين المصابين بأمراض السرطان من الآثار السلبية الناتجة عن استمرار الحرب منذ السادس والعشرين من شهر مارس/آذار الماضي. وعلى الرغم من أن الحصار بات أقل حدة، وباتت السفن والطائرات قادرة على إيصال الأدوية والغذاء، إلا أن الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بمرضى السرطان ما زالت خارج اهتمام وزارة الصحة والمنظمات الدولية.

يُعاني محمد صالح من ورم في الغدة الدرقية، ويحتاج إلى إكمال جلساته العلاجية من خلال اليود المشع. لكن هذه المادة غير متوفرة في المستشفيات اليمنية. يقول لـ "العربي الجديد": "تتوفر هذه المادة في المركز الوطني لعلاج الأورام السرطانية أو في مستشفى آزال فقط. ونتيجة للحرب والحصار، انعدمت هذه المواد"، مشيراً إلى أن الحل الوحيد قد يكون في السفر إلى الأردن لتلقي العلاج، علماً أن هذا الخيار غير متاح أيضاً. يضيف: "يمنع السفر إلى خارج اليمن، وليس هناك مراعاة لظروفنا وأوضاعنا".

يؤكّد صالح أن عدداً من مرضى السرطان يعانون من المشكلة نفسها، وحياتهم في خطر، مطالباً وزارة الصحة والمنظمات الدولية بالتدخل العاجل، والعمل على توفير احتياجات مراكز علاج السرطان في البلاد.
في السياق، تشير أم عبد الغني إلى أنها تعاني من ورم سرطاني يحتاج إلى جلسات علاج بالأشعة بشكل مستمر ومنتظم، لكن الحرب والانقطاع الدائم للكهرباء أدّيا إلى تأجيل الجلسات، ما يؤثّر على صحّتها ويقلّل من فرص نجاتها. تضيف: "أرجأت الجلسات المحددة في السابق أكثر من مرة، لأن الخيارات معدومة ولا توجد مراكز أخرى للعلاج بالأشعة. فلا أملك غير الانتظار". توضح أن مركز علاج السرطان يحاول تنظيم جلسات العلاج في ظل الانقطاع التام للكهرباء.

من جهته، يوضح مدير إدارة ضبط الجودة في المركز الوطني لعلاج أورام السرطان في البلاد، ياسر أمين، أن الانقطاع التام للتيار الكهربائي أدى إلى عجز المركز عن الالتزام بمواعيد جلسات العلاج التي يتلقاها المرضى في المركز، مشيراً إلى أن المركز كان يعمل في السابق لثلاث فترات في اليوم الواحد، لكنه اضطر اليوم إلى تقليص ساعات العمل.
يضيف أمين لـ "العربي الجديد" أنه في السابق، كانت الحالات التي تخضع للعلاج بالأشعة تتجاوز الـ 150 حالة أحياناً، لكننا بالكاد نستقبل في الوقت الحالي ثمانين حالة تقريباً في اليوم الوحد، لافتاً إلى أن "شركة النفط كانت قد تكفّلت بإعطائنا 2000 لتر من الديزل كل ثلاثة أيام، علماً أنها ليست كافية". يتابع أنه في المركز أدوية خاصة بمرضى السرطان يتجاوز ثمنها تسعة ملايين دولار، لكنها معرضة للتلف في حال استمرار انقطاع الكهرباء.

ويعاني المركز من شحّ في الأدوية الخاصة بمرضى السرطان، وخصوصاً المواد الكيميائية. يقول أمين إننا "ما زلنا نستخدم مخزون عام 2014، علماً أن ما تبقى منه قليل جداً". وبسبب الأوضاع المالية الصعبة التي يعيشها اليمن، بالإضافة إلى الحصار "لم نستطيع تأمين المال لشراء حاجياتنا لعام 2015".
يضيف أن "الأدوية الخاصة بمرضى سرطان الدم، التي كان قد اشتراها المركز سابقاً بـ 3.4 ملايين دولار أميركي، قد تنفد قريباً"، ما يهدد آلاف المرضى بانتكاسات في حال توقفوا عن أخذ الأدوية وإكمال الجلسات. ويستغرب تجاهل المنظمات الدولية ضرورة توفير الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بمرضى السرطان.

وكانت وزارة الصحة والسكان أعلنت أن المراكز الصحية تضرّرت كثيراً جراء الاشتباكات وقصف مقاتلات التحالف العربي، ما أدى إلى تدمير 52 مركزا صحيا بشكل كامل، منها 23 مستشفى و12 مركزاً صحياً ومركزان للطوارئ. أضافت أن العنف أدى إلى تدمير عشرة مراكز طبية حيوية أخرى، ما بين مختبرات مركزية ومراكز نقل دم ومراكز لغسل الكلى ومخازن تموين وخمسة مكاتب صحية.

اقرأ أيضاً: اليمنيون يبحثون عن بدائل لمياه الشرب الملوثة