داود عبده... لاجئ فلسطيني تسلل إلى بيته في عكا

26 يوليو 2016
وجدت بقايا جثتي والدي وأحد العمال في المنزل(العربي الجديد)
+ الخط -
ما زال داود عبده يحتفظ بسندات ملكية الأراضي التي كان يملكها أهله في قرية الزيب بالقرب من عكا في فلسطين المحتلة. حصل عليها خلال تسلّله إلى منزلهم بعد خمسة أشهر على تهجيرهم منه. يعتبر عبده أنّ تلك الأراضي حق له ولأولاده وأحفاده، ولن يتخلى عن الأوراق لأنّها الإثبات الوحيد الذي يؤكد ملكيته التي ما زال يأمل في العودة إليها قبل وفاته.

عبده الذي يعيش في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في مدينة صيدا، جنوب لبنان، من مواليد 1929. ما زال يحفظ في ذاكرته معالم بلدته قبل احتلال الصهاينة لها. يقول: "قرية الزيب تتميز بموقع مميز، وتشتهر بزراعة الحمضيّات وصيد السّمك لوقوعها على شاطئ البحر. كانت تضم 2145 دونماً من أشجار الحمضيّات، و300 دونم من أشجار الزيتون، وكان في القرية ثلاثة مقاهٍ، ومدرسة ابتدائيّة ومسجد وساحة في وسطها مخصصة للأفراح والمناسبات".

يضيف: "كانت حياة الأهالي هادئة، فهم صيادون ومزارعون لم يفكروا يوماً بامتلاك السلاح. كانوا يبيعون ما يجنونه من خيرات أراضيهم إلى البلدات الأخرى". يشير إلى أنّ تعداد أهالي الزيب كان 1950 نسمة، وكانوا يمتلكون أراضي زراعية تفوق مساحتها 2450 دونماً.

وعن تهجيره مع أهله وأهل قريته، يقول: "بعد مجزرة دير ياسين، هرب أهالي القرى خوفاً من المجازر، لكن أهل الزيب ظلوا في بيوتهم إلى أن أتت فرقة عسكرية بريطانية هجّرت كلّ سكان قضاء عكا. جمعت الفرقة سكان الزيب في ساحتها، وهناك سألهم ضابط أردني كان يعمل مع الجيش البريطاني عمّا إذا كانوا يمتلكون السلاح. وعندما علم أنهم لا يملكونه طلب منهم مغادرة القرية. غادر البعض لكننا بقينا مع آخرين حتى بدأت عصابات الهاغاناه بالهجوم وتدمير البيوت. قُتل عدد من سكان القرية الذين قاوموا العصابات، بعدها هرب الأهالي باتجاه الشمال".

يتابع: "بعد احتلال الصهاينة القرية وخروجنا منها من دون والدي، قررت العودة بعد مرور خمسة عشر يوماً، للاطمئنان عليه وجلب مستندات البيت والأرض، لكني لم أستطع الوصول، لأنّ جنود العصابات رأوني، فهربت منهم ثم لجأت إلى لبنان. عاودت المحاولة بعد خمسة أشهر وتسللت إلى بيتنا ليلأ عن طريق البساتين المحيطة، فوجدت بقايا جثتي والدي وأحد العمال هناك. عثرت على سندات الملكية وأحضرتها معي إلى لبنان".

يلفت داود إلى أنّ السلطات البريطانية كانت قد طلبت من سكان شمال فلسطين في العام 1947 تسوية أوضاع ملكيتهم للأراضي، فاستصدر والده تلك السندات مقسماً العقارات على زوجته وأبنائه.

المساهمون