صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، من مواجهتها المفتوحة مع الفلسطينيين في القدس المحتلة، والذين يتعرضون للملاحقة بذريعة قيامهم بمبادرات تطوعية لمكافحة فيروس كورونا الجديد، تعتبرها سلطات الاحتلال خرقا لسيادتها المزعومة على القدس.
واقتحمت قوات الاحتلال المركز الطبي المعد من لجنة الطوارئ في بلدة سلوان جنوب القدس، والمجهز من وزارة الصحة الفلسطينية بالتزامن مع اقتحام منزل أمين سر حركة فتح في سلوان أحمد العباسي، الذي قام بتسليم نفسه لسلطات الاحتلال في مركز تحقيق تابع لها في جبل المكبر، بعد أن كانت تركت له أمرا بالاستدعاء.
وأكد أمين سر حركة فتح في إقليم القدس، شادي مطور، اقتحام المركز وتسليم العباسي نفسه، واصفا ما جرى بأنه "ذروة في تصعيد الاحتلال لحربه المفتوحة على المقدسيين وانشغاله بملاحقتهم بدلا من تفرغه لمكافحة كورونا".
وقال مطور في حديث لـ"العربي الجديد" إن "الاحتلال لا يريد أن يقوم بواجباته كسلطة محتلة بحق من يحتلهم، وهو في الوقت ذاته يمنعهم من حماية أنفسهم وعائلاتهم من كورونا".
يأتي ذلك بعد تفشي الفيروس في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، حيث تشير مصادر فلسطينية إلى أن أعداد المصابين في ازدياد حيث تجاوزت حتى مساء اليوم، الخمسين إصابة.
وقال مطور إن من شأن إغلاق مركز الطوارئ في سلوان أن يفاقم المشكلة ويزيد من أعداد المصابين، في ظل حرمان الأحياء المقدسية من مراكز الفحص للفيروس.
وأعلن مستشفى المطلع المقدسي، في بيان مقتضب، عن تسجيل إصابتين جديدتين من نزلاء دار المسنين في القدس، لتضافا إلى ثلاث حالات أخرى كان أعلن عن تسجيلها في الدار صباح اليوم، في حين كانت أجريت فحوصات لـ 22 آخرين من النزلاء ستعلن نتائجها الليلة أو غدا.
من جانب آخر، تحدثت مصادر محلية في بلدة العيسوية لـ"العربي الجديد"، مساء الثلاثاء، عن تسجيل إصابة بالفيروس لدى ممرضة من البلدة، تم وضع جميع أفراد عائلتها بالحجر، في حين جرى تعقيم بناية تقطنها عائلة تلك الممرضة، ووضع جميع قاطنيها بالحجر.
وأكدت مصادر موثوقة من لجنة الطوارئ في بلدة عناتا شمال شرق القدس تسجيل ما لا يقل عن خمس إصابات بكورونا في البلدة، وفي مخيم شعفاط المجاور لها.
وأشارت هذه المصادر إلى أن اجتماعا عقد الليلة بمشاركة لجنة الطوارئ وأطباء من البلدة وخارجها وممثلين عن الأجهزة الأمنية تقرر في أعقابها توجيه طلب لمحافظ القدس عدنان غيث بإغلاق البلدة لمدة عشرة أيام، وإخضاعها لمنع التجول على أن يطبق هذا الإجراء اعتبارا من مساء الغد، وهو ما تقرر فعلا الحصول على أمر تنفيذي بشأنه من قبل المحافظ.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم تسجيل 19 إصابة جديدة بفيروس كورونا في المحافظات الفلسطينية، الثلاثاء، ما يرفع حصيلة الإصابات المؤكدة إلى 288، إضافة إلى 41 إصابة في مدينة القدس المحتلة، أُبلغ عنها من مصادر محلية، بسبب رفض سلطات الاحتلال الإفصاح عن الأرقام الحقيقية للإصابات بين المواطنين في العاصمة المحتلة.
وبذلك يرتفع إجمالي الإصابات بالفيروس في فلسطين إلى 329 إصابة، فيما سجلت 62 حالة تعافٍ، وحالتا وفاة.
وأضاف المتحدث الرسمي في بيان صدر عنه، مساء اليوم الثلاثاء، أن 5 إصابات سجلت في العيزرية، و3 إصابات في رافات قضاء القدس، إضافة إلى 5 إصابات بين المسنين في مستشفى المطلع بالقدس المحتلة، و3 إصابات في مدينة الخليل، وإصابة واحدة في بلدة سعير بمحافظة الخليل، وإصابة واحدة في بلدة خربثا المصباح غرب رام الله سجلت مساء اليوم، وإصابة واحدة في مدينة جنين.
ونوه المتحدث إلى أن الإصابات الـ288 تم التأكد منها عبر الفحوصات الطبية الخاصة التي أجريت في مختبرات وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله وبيت لحم وقطاع غزة، فيما لم تتمكن الطواقم الطبية الفلسطينية من التأكد من فحوصات الـ41 إصابة في القدس المحتلة.