الاحتلال يعاقب عائلة الحروب باعتقال 4 من أبنائها

27 يناير 2016
أبناء عائلة الحروب الأربعة (العربي الجديد)
+ الخط -


كان الطفل الفلسطيني عودة الحروب (12 عاما)، نائما في دفء منزله بقرية دير سامت، غرب مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، قبيل اقتحام جنود الاحتلال الإسرائيلي المنزل لاعتقاله وشقيقه معتز ضمن حملة العقاب التي ينتهجها الاحتلال بحق العائلة.

اقتحم جنود الاحتلال الإسرائيلي المنزل، فجر أمس الثلاثاء، وطلبوا الطفل عودة الحروب وشقيقه عيسى (19 عاما) بغرض اعتقالهما، كون شقيقهم محمد نفذ في التاسع عشر من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عملية إطلاق نار بالقرب من مفترق "غوش عتسيون" الاستيطاني في جنوب مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية المحتلة، والتي قتل فيها 3 مستوطنين وجرح 14 آخرون.

يريد الاحتلال الإسرائيلي أن يعاقب العائلة بطفلها الذي اعتقل من قلب العاصفة الثلجية التي تجتاح مدن الضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى تهديدها بالمزيد من عمليات الاقتحام والاعتقالات للأبناء العشرة الذكور في العائلة، والذين أصبح منهم الآن 4 في السجون.

ويقول عبد الباسط الحروب، والد الأسرى الأربعة، لـ"العربي الجديد": "تلقيت تهديدات من قبل ضباط المخابرات في جيش الاحتلال الإسرائيلي باعتقال المزيد من أبنائي كعقاب جماعي، الضابط قال لي بالحرف الواحد (لن نترككم)".

كان عودة وشقيقه عيسى قبيل اعتقالهما في متجر يمتلكه والدهما في قرية شقيب السلام بمدينة بئر السبع في الداخل الفلسطيني المحتل، عادا ليلة أمس عقب مداهمة الاحتلال للمكان هناك، حيث يصر ضباط الاستخبارات على مضايقة أفراد العائلة ومعاقبتهم بشكل جماعي.

لم يذهب عودة إلى مدرسته صباح الأربعاء، عقب انتهاء العطلة التي فرضتها العاصفة الثلجية على مدارس الضفة الغربية المحتلة، وبدل أن يكون على مقاعد الدراسة ليحافظ على تحصيله الجيد جدا في صفه السادس، سيعاني برودة الطقس في غرف التحقيق الضيقة كون الاحتلال يريد معاقبته وأشقائه العشرة.

ولعودة ثلاثة أشقاء أصغر منه، باتوا اليوم قلقين أن يعود إليهم جنود الاحتلال ويوقظوهم من نومهم الهادئ لاعتقالهم، تنفيذا لتلك التهديدات التي أطلقها الضباط في أكثر من 25 مرة اقتحموا فيها المنزل، وتم تفتيشه والعبث في محتوياته، في الوقت الذي يحمل فيه منزلهم إخطارا بالهدم ينوي الاحتلال القيام به وتنفيذه في أي وقت مفاجئ.

ومنذ تنفيذ محمد الحروب عملية إطلاق النار على مفترق "غوش عتسيون" الاستيطاني، وسلطات الاحتلال الإسرائيلي تلاحق أشقاءه، إذ اعتقلت شقيقه معتز (16 عاما) بعد أسبوع من تنفيذ العملية، وتتهمه بحمل وصية محمد وأجهزته النقالة، كذلك التستر على العملية، فيما سلّمت عددا منهم بلاغات لمراجعة ضباط الاستخبارات العسكرية للتحقيق معهم.

وتعيش عائلة الحروب في قرية دير سامت في غرب مدينة الخليل والتي يبلغ تعداد سكانها 8 آلاف نسمة، وفيها ثلاث عائلات: الحروب والشرحة والعواودة، وتتعرض في كثير من الأحيان إلى اعتداءات ومداهمات يومية، منذ بداية الهبّة الجماهيرية الفلسطينية التي اندلعت في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي.

واعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الهبّة نحو عشرة فلسطينيين، من بينهم أربعة أطفال من القرية، وعشرة يقضون في سجون الاحتلال أحكاما عالية، بينما قدمت الشهيد المسن عيسى الحروب في الحادي عشر من الشهر الماضي، بحجة تنفيذه عملية دهس عند مفترق حلحول، شمالي الخليل.

وبلغ عدد الأطفال المعتقلين في سجون الاحتلال، بحسب نادي الأسير الفلسطيني، نحو 450 طفلا موزعين على عدد من السجون، ويعيشون ظروفا اعتقالية صعبة بعيدا عن عائلاتهم.


اقرأ أيضا:الشهيد الفلسطيني مأمون الخطيب.. كان" رايح" مدرسته