طلاب بريطانيون يصممون سترة نجاة مبتكرة للاجئين

29 فبراير 2016
أنقذت سترات النجاة آلاف اللاجئين (فرانس برس)
+ الخط -
صمم طلاب في الكلية الملكية للفنون في لندن، نموذجا لسُترة تتحول إلى خيمة أو حقيبة نوم عند الضرورة. ويرى الطلاب أن هذه السترة يمكن أن توفر حلا جيدا ورخيصا لمنظمات الإغاثة التي تساعد اللاجئين الذين يصلون إلى أوروبا.

السترة المبتكرة مصنوعة من مادة تايفك، وهي مادة قوية وعازلة للماء، ويمكن التنفس من خلالها. وعندما تتحول السُترة إلى خيمة أو حقيبة نوم يقول مصمموها إنها تحفظ حرارة جسم الشخص بداخلها، بفضل البطانة المصنوعة من مادة مايلر العازلة.

ووصل ما يزيد على 1.1 مليون شخص فروا من الفقر والحرب والقمع في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا إلى سواحل أوروبا العام الماضي، وتوجهوا كلهم تقريبا إلى ألمانيا. ووصل معظم هؤلاء مع ما يمكنهم حمله من متاع فقط.

ويقول فريق المصممين من الكلية الملكية للفنون في لندن، إن الهدف من السترة ليس أن تكون حلا على المدى الطويل للاجئين، لكنها مجرد مساعدة لهم في الأيام التي تلي وصولهم إلى أوروبا، وبلوغهم المركز المخصص لبحث أحوالهم.

وأوضحت المديرة المشاركة للمشروع، كبيرة معلمي التصميم الداخلي والهندسة المعمارية في الكلية الملكية للفنون، هاريت هاريس، قائلة "الموضوع الذي طلبت من طلابي التفكير بشأنه هو كيف يمكن تحويل سترة نجاة إلى نوع من المأوى لنحو ثلاثة أسابيع، وهي الفترة التي يستغرقها كثير من اللاجئين للوصول إلى مراكز بحث أحوالهم في الاتحاد الأوروبي".

وقالت المصممة المشاركة، آن صوفي جياي: "اتصلنا بالعديد من المنظمات، من بينها أطباء بلا حدود، التي تهتم بالفعل بمساعدة الناس على الأرض. أول ما كنا نفكر فيه كان كيف يمكنك حمل منزلك تقريبا معك حرفيا؟ كيف يمكنك أن ترتدي بيتك وأدواتك الشخصية وأمتعتك؟".

واستلهم الطلاب التصميم من فن أوريجامي أو طي الورق، ليتحول المعطف أو السترة إلى ثلاثة أشكال. معطف وحقيبة نوم أو خيمة. يحتاج كل منها من الشخص دقيقة واحدة فقط ليتوفر له.

ولا يزال الطلاب، وعددهم 10، يدرسون في مرحلة الماجستير، وهم يجربون ابتكارهم ويستخدمون مواد مختلفة لزيادة قوته وصلابته عندما تتحول السترة إلى خيمة بإضافة ما يشبه أقطاب الطائرة الورقية عن طريق دمجها في الإطار. كما يعملون على تصميم يضيف عنصرا قابلا للنفخ إلى السترة.

وتضم السترة جيوبا كبيرة عازلة للماء وموزعة بطريقة لا تُشعر مرتدي السترة بإرهاق أثناء السير.

ويجري في الوقت الراهن إنتاج النموذج النهائي للسترة في الصين. والهدف هو اختبارها مطلع الصيف، بهدف توفير منتج نهائي قابل للحياة، لتوزعه منظمات المساعدات على اللاجئين قبل انخفاض درجات الحرارة.

وينظم المصممون الشبان حاليا حملة على موقع كيك ستارتر، لجمع التبرعات على الإنترنت للمساعدة في توفير التمويل اللازم لإنتاج ضخم للسترة، لمساعدة منظمات إغاثة اللاجئين في نقلها وتوزيعها عليهم في الأماكن الأكثر احتياجا لها.

وتأمل هاريت هاريس في أن يوضح ارتداء اللاجئين للسترة المبتكرة مستقبلا الدور الإيجابي الذي يمكن أن يكون لمصممي الأزياء في المجتمع.

وقالت "هذا مشروع يوضح حقيقة أن تصميم الملابس لا يقتصر فقط على منتجات حصرية للأثرياء. إن له قلبا اجتماعيا أيضا. ونعتزم توزيع ذلك على الجمهور. هذا التصميم يحتاج إلى أن يظهر المصممون التزاما اجتماعيا أكبر بهذه النوعية من المشكلات".



اقرأ أيضا:"مقبرة أرقام" للاجئين السوريين الغرقى في تركيا

دلالات
المساهمون