مساعٍ أوروبية لمواجهة أزمة اللاجئين

05 أكتوبر 2015
آلاف المهاجرين تدفقوا على أوروبا (GETTY)
+ الخط -


لا يزال التعامل مع اللاجئين الوافدين من سورية والعراق، والحدّ من تدفّق المهاجرين إلى أوروبا، يسيطران على اهتمام قادة الدول؛ إذ يبحث الاتحاد الأوروبي مع الرئيس التركي وضع خطة لمساعدة أنقرة على التعامل بشكل أفضل مع اللاجئين.
ووصل الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إلى بروكسل اليوم الإثنين، لإجراء محادثات مع رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، ورئيس المفوضية الأوروبية، جان - كلود يونكر، ورئيس البرلمان الأوروبي، مارتين شولتز.

وفي السياق، قال الناطق باسم المفوضية الأوروبية، مارغاريتيس شيناس، اليوم الإثنين، إن الاتحاد الأوروبي يريد أن يكون هناك "تعهد بالثقة المتبادلة، وهو أمر ضروري في ظل الدور المحوري الذي تلعبه تركيا في أزمة اللاجئين".

وتستضيف تركيا حوالى مليوني لاجئ، أغلبهم من سورية والعراق، إذ عبر الآلاف بسبب الصراع والفقر من تركيا إلى اليونان على أمل الوصول إلى معيشة أفضل في أوروبا.
وتأتي زيارة أردوغان مع الإعلان عن دخول 630 ألف شخص إلى الاتحاد الأوروبي بوسائل غير قانونية هذا العام، ووفد الكثيرون منهم من تركيا، وعن إمكانية أن تستقبل ألمانيا عدداً يصل إلى 1.5 مليون طالب لجوء في 2015.

اقرأ أيضاً:مهاجرون من مختلف الجنسيات يدّعون أنهم سوريون لدخول أوروبا
ولمواجهة أزمة الهجرة الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، من المقرّر أن تبحث بروكسل وأنقرة خطة تنص على مشاركة تركيا في دوريات خفر السواحل اليونانية في شرق بحر إيجه، بتنسيق مع وكالة حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي (فرونتكس).


وتقضي الخطة بإعادة أي مهاجرين يتم إنقاذهم إلى تركيا، حيث ستقام ستة مخيمات جديدة تتسع لمليوني شخص كحد أقصى، يشارك الاتحاد الأوروبي في تمويلها، لتخفيف العبء الهائل على اليونان بشكل خاص.

ويبدو أن المسؤولين الأوروبيين يريدون الضغط على تركيا لمعالجة مشكلة مهرّبي البشر، وهو ملف عاد إلى الواجهة الأحد، عندما انتشلت جثتا طفلين متحللتين من الشاطئ في جزيرة كوس اليونانية.
وقُدّر عمر الرضيع بما بين ستة أشهر وعام، وعُثر على جثته على شاطئ أحد الفنادق مرتدياً سروالاً أخضر وقميصاً أبيض، ما أعاد إلى الأذهان صورة جثة الطفل السوري إيلان كردي على أحد الشواطئ التركية، والتي أثارت في بداية سبتمبر/أيلول، تعاطفاً عالمياً وخصوصاً داخل الاتحاد الأوروبي.


اقرأ أيضاً:لاجئون يستعجلون العبور نحو أوروبا قبل الشتاء
وقلّل مسؤولون من فرص التوصّل إلى اتفاق نهائي حول الخطة أثناء زيارة اردوغان، مؤكدين أن المحادثات ستكون "صعبة" على الأرجح، وأنها ربما لن تكون أكثر من بداية رسمية للعملية.

وفاقمت أزمة الهجرة التوتر في العلاقات بين أنقرة وبروكسل، والتي طالما شهدت انتقادات لأنقرة في ملف حقوق الإنسان والمفاوضات الشاقة لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

ويتوقّع أن يمارس أردوغان الذي استقبلت بلاده حوالى مليوني لاجئ سوري، ضغوطاً على الاتحاد الأوروبي للحصول على مزيد من المساعدات لإنهاء الحرب، وفي قضية حربه مع المتمردين الأكراد.

كما يرجّح أن يضغط أردوغان، الخصم الشرس للرئيس السوري بشار الأسد، لإقرار خططه بإنشاء "منطقة آمنة" عبر فرض حظر جوي فوق شمال سورية، حيث يمكن إسكان اللاجئين.

لكن المسؤولين الغربيين يشككون في الخطة، وهو شعور سيتعزز بعد إعلان تركيا الإثنين، أن طائراتها اعترضت مقاتلة روسية في مجالها الجوي بعد أيام على شن روسيا حملتها العسكرية في سورية.

ويشكّل السوريون العدد الأكبر من طالبي الهجرة في أوروبا، يليهم الأفغان. ويشار إلى أنّ أزمة الهجرة بلغت حجماً غير مسبوق، حتى أن ألمانيا قد تستقبل 1.5 مليون طالب لجوء في 2015، بحسب صحيفة بيلد، نقلاً عن وثيقة سرية قدرت أعداداً "أكبر بكثير من الأرقام الرسمية".
وللتوثيق، فإن نحو 630 ألف شخص وصلوا بصورة غير مشروعة إلى أوروبا منذ مطلع العام ما تسبب بـ"أزمة هجرة غير مسبوقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية"، حسب ما صرّح به رئيس وكالة فرونتكس الأوروبية لمراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، فابريس ليجيري، في مقابلة صحافية الإثنين.

كما طالبت الوكالة الدول الأعضاء بأن تضع في تصرفها 775 عنصراً إضافياً من حرس الحدود "لمعالجة الضغط الكبير جراء تدفق المهاجرين"، لا سيما في اليونان وإيطاليا، بحسب بيان.
واتفق القادة الأوروبيون الشهر الفائت في قمة عاجلة على توزيع 160 ألف مهاجر على دول الاتحاد في قرار اعترضت عليه بعض الدول وسط خلافات أبرزتها أزمة المهاجرين.
وأعلنت هيئة الإنقاذ الإسبانية اعتراض سبيل 301 مهاجر خلال محاولتهم الوصول إلى إسبانيا قادمين من المغرب في 12 زورقاً على مدار الأيام الثلاثة الماضية.

وقالت الهيئة إن 84 مهاجراً نقلوا إلى الشاطئ اليوم الإثنين، من ثلاثة زوارق تم رصدها جنوب غربي إسبانيا، وتم اعتراض باقي الزوارق يومي السبت والأحد الماضيين، في نقطتين إلى الاتجاه الشرقي على الساحل الجنوبي.
وذكرت الهيئة أنها في الفترة بين الأول من يناير/ كانون الثاني والحادي والثلاثين من أغسطس/آب الماضيين أنقذت نحو 4188 مهاجراً، وتم نقل 2307 منهم إلى المغرب بمعرفة الهيئات البحرية بالبلد العربي.