تجمّع حاشد في باريس تضامناً مع الانتفاضة

18 أكتوبر 2015
جانب من الوقفة التضامنية في باريس(العربي الجديد)
+ الخط -
شهدت ساحة الجمهورية في باريس، يوم أمس السبت، تجمعاً حاشداً لفرنسيين وعرب تضامناً مع الانتفاضة الفلسطينية الجديدة أو ما عرف بانتفاضة السكاكين، التي اعترفت الكثير من الصحف الفرنسية بأنها أربكت الكيان الإسرائيلي ونشرت الهلع بين مستوطنيه، وكشفت للعالم أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن حقوقه رغم الوضع العربي والدولي غير المساعد. وقد فاق الحضور 2000 شخص أتوا ليؤكدوا مساندتهم للثورة الفلسطينية المستمرة حتى بناء الدولة المستقلة.

وكان الجمهور الحاضر على موعد مع كلمتين مؤثرتين عن طريق مكبرات الصوت، الأولى كلمة الشيخ صلاح الدين أبو عرفة، إمام المسجد الأقصى، من القدس المحتلة، وشدد فيها على واجب الرباط للدفاع عن المقدسات الإسلامية المستهدفة، وعلى ضرورة "شد الرحال" لنصرة المسجد الأقصى المهدد بالتدنيس الصهيوني. والثانية، كانت من غزة، للقائد الفلسطيني مشير المصري، وهو من حركة حماس، أشاد فيها بالوقفة الشعبية في باريس، تضامناً مع الثورة الفلسطينية، وأكد أن هذه الوقفات في العالَم تمنح للشعب الفلسطيني الكثير من الأمل والإحساس بأنه ليس وحيداً في مقارعة الوحش الصهيوني. وكشف أن هذه الانتفاضة جاءت بعد العديد من الجرائم الصهيونية من حرق للمواطنين الفلسطينيين واغتيالهم، واعداً باستمرار الثورة والانتفاضة حتى "نستعيد مقدساتنا الإسلامية والمسيحية".

اقرأ أيضاً: الشهيد الفلسطيني إيهاب حنني... إصرار على الشهادة

كما أكدت الكثير من المنظمات الفلسطينية في كلمات لمناضلين فلسطينيين من داخل فلسطين المحتلة على أن ما تشهده فلسطين يبشر بالأمل في غد أفضل، غد الاستقلال والحرية رغم التضحيات ورغم الصمت العربي والعالمي الضاغط.

المناضل الفرنسي يوسف بوسوماح، وهو عضو مؤسس لحزب أهالي الجمهورية، أكد أن الصراع في فلسطين هو صراع كولونيالي، وأن الاستعمار إلى زوال، على الرغم من محاولة إسرائيل تصوير ما يجري على أنه صراع ديني، من خلال استهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين. ورأى أن ما يجري، الآن، في فلسطين، هو استمرار لحرب الكيان الصهيوني على غزة في العام الماضي، إذ إن المحتل الإسرائيلي يشن حرباً شاملة على مجموع الشعب الفلسطيني وفي كل أماكن تواجده.

اقرأ أيضاً: خمسة شهداء بالقدس والخليل اليوم.. وعشرات الجرحى في غزة
 
أما المسؤولة الفرنسية عن جمعية فرنسا- فلسطين، والمناضلة في حملة مقاطعة البضائع الإسرائيلية والداعية إلى وقف كل أشكال الاستثمارات في دولة الكيان، فشددت على أن سلاح المقاطعة مؤلم للكيان الإسرائيلي ويجب المضي فيه قدماً وتعزيزه، وكشفت أن كثيراً من الشركات الإسرائيلية أفلست بعد أن قرر كثير من السوبر ماركات الأوروبية عدم تسويق البضائع الإسرائيلية. وأشارت إلى أن الموقف المخزي لبلدية باريس بتنظيم "يوم تل أبيب في باريس"، كان بهدف الترويج للسياحة إلى إسرائيل وفك محنة إسرائيل الاقتصادية، ولكنه كان فشلاً ذريعاً إذ انتهزت المنظمات المؤيدة للشعب الفلسطيني الفرصة لفضح الأبرتهايد الإسرائيلي وأصدقائه من الفرنسيين.

بوسوماح قال لصحيفة "العربي الجديد" بأن حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني ونضالاته وانتفاضته ستستمر. وتابع "إن يوم 24 من أكتوبر/تشرين الأول سيكون يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني في العديد من المدن الفرنسية، كما أنه سيتصادف مع التظاهرة التي ستشهدها مدينة لامينيزان تضامناً مع المناضل السجين جورج إبراهيم عبد الله، الذي طالب القضاء الفرنسي بإطلاق سراحه قبل سنوات، دون جدوى، والذي يصر بعض الساسة الفرنسيين، ومن بينهم رئيس الوزراء مانويل فالس، والسفارة الأميركية في باريس، على "تقديمه اعتذاراً" على جريمة لم يثبت القضاء الفرنسي مسؤوليته عنها، أبداً".