عراقيون يخشون الخروج من منازلهم عقب التفجيرات

12 يوليو 2016
شوارع خالية وأسواق مقفلة (صباح عرار- فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
تتجدد التفجيرات في مدن وشوارع وأحياء العاصمة العراقية بغداد والمحافظات الأخرى بين الحين والآخر، ومعها تتجدد حالة الذعر والخوف، وعدم خروج الناس من منازلهم لأيام أو حتى أسابيع في خطوة احترازية، خوفاً من وقوع انفجار أو حدوث اعتقالات عشوائية أو غلق وقطع الشوارع.


يقول سعد نعمان من سكان حي الجامعة في بغداد: "على الرغم من أننا كعراقيين أصبحنا نتأقلم سريعاً مع أي طارئ، إلا أنّ الغالبية العظمى من الناس وبعد كل تفجير يخشون ترك منازلهم لأيام وأسابيع عقب التفجيرات".


وأضاف لـ"العربي الجديد"، هناك أسباب عدة تمنع الناس من الخروج، في مقدمتها خشية حدوث تفجير آخر في منطقة أخرى مع ما يسببه ذلك من ألم وحزن، إضافة إلى حملة الاعتقالات التي تشنها القوات الأمنية في محيط الانفجار كرد فعل، فضلاً عن غلق الشوارع ومنع التجوال بعد التفجيرات".


بهاء أكرم صاحب مزاد لبيع الأثاث المستعمل في بغداد، يقول: "كثيراً ما تتأثر مصالحنا في العمل بسبب الوضع الأمني المتردي في البلاد، ومع ارتفاع عدد التفجيرات يصبح من الصعب ممارسة حياتنا وأعمالنا بالشكل الطبيعي، خاصة أن المواطن البسيط غالباً ما يقع ضحية تلك التفجيرات، ويوضع في دائرة الاتهام ما يجعل كثيراً من الناس يعتكفون في بيوتهم".


وأضاف "منذ تفجير حي الكرادة قبل عشرة أيام لم أخرج من منزلي إلا للضرورة، حتى أن المزاد الذي أعمل فيه وهو مصدر رزقي مقفل، ولا أنكر أنني أفكر بالسفر وتصفية عملي في بغداد". ويتابع "مع كل انفجار يرحل عدد من الناس والتجار الى إقليم كردستان العراق أو إلى بلدان أخرى، والوضع المتردي يدفعنا إلى تصفية بضائعنا بأسعار مخفضة، ما يتسبب لنا بخسائر إضافية تضاف إلى طابور الخسائر اليومية".


وبيّن لـ"العربي الجديد"، أن "العمل والعيش في بغداد والمحافظات المجاورة يعد مجازفة بحياتنا وحياة عوائلنا وبتجارتنا، وفي كل مرة نقول ربما يتحسن الوضع الأمني ونتمكن من العيش بسلام، إلا أنّ انفجاراً جديداً يأتي ليبدد كل آمالنا".


من جهته، قال الأكاديمي شاهين الصالحي، لـ"العربي الجديد": "ما أكثر النكبات في حياة العراقيين، فهم يستفتحون صباحهم بالاطمئنان على بعضهم بعضاً بعبارة (شكو ماكو)، بعد أي انفجار يكون قد وقع هنا أو هناك، بعد ذلك يعتذر الطلاب عن القدوم إلى الجامعة، ثم يلغي بعضهم مواعيدهم حتى لو كان طبيباً أو محامياً أو أي تخصص، كما يلغي آخرون رحلاتهم لعدم تمكنهم من الوصول إلى المطار لخشيتهم من الطرق".


وتابع الصالحي "تزدحم الطرق بقوات الأمن بعد كل تفجير، وتبدأ بالبحث عن مطلوبين، ما يسبب الذعر لدى الناس ويظنون أنهم سيقعون ضحية تلك الانفجار بشكل أو بآخر، خصوصاً إذا استهدف التفجير منطقة يقطنها أناس من طائفة معينة، ما يحرم ذلك الآخرين من طائفة أخرى الخروج من المنزل خشية على حياتهم".


من ناحيته، قال علي غيدان وهو ضابط شرطة: "بعد كل تفجير نبدأ كقوات أمنية بإجراءات طارئة لتقليل حجم الخسائر البشرية، بمنع الناس من التجمهر في مكان الحادث أو حتى الخروج حفاظاً على حياتهم. كما أن اعتقال بعض المشتبه بهم يسبب خوفاً لدى المواطنين ما يجعل كثيرين منهم يختفون عن الأنظار".


وأوضح لـ"العربي الجديد"، "يمكن لمن يزور المناطق والأحياء التي تقع فيها الانفجارات أن يلاحظ خلوها من المارة لعدة أيام إلا من كان مضطراً للخروج من منزله"، مؤكداً أن هذه الحالة تتكرر وباتت سمة من سمات ما بعد الانفجار.


وما زال الغموض يحوم حول تفجيراتٍ ضربت حي الكرادة وسط العاصمة العراقية بغداد نهاية شهر رمضان قبل عشرة أيام، أوقع أكثر من 500 شخص بين قتيل وجريح، أعلن إثرها العراق الحداد وتسببت في الإطاحة بشخصيات هامة في الدولة.