السيول تغمر مخيمات النازحين في إدلب.. والمساعدات غائبة

02 نوفمبر 2019
تتجدد معاناة النازحين مع كل فصل شتاء (Getty)
+ الخط -
غمرت السيول خيام النازحين في منطقتي حارم وسلقين بالقرب من الحدود السورية التركية، في محافظة إدلب شمال غرب سورية، وذلك بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة في الآونة الأخيرة.

وتتجدد معاناة النازحين مع كل فصل شتاء، رغم التحذيرات التي يطلقها الأهالي وجهات مدنية بضرورة إيجاد حلول أو وضع خطط من قبل المنظمات للتقليل من أضرار الأمطار.



الناشط الإعلامي المقيم في المنطقة، خضر العبيد، تحدث لـ"العربي الجديد" عما واجهه النازحون أمس الجمعة في المخيمات الواقعة بالقرب من مدينتي حارم وسلقين قائلاً:
"المخيمات الواقعة إلى الغرب من مدينة حارم وغرب مدينة سلقين أيضاً اجتاحتها السيول بشكل كامل، أما المخيمات أطمة وقاح ودير حسان وسرمدا، فلم تتعرض للسيول".

وأضاف العبيد: "كان هطول المطر غزيراً جداً، والمنطقة جبلية، ما تسبب بتشكل السيول بقوة وغزارة، وسط عجز النازحين عن القيام بأي شيء، لقد انتظروا حتى هدأ السيل وبدأوا بإخراج حاجياتهم من الخيم، ومنهم من بدأ يحيطها بالتراب والطين، وبعضهم قام بنقل الخيمة بالكامل لمنطقة مرتفعة خوفاً من تجدد السيول".

وفي ظل هذه الظروف، يضطر الأهالي للبحث عن حلول فردية ترقيعية، ومنها تفكيك الخيم والبحث عن ملاذ أكثر أمناً لا تطاوله السيول، لكن هذا الخيار غير متاح للجميع نظراً للعدد الهائل من النازحين المنتشرين على طول الشريط الحدودي مع تركيا، والذين يتجاوز عددهم المليون نسمة.

النازح من ريف حماة عزت عبد الهادي، حكى لـ"العربي الجديد" ما حلّ بالنازحين يوم أمس الجمعة في مخيم أبناء الغاب، قائلاً: "كان المطر غزيراً، وجلب معه سيلاً غمر المخيم بما فيه، لم يسلم أحد منه، فالمياه اجتاحت الخيام والمنازل الموجودة المؤقتة التي لا ترتفع عن الأرض سوى سنتيمترات قليلة".

وتابع عبد الهادي: "الوضع كان مأساوياً، وارتفاع المياه تجاوز في بعض المناطق 40 سنتيمتراً، لم يكن بالمقدور فعل شيء، وجميع من في المخيم كان همهم إنقاذ ما لديهم من أغراض. بقينا تحت المطر حتى توقف وانخفضت المياه، والسيل استمر لمدة قاربت الساعة تقريباً، كانت صعبة على جميع النازحين في المخيم القريب من قرية كفر حوم".

بينما ناشد علي الغابي المنظمات الإنسانية للتدخل وإيجاد حل جذري لهذه المعاناة المتكررة، وقال لـ"العربي الجديد": "فصل الشتاء في بدايته، ومع أول هطول للمطر هذا ما حل بنا، غرقت الخيام وفاضت بالمياه، فماذا ينتظرنا مع حلول موجات الصقيع والبرد القارس والأمطار الغزيرة؟.

وتعاني تجمعات المخيمات في مناطق أطمة وحارم وسلقين وتلك الموجودة في منطقة خربة الجوز من اجتياح السيول لها مع حلول فصل الشتاء، رغم التحذيرات التي تطلق على الدوام قبل أشهر لضرورة إيجاد حلول، منها رفع أراضي المخيمات وحفر خنادق لتصريف المياه في محيطها وبناء "تصوينات" تحيط بالخيم تمنع دخول المياه لها.

المساهمون