وسط احتدام النقاشات بشأن قضية اللاجئين في أوروبا والعالم، وتأثرها بالهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس ليل 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وما نتج عنها من تدابير في أكثر من دولة، كان أبرزها إعلان بلجيكا، أمس الجمعة، رفع حال الاستنفار إلى أقصاه، يعاد تسليط الضوء على موقف الشعوب التي تتأثر ببعض السياسيين ووسائل الإعلام التي تربط بين الإرهاب والإسلام.
ويقول رئيس مركز أصدقاء أوروبا جايلز ميريت، ومركزه بروكسل، لنشرة المنتدى الاقتصادي العالمي "أجندة": "من المرجح أن تفاقم الهجمات الإرهابية في باريس الأسبوع الماضي الانقسامات العميقة في أوروبا بشأن كيفية التعامل مع أزمة اللاجئين والمهاجرين".
اقرأ أيضاً: جدل فرنسي حول الإحصاءات الإثنية
وتركيز الإعلام العالمي على الربط بين الأعمال الإرهابية والإسلام، يجعل الناس في أوروبا والعالم يخلطون الوقائع، ويقدرون الأمور، بأكبر من حجمها الفعلي، ما يزيد لديهم المخاوف تجاه أمنهم ومستقبل بلدانهم.
ونشر المنتدى الاقتصادي العالمي في نشرته الإلكترونية الأسبوع الماضي، نتائج استطلاع للرأي أجرته شركة "إيبسوس موري" عن توقعات الأوروبيين لحجم السكان المسلمين في أوروبا، وجاءت نتيجته أن المواطن الفرنسي العادي يعتقد أن المسلمين يشكلون 31 في المائة من السكان، مع أنهم في الواقع يمثلون 8 في المائة من سكان فرنسا. بينما يظن الألمان أن 19 في المائة من سكان ألمانيا هم من المسلمين، مع العلم أنهم يشكلون ما نسبته 6 في المائة من إجمالي عدد السكان. أما في بريطانيا فقد قدّر البريطانيون حجم المسلمين بالنسبة لعدد السكان بنسبة 21 في المائة بينما تقدر نسبتهم في واقع الأمر بنحو 5 في المائة.
وشمل الاستطلاع كذلك كلا من بلجيكا (متوسط التوقعات لنسبة المسلمين 23 في المائة، بينما الواقع 6 في المائة)، كندا (متوسط التوقعات 18 في المائة، والواقع 2 في المائة)، أستراليا (التوقعات 16 في المائة، والواقع 2 في المائة)، إيطاليا (التوقعات 16 في المائة والواقع 4 في المائة)، الولايات المتحدة الأميركية (متوسط التوقعات 14 في المائة بينما الواقع 1 في المائة)، إسبانيا (التوقعات 14 في المائة والواقع 2 في المائة)، السويد (التوقعات 12 في المائة والواقع 5 في المائة)، المجر( التوقعات 7 في المائة والواقع 0.4 في المائة)، كوريا الجنوبية (التوقع 5 في المائة والواقع 0.4 في المائة)، بولندا (التوقع 5 في المائة والواقع 0.4 في المائة)، اليابان (التوقع 4 في المائة والواقع 0.4 في المائة).
اقرأ أيضاً: تقرير يرصد تنامي مشاعر الكراهية للإسلام في فرنسا
وتبعاً لمركز بيو للأبحاث، فلدى ألمانيا وفرنسا أكبر عدد من المسلمين بين دول الاتحاد الأوروبي والذي يزيد على 4.7 مليون نسمة، في حين أن المملكة المتحدة تأتي ثالثة في أوروبا بعدد يقل قليلاً عن 3 ملايين نسمة.
أما بالنسبة لتعداد السكان، يشير المركز إلى أن فرنسا تأتي ثالثة في الاتحاد الأوروبي التي يقول إن نحو 7.5 في المائة من مواطنيها مسلمون. وتأتي قبرص في المرتبة الأولى التي يشكل فيها المسلمون 25 في المائة من تعداد السكان، تليها بلغاريا التي تصل نسبة المسلمين فيها إلى 13.7 في المائة من السكان. وحسب مركز الأبحاث من المتوقع أن تصل نسبة المسلمين في الاتحاد الأوروبي عموماً إلى 8 في المائة، وهي الحال في فرنسا اليوم، وذلك بحلول عام 2030.
اقرأ أيضاً: قلق في أحياء باريس العربيّة