أردنيون يتقاسمون الخبز والماء مع لاجئين سوريين

23 يوليو 2015
لاجئون سوريون في محافظة المفرق الأردنية (الأناضول)
+ الخط -
المشهد في محافظة المفرق الأردنية، شمال شرق المملكة، يرسم صوراً من طيب المعاملة والمحبة، بين سكان المحافظة واللاجئين السوريين الذين نزحوا، تاركين منازلهم وأملاكهم وأموالهم، فارين من وحشية القتال الدائر في بلادهم.

وتشهد المحافظة تواجداً سورياً يقدر بـ170 ألف شخص، من إجمالي عدد السكان المحليين البالغ 310 آلاف. وفي المفرق، تجد الترابط القوي مع اللاجئين السوريين، والذي تجسد في فتح بعض الأسر الأردنية أبواب منازلها لاستقبال هؤلاء، مقتسمين معهم كسرة الخبز، وشربة الماء.

وقالت الحاجة زرايف العزام، وهي في العقد السابع من عمرها: "نعيش مع إخواننا السوريين، بدون مشاكل، ونتبادل الزيارات، ولا نفرّق في التعامل معهم عن جيراننا الأردنيين"، مضيفة "والله لا نأكل شيئاً بدون أن نطعمهم منه، حتى إنني أرسل إلى جارتي السورية، أم حمزة، الماء البارد، فالجو كما ترى حارّ جداً، ولا توجد لديهم ثلاجة".


وفي الحسين أحد أحياء المفرق، وأثناء توجهه لأداء صلاة العصر، قابلنا علي شنوان (70 عاماً)، وسألناه عن العلاقات مع اللاجئين، فأجاب: "السوريون إخواننا، وجيراننا في الوطن، وإذا لم نقف معهم نحن، فمن سيقف معهم؟". أما أمين إرشيد الخزاعلة، صاحب محل بقالة، فقال: "نحن أهل وأسرة واحدة، ولا فرق بيننا وبينهم". كما اعتبر عبدالله عبيد، (90 عاماً)، أن "السوريين أناس لا يسببون المشاكل، ويحترمون المكان الذي يعيشون فيه".

فارع المساعيد (42 عاماً)، رأى أن "صلة القرابة، والمصاهرة بين الأردنيين والسوريين، لعبت دوراً كبيراً في زيادة مستوى التعايش فيما بينهم". أما حامد السلمان، وهو ناشط في المجال الإغاثي، فقال: "لقد لمست المستوى العالي من التآلف والمحبة بين الأردنيين والسوريين، من خلال جولات توزيع المساعدات على المحتاجين من كلا الطرفين، فالكثير من أبناء البلد، وعند حصولهم على طرد غذائي، يطلبون أن نعطي مثله لجيرانهم اللاجئين".

(ع.ف) أحد اللاجئين السوريين، فضّل عدم ذكر اسمه، أشاد بما وصفه بـ"كرم الضيافة" من قبل سكان محافظة المفرق، وقال: "على الرغم من أننا نشتاق لوطننا، ونحلم بالعودة إليه، إلا أننا لم نشعر في يوم من الأيام بأننا أناس غرباء هنا".

وبخلاف 4 مخيمات أخرى، يعد مخيم الزعتري أكبر مخيمات اللجوء الأردنية الخاصة بالسوريين، ويقع في محافظة المفرق، حيث يضم بداخله ما يزيد على 79 ألف لاجئ، من إجمالي ما يزيد على مليون و390 ألفا، تحتضنهم المملكة، أكثر من نصفهم مسجلون بصفة "لاجئين" في سجلات مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، في حين أن 750 ألفا منهم دخلوا قبل الثورة، بحكم النسب والمصاهرة والتجارة، بحسب أرقام رسمية.

اقرأ أيضاً:دراجات هوائية هولندية للاجئين السوريين في الزعتري