الجزائر تطلب رسمياً استعادة 36 جمجمة لقادة المقاومة الشعبية من فرنسا

07 يناير 2018
جماجم مقاومين جزائريين في متحف الإنسان في باريس(تويتر)
+ الخط -


أعلنت الحكومة الجزائرية عن تقديمها طلباً رسمياً لباريس لاستعادة جماجم 36 جزائرياً، بينها 12 جمجمة تعود لـ 12 قائداً من قادة المقاومة الشعبية الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، نقلت إلى باريس قبل 150 عاماً، وأودعت في متحف الإنسان هناك.

وأعلنت السفارة الجزائرية في باريس أن الجزائر تقدمت رسميا من فرنسا بطلب إعادة جماجم مقاوميها الموجودة منذ ما يقارب قرنين بمتحف الإنسان في باريس، وكذلك استرجاع أرشيف الفترة الممتدة من العام 1830 إلى 1962.

وكلف وزير الخارجية الجزائري، عبد القادر مساهل، سفير الجزائر في باريس، عبد القادر مسدوة، بمباشرة الإجراءات لدى السلطات الفرنسية بخصوص استرجاع الجماجم والأرشيف الجزائري.

وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته الأخيرة إلى الجزائر في السادس من ديسمبر/كانون الأول الماضي، عن موافقته على استعادة الجزائر للجماجم المشار إليها.

ويتطلب إخراج تلك الجماجم من متحف الإنسان في باريس مصادقة البرلمان الفرنسي على قرار ينص على إخراجها من قائمة التراث الوطني الفرنسي، باعتبارها في الوقت الحالي "ملك للقائمة والأمة الفرنسية".

إخراجها من المتحف وقائمة التراث الفرنسي يحتاج إلى موافقة البرلمان (تويتر) 


وتأتي موافقة الرئيس الفرنسي على تسليم هذه الجماجم، وطلب الحكومة الجزائرية رسمياً بذلك، على خلفية مطالبات سياسية ومدنية اعتبرت أن بقاء جماجم المقاومين الجزائريين في باريس هو إدانة للاستعمار واستهانة بكرامة المقاومين.

وفي فبراير/شباط 2016 أطلق مثقفون جزائريون عريضة المليون توقيع لاستعادة جماجم المقاومين من فرنسا ودفنها في الجزائر. وفي وقت سابق أعلن وزير قدماء المحاربين، الطيب زيتوني، سعي الحكومة الجزائرية لاسترجاع تلك الجماجم من فرنسا.

وكُشف عن وجود الجماجم عام 2011 من قبل المؤرخ الجزائري، علي فريد بلقاضي، الذي كان بصدد إجراء بحث تاريخي عن المقاومة الشعبية الجزائرية للاستعمار الفرنسي، الذي عمد إلى قطع رؤوس المقاومين في سياق انتقامي، أبرزهم الشريف بوبغلة، والشيخ بوزيان أبرز المقاومين الجزائريين، وموسى الدرقاوي، ومختار التيطراوي، وعيسى الحمادي، ومحمد بن علال، أحد ضباط الأمير عبد القادر، في باريس منذ 150 عاماً، ونقلها وضمها إلى متحف الإنسان بباريس، الذي يضم 18 ألف جمجمة من مختلف أصقاع العالم.

وقبل ثلاثة أشهر برر المسؤول عن قسم الأنثروبولوجيا في متحف الإنسان بباريس، آلان فرومون، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "الاحتفاظ بهذه الجماجم لغايات البحث الأنثروبولوجي وتطور البشرية". ونفى فرومون في تصريح أن تكون جماجم المقاومين الجزائريين قد عرضت في المتحف للعموم. وأوضح أنها محفوظة في خزانات حديدية ولا يسمح لأحد بالوصول إليها.