الساعة الإضافية في المغرب.. أضرارها صحية ونفسية

05 ابريل 2016
دراسات تؤكد مخاطر تعديل الساعة (GETTY)
+ الخط -
أثارت الساعة الإضافية التي قررتها الحكومة قبل أيام قليلة، بزيادة ستين دقيقة على التوقيت الرسمي بالمغرب، والذي يوافق توقيت غرينتش، الكثير من الاحتجاجات وسط العديد من الناشطين والأخصائيين والأسر المغربية أيضاً، وذهب بعضهم إلى حد اعتزام مقاضاة الحكومة.

وأرسل ناشطون مغاربة عرائض احتجاجية مكتوبة إلى رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، يطالبونه بإلغاء الساعة الإضافية، والعودة إلى التوقيت القانوني والاعتيادي للمملكة، مبرزين أن لهذه الساعة الإضافية أضرارا صحية ونفسية كثيرة، خاصة على الأطفال والتلاميذ.

وقال عبد الرحيم يشاوي، أحد أبرز الناشطين المناهضين لاعتماد الساعة الإضافية بالمغرب لـ"العربي الجديد": "عشرات الجمعيات المدنية بعثت بعرائض إلى رئاسة الحكومة، لإبراز المشاكل التي تتسبب بها الساعة الإضافية للمواطنين ومصالحهم"، مشيراً إلى أن النشطاء يعتزمون رفع دعوى قضائية ضد الحكومة، لكونها قابلت الاعتراضات والانتقادات، والتي تتكرر كل سنة، بالتجاهل واللامبالاة، وضربها عرض الحائط بكل التحذيرات الصحية والثابتة علمياً بخصوص الصحة الجسدية والنفسية للتلاميذ الصغار خصوصا".

من جهته، أكد سمير بلوقيد، ناشط شارك في إرسال العريضة إلى رئيس الحكومة ضد اعتماد الساعة الإضافية، لـ"العربي الجديد"، أن الاحتجاج ضد إضافة 60 دقيقة إلى التوقيت الرسمي طيلة أشهر قبل التراجع عنه بمناسبة رمضان، ثم الرجوع إليه بعد ذلك، من شأنه إرباك حياة المغاربة، خصوصا التلاميذ والموظفين والعمال.

وتابع بلوقيد بأن الحكومة تدافع عن قرار اعتماد الساعة الإضافية بأن من شأنه المساهمة في اقتصاد الطاقة، في حين أن البلاد بأمس الحاجة للطاقة، مردفاً أن "هذا القول مردود عليه، لأن صحة الإنسان رأسمال لا يعوض، وهي أهم بكثير من توفير الطاقة".


ويستدل النشطاء على صواب احتجاجهم بما فعلته روسيا والصين وتشيلي، عندما قررت هذه البلدان التخلي عن العمل بالتوقيت الصيفي، صوناً وحماية لصحة مواطنيها، فضلاً عن دراسات علمية أميركية وأوروبية، أكدت بالأدلة القاطعة أضرار الساعة الإضافية على الصحة.

ومن الدراسات التي أوردها النشطاء في عرائضهم الاحتجاجية تقرير طبي لأخصائي ألماني يدرس في جامعة ميونيخ للطب النفسي، تحدث فيه عن أضرار الساعة الإضافية حتى على فئة الكبار، من خلال ارتفاع نسبة حوادث السير في الأشهر التي يتم فيها اعتماد هذه الساعة، بخلاف الفترات الأخرى.

ويؤكد ما ذهب إليه الناشطون الدكتور فؤاد سعدون، طبيب متخصص في الأعصاب، قائلاً: "إن آثار الساعة الإضافية ظاهرة على جسم الإنسان، وعلى أعصابه بالخصوص، دون أن يدرك ذلك بوعيه، إذ يصبح أكثر قلقاً وأكثر توتراً، بسبب ارتباك ساعته الداخلية البيولوجية".

وليس هذا فحسب، بل إن المحتجين على اعتماد الساعة الإضافية يستشهدون بدراسة بلجيكية أكد خلالها المعهد البلجيكي للأمن الطرقي، ارتفاع معدلات الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة 25 في المائة، وجلطات الدماغ بنسبة تناهز 8 في المائة، ما جعل بلدانا عدة تعدل عن اعتماد الساعة الإضافية. 
دلالات
المساهمون