روى عدد من أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية في معهد الدوحة للدراسات، تجاربهم في التعليم الافتراضي والعمل عن بعد، في ظل الأوضاع الصحية الراهنة التي يعيشها العالم أجمع مع تفشي وباء كورونا الجديد.
ويقول رئيس برنامج الماجستير التنفيذي في الإدارة العامة في معهد الدوحة، فريد الصحن، عن تجربة التعليم عن بعد التي انتهجها معهد الدوحة للدراسات العليا، والتي جاءت استجابة للظروف الصحية الراهنة وتوجهات دولة قطر في هذا الخصوص، إن برنامج الإدارة العامة بمساراته الثلاثة، قام بتقديم المحاضرات والتفاعل مع الطلاب عبر المنصات الافتراضية للمعهد، ونسبة حضور الطلاب في المحاضرات، كانت مائة بالمائة.
الأستاذ المساعد في برنامج الصحافة بمعهد الدوحة، نواف التميمي يقول عن التجربة، إنها تسير بكل سلاسة؛ وإنه لم يواجه أية صعوبات في تسيير مقررات البرنامج ويضيف، هي تجربة وإن كانت إجبارية في ظروف قاهرة إلا أنها دون شك فريدة وربما تؤسس لما بعدها في عالم التعليم الأكاديمي، وعبر التميمي عن افتقاده لدفء اللقاء بالطلاب، وصخب النقاش في قاعات المحاضرات، وحميمية العلاقات الإنسانية بكل ما فيها من مودة ومحبة.
ويعرض الأستاذ المساعد في الإدارة العامة، علي المستريحي، لتجربة معهد الدوحة للدراسات العليا، والذي كان من السبّاقين في استخدام منصات التعليم الرقمي، كسبًا واستثمارًا للوقت، من خلال التخطيط الجيد لهذه العملية بدءًا من تدريب أطراف العملية التعليمية، مرورًا بتقوية خدمات البنية الأساسية واللوجستية الداعمة، وانتهاءً بالتقييم المستمر للتجربة من خلال تسجيل ورصد الملاحظات الواردة من الأساتذة والطلبة.
ويقول إن إنشاء إدارة متخصصة بالتعلّم والتعليم والتقييم بالمعهد منذ بداية العام الدراسي الحالي، ورفدها بالخبرات والكفاءات عالية القدرة كان له الأثر الأكبر في إنجاح هذه التجربة ومتابعتها الحثيثة.
ويؤكد رئيس برنامج العمل الاجتماعي حمود عليمات، أهمية التعليم الإلكتروني في ظل الأوضاع الصحية الراهنة، واصفًا التعليم الإلكتروني بأنه سمة العصر الحالي، وأن أزمة كورونا، وما تمخض عنها شكلت دافعًا للانخراط في هذا الأسلوب التعليمي حيث يوفر معهد الدوحة عددًا كبيرًا من التطبيقات المساعدة في مجال التعليم الإلكتروني والعمل عن بعد.
ويصف الأستاذ المشارك في برنامج ماجستير إدارة النزاع والعمل الإنساني إبراهيم فريحات، التعلم عن بعد بأنه ثقافة إذا أجدنا ممارستها فإنها يمكن أن تشكل إضافة حقيقية ونقلة نوعية في العملية التعليمية لم تكن متاحة لنا من قبل، ويقول على الرغم من أن عملية التعلم عن بعد، تشهد غيابًا واضحا للبعد الإنساني فيها، إلا أنها عملية فرضتها ظاهرة العولمة قبل أن يفرضها فيروس كورونا الجديد.
ويقول مدير إدارة الاتصال والعلاقات الخارجية بالمعهد، علي منادي الكعبي، بدأنا في استخدام التطبيقات والمنصات الخاصة للعمل عن بعد لمدة أسبوعين كجزء من الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تقوم بها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا، وذلك حسب طبيعة العمل ومتطلبات أدائه، ووضعت الخطط اللازمة للتأكد من حسن سير المهام المطلوبة وإنجاز الأعمال بالصورة المناسبة وبما يدعم استمرار انسيابية العمل وكفاءته.
ووفق مديرة المكتبة ومصادر التعلم في معهد الدوحة للدراسات العليا، نوف الخشمان تأقلمت المكتبة بصورة عامة مع متطلبات العمل في الوضع الحالي، ونجحت في استمرار تقديم الخدمات للمستفيدين قدر المستطاع، مشيرة إلى اعتماد المكتبة في الوقت الحالي على المصادر الإلكترونية بشكل أساسي لتوفير ما يحتاج إليه مجتمع المعهد من مصادر بحثية تشمل الكتب والمقالات وغيرها من المصادر.
ويقول الأستاذ المشارك ورئيس برنامجي الصحافة والإعلام والدراسات الثقافية محمد حماس المصري، إن ما نمر به حاليًا يمثل تحديًا كبيرًا، وأعتقد أننا تكيفنا تمامًا معه خلال الأسبوعين الماضيين، بواسطة استخدام الموارد التكنولوجية والبشرية المتاحة لاستمرارية الفصول الدراسية والاجتماعات وجميع الأنشطة الأخرى كالمعتاد، مضيفا أننا على ثقة أننا سنتمكن من تحقيق كل أهدافنا الأكاديمية الموضوعة.
يشار إلى أن معهد الدوحة للدراسات العليا، كان قد أصدر في وقت سابق قرارًا ينص على استمرار الدراسة عن بعد استجابة لإعلان مكتب الاتصال الحكومي في قطر بتعليق الدراسة في مؤسسات التعليم تماشيًا مع الأوضاع الصحية الراهنة بسبب تفشي فيروس كورونا.