معتقل مصري: مهددون بالتحرش الجنسي في "وادي النطرون"

25 اغسطس 2015
وادي النطرون سجن سيىء السمعة (العربي الجديد)
+ الخط -
رسالة برائحة الدم والحسرة من المعتقل المصري الشاب، أحمد رأفت، أحد معتقلي مدينة الزقازيق بالشرقية، في سجن وادي النطرون، كشفت مرارة ما يواجهه شباب مصر وعلماؤها ومفكروها أمام جريمة كسر كرامتهم بالاغتصاب والتحرش الجنسي بهم، بسادية لا يمكن تصورها في سجون مصر بعد ثورة 25 يناير التي استهدفت استعادة الكرامة الإنسانية للمواطن المصري.

يقول الشاب أحمد رأفت، في رسالته المسربة بتاريخ 22 أغسطس/آب: "أنا طالب بكلية التربية جامعة الزقاريق، معتقل بسجن وادي النطرون ليمان 440، بدأت معاناتي عندما وصلت عربة الترحيلات إلى باب السجن. أنزلونا من العربة وأوقفونا صفاً واحداً وجرّدونا من ملابسنا تماماً، ثم توجّهوا إلينا بألفاظ بذيئة، ثم أدخلونا في مكان يسمى "العمبوكة"، وهي غرفة حوالى 4×6 أمتار، بها 45 شخصاً من جنائيين وتجار مخدرات وسلاح واغتصاب وقتل وسرقة، لا تجد منفذاً للتنفس من كثرة دخان السجائر".

ويكشف رأفت وقائع الاغتصاب والتحرش الجنسي داخل "وادي النطرون"، قائلاً: "لن أتحدث عن المثلية الجنسية في هذا المكان، فهي أشياء تقشعر لها الأبدان. في هذا المكان يفتح (الشاويش) كل يوم الساعة 8 صباحاً، ويجردك من ملابسك تماماً لتخرج إلى مكان واسع، للحمام أمامه عارياً تماماً، ومن يرفض أن يظهر عورته لهم يتعرض لأبشع أنواع الضرب والتعذيب.

كنت ممن فضلوا الضرب عن أن ينظر أحد من هؤلاء الظالمين إلى عورتي، مع العلم أن الغرفة التي تسمى (العمبوكة) ليست بها دورة مياه وجميع من بها يعانون الأوباء والأمراض".

ويواصل رأفت سرد مرارة الإهانات الجسدية والنفسية التي يتعرض لها المعتقلون المعارضون لنظام السيسي في سجون مصر؛ بالمخالفة لكافة القوانين والمواثيق الدولية، قائلاً "بعد أسبوع من الإهانة تم عرضي على رئيس المباحث، سيد سليم، وتعرضت للضرب أمامه، وتم تجريدي من ملابسي ثم تسكيني في عنبر 9 سياسي، ووجدت السياسيين يعاملون بإهانة وضرب، وقد وضعت إدارة السجن بكل زنزانة جنائيا مرشدا للمباحث، إن تحدثت بكلمة تجد نفسك في اليوم الثاني أمام "التأديب والتعذيب".

ويتابع الشاب المعتقل: "أخذت أحدث الناس أننا لا بد أن نأخذ حقوقنا ونطالب بها، وعلم بهذا مرشد المباحث، فقاموا بأخذي من العنبر، وتم عرضي على مخبر يسمى، أحمد إسماعيل، وشهرته أحمد كاراتيه، قام بتجريدي من ملابسي تماماً، هو ومساعدوه، وتم ربط يدي خلفياً وقاموا بضربي وتعذيبي حتى نزفت دماً من وجهي، وأخذ يهددني بكلام يحمل أسلوب أنه سيفعل بي الأفاعيل، ثم أحضر اثنين من السجناء الجنائيين، ويدعيان كلينتون والصعيدي، "مثليي الجنس"، وأمرهم أن يتحسسوا جسدي وتقبيلي من وجهي وجسمي، ثم أمرهم بأن يرجعوني إلى العنبر، وهددني إن قلت لهم ما حدث لي سيفعل بي المزيد، بعد أن غسل وجهي من آثار الدماء".

وأضاف: "عندما دخلت العنبر أخذتني الحمية وجمعت المعتقلين وأخبرتهم، بما حدث بالفعل، فاستشاط الشباب غضبا، ثم قاموا بخطفي من العنبر بعد أن أدخلوا المعتقلين الزنازين بالقوة، وتم عرضي على رئيس المباحث، بتهمة إثارة فتنة في العنبر، وتم ضربي وتعذيبي مرة أخرى أمامه، لدرجة أنني لم أعد أسمع جيدا، ونظري ضعف من كثرة الضرب على رأسي ورقبتي".

وكانت أسرة أحمد رأفت قد تقدمت بعدة بلاغات ضد وزارة الداخلية، وتواصلت مع منظمات حقوق الإنسان وعدة جهات حقوقية، دون فائدة، وكانت رابطة "أسر معتقلي البحيرة" قد اشتكت من تعرض ذويهم لعمليات ممنهجة للقتل البطيء، نتيجة الإهمال الطبي ومنع الأدوية وسط انتشار الأمراض داخل الزنازين.

وحذرت الرابطة، في بيان لها أمس، من محاولات تصفية ذويهم وخاصة المعتقلين على ذمة قضيتي "المحافظة" و"حوش عيسى"، والمتهم فيهما نحو 500 معتقل، ويواجهون أحكاما بالمؤبدات والحبس المشدد ما بين الـ 15 والـ 5 سنوات.

من ناحية أخرى، أكد أهالي معتقلي سجن "برج العرب" بالإسكندرية، و"الأبعادية" بالبحيرة، أن السجناء يعانون من التكدس والاختناق وانتشار الأمراض الصدرية والطفح الجلدي، بجانب تدهور حالة المصابين بأمراض ضغط الدم والقلب والسكر، نتيحة منع دخول الأدوية.

وشهدت السجون المصرية مقتل 266 معتقلا في الفترة الماضية.


اقرأ أيضاً:"عنابر الموت".. حملة إنقاذ معتقلي مصر