عماد البرغوثي.. عالم فلك فلسطيني يكافئه الاحتلال بالسجن

25 أكتوبر 2016
أنجز 52 بحثا في مجاله (فيسبوك)
+ الخط -
تنتظر عائلة عالم الفلك الفلسطيني الأسير عماد أحمد البرغوثي (54 عاما) من قرية بيت ريما شمالي غرب رام الله وسط الضفة الغربية، إفراج سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن عماد في الرابع من الشهر المقبل، بعد أن ينهي 7 أشهر في سجون الاحتلال، بتهمة "التحريض" ضد إسرائيل.


وعالم الفلك عماد البرغوثي لم يفعل شيئا سوى أنه يحب وطنه، ويرفض ممارسات الاحتلال بحق شعبه وأرضه من قتل وتشريد واعتقال، بحسب شقيقه رمضان الذي يؤكد لـ"العربي الجديد" أن "دول العالم تكرم العلماء، لكن إسرائيل تكافئهم بالاعتقال والتنكيل".

في قاعة المحكمة الإسرائيلية وفي إحدى جلسات محاكماته، وقف عماد البرغوثي مخاطبا هيئة المحكمة: "أنا رجل سلام، لكن اعتداءاتكم وممارساتكم بحق شعبي لن أصمت عليها، وسأستمر بما تسمونه تحريضاً ما بقيت حيا"، يوضح شقيقه رمضان.

ويتابع أن قوات الاحتلال اعتقلت عماد في نهاية عام 2014، بتهمة التحريض ضد إسرائيل على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، نظرا لما يتمتع به البرغوثي من شعبية ومكانة علمية، ولأن منشوراته من الممكن أن تلقى صدى وتفاعلا في الشارع الفلسطيني، لكنها أفرجت عنه حينها بعد شهرين نتيجة التضامن والضغوط العالمية.

عاودت قوات الاحتلال اعتقال البرغوثي مرة أخرى في 24 أبريل/ نيسان الماضي بتهمة التحريض، وحكمت عليه محكمة الاحتلال بالسجن الفعلي في 10 أكتوبر الجاري مدة 7 شهور، وغرامة مالية قيمتها ألفي شيقل (عملة إسرائيلية)، وحكما بالسجن مع وقف التنفيذ مدة ثلاث سنوات في حال عودته لـ"التحريض"، إذ يعتبر رمضان البرغوثي الحكم على عماد بأنه انتقامي.



عالم فلسطيني النشأة


في بلدة بيت ريما، ولد عماد البرغوثي عام 1962، وتلقى دراسته الأساسية فيها، وبعد نيله الماجستير في الفيزياء في الجامعة الأردنية، أواخر ثمانينيات القرن الماضي، حصل على الدكتوراه في علم الفلك بجامعة يوتا الأميركية عام 1994 بتقدير امتياز، وعمل أثناء دراسته في وكالة الفضاء الأميركية "ناسا".

نشر عالم الفلك الفلسطيني 20 بحثاُ من أبحاثه الـ 52 في مجلات علمية متخصصة. وعمل في مركز علوم الفضاء في جامعة آل البيت في الأردن، وفي إحدى الجامعات السعودية، ثم عاد إلى الأراضي الفلسطينية مطلع الانتفاضة الثانية في عام 2000.

لم يجد عماد عملا في بادئ الأمر، ثم التحق بجامعة القدس في بلدة أبو ديس شرقي القدس محاضرا في الفيزياء لغاية الآن. ويشير شقيقه رمضان إلى أن معاناة عماد لم تكن إلا نتيجة رفضه للتطبيع مع الاحتلال، وقناعاته لا توافق بعض السياسات العربية، وأن مسؤولين متنفذين ببعض الحكومات العربية أخبروه بأنه "ثروة قومية ولكنه شخص غير مرغوب به".

عماد البرغوثي تطوع في تدريس طلبة المدارس في بلدته بيت ريما البالغ عدد سكانها 5 آلاف نسمة، عندما تعطلت المدارس مطلع الانتفاضة، وبدأ ما يُعرف بالتدريس الشعبي.


عالم فلك متمكن

عماد البرغوثي ليس عالما عاديا، لديه عشرات الأبحاث العلمية في تخصصه وحاصل على درجة برفسور في علم الفلك من مجلس الأمناء في جامعة القدس، وهو عضو في عدة نوادٍ بجمعيات الفضاء العالمية، وشارك في مؤتمرات علمية عالمية عديدة، ويمتاز بسرعة البديهة وبأسلوب خطابي وبحثي يجمع بين العلم والدين، إذ فسر سورة النجم بمواكبة علم الفلك.

تمكن عماد قبل سنوات من إنشاء نموذج في علم الفلك سماه "نموذج البرغوثي"، أدهش نظراءه في العالم، رغم إمكاناته البسيطة معتمدا على المعادلات، والتي قاربت نسبة 92 في المائة من الدقة.

ويدرّس نموذج البرغوثي عن دراسة البيئة الفضائية والأيونات في عدد من الجامعات العالمية، وتتمنى عائلته الإفراج عنه، وأن يُرشح لجائزة نوبل في مجاله.



المساهمون