نازحون سوريون يصابون بتسمم بعد تناولهم وجبات إفطار فاسدة

13 مايو 2020
الوجبات قدمتها إحدى منظمات الإغاثة في المنطقة (محمد عبدالله/الأناضول)
+ الخط -
قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن قرابة ثلاثين نازحاً يقطنون في مخيم المختار بالقرب من قرية كللي بريف إدلب الشمالي أصيبوا مساء أمس بتسمم جراء تناولهم وجبات إفطار فاسدة قدمتها إحدى منظمات الإغاثة في المنطقة.

ووفق المصادر فالحادثة هي الثانية من نوعها خلال أقل من أربع وعشرين ساعة، إذ سجلت إصابة أكثر من تسعين شخصاً بتسمم في مخيم الطفولة قرب قرية دير حسان في ريف إدلب الشمالي أيضاً، وذلك من جراء تناولهم وجبات فاسدة قدمتها إحدى المنظمات.

وبحسب المصادر، فإن سبب فساد وجبات الطعام هو الجو الحار حيث تقوم المنظمات بجلب الطعام في وقت مبكر إلى المخيم وتضعه تحت الشمس وقتاً طويلاً قبل القيام بتوزيعه على القاطنين في المخيم.

وفي التفاصيل، أوضح مصدر في جمعية شام شريف، المسؤولة عن توزيع الوجبات في مخيم الطفولة لـ"العربي الجديد"، أنّ الجمعية تشرف يومياً على توزيع ما يزيد عن 2000 وجبة إفطار منذ مطلع شهر رمضان، وتعتمد في مطبخها معايير صحية ومستوى نظافة دقيقاً.

وأضاف المصدر، منذ يوم أمس ومع بدء تسجيل حالات تسمم بعد توزيع الوجبات بدأنا بالتحري عن الموضوع ومعرفة سبب حدوث هذه الحالات، كون الجمعية حريصة على سلامة الأهالي، وننتظر تقريراً طبياً من إحدى مشافي المنطقة لتوضيح سبب حالات التسمم.

وتكونت الوجبة الموزعة على النازحين في مخيم رعاية الطفولة من الأرز والبازلاء واللحم الأحمر إضافة للعيران، وأشار المصدر إلى أن تقرير المشفى هو الكفيل بمعرفة السبب ما إذا كان من الوجبة المطهوة أو من العيران.

بدوره علّق محمد حلاج، مدير فريق منسقو استجابة سورية، على الأمر قائلاً لـ"العربي الجديد" إنه بالنسبة لحالات التسمم لم يصدر أي توضيح رسمي من أي مشفى تلقى حالات التسمم، قد تكون ناجمة عن شرب العيران (اللبن) الذي تم توزيعه مع الوجبات، وهذا محتمل كونه قد يكون تعرض للشمس أو سوء التخزين، وفي كل الأحوال نحن نترقب وننتظر توضيحاً حول الأمر.

ونقل الإعلامي محمد الفيصل عن أحد قاطني المخيم أن جميع من تناولوا الوجبات من أفراد عائلته تعرضوا للتسمم، بمن فيهم زوجته وابنته وأبناء أشقائه، والوجبة تتكون من الأرز واللحم والفستق. وبيّن أن المنظمة توزع الوجبات بشكل دوري على قاطني المخيم وليست المرة الأولى التي يتم فيها التوزيع.

الناشط الإعلامي خضر العبيد أشار لـ"العربي الجديد" إلى أن هناك منظمات تبدأ بتوزيع وجبات الإفطار الرمضانية منذ ساعات الظهيرة حتى تتمكن من إيصال الوجبات للمستفيدين في مخيمات المنطقة، وكثيراً ما يتم إعداد الوجبات قبل يوم من التوزيع في المطابخ المنتشرة في المنطقة، وفي حال عدم مراعاة شروط تخزين سليمة أو غيرها يمكن أن تتلف هذه الوجبات أو تعرض متناوليها للتسمم.

وتابع العبيد أن هناك مشكلة أيضا تواجه النازحين، فمنهم من يترك الغلاف البلاستيكي الذي يتم تغليف الوجبة عليها دون كشفه ويوم أمس كانت درجات الحرارة عالية في منطقة المخيمات بدير حسان، ما قد سبب فساد الوجبات، كذلك قد يكون السبب ناجماً عن مشكلة خلال عملية النقل، أو المطبخ الذي أعدت فيه الوجبات، وبالتالي هناك سلسلة من الأسباب، يجب على الجهة المسؤولة توضيحها، كما يتطلب الأمر من الأهالي وضع الوجبات التي يتسلمونها قبل الإفطار في أماكن باردة ونزع الغطاء البلاستيكي عنها كي لا يسبب مشاكل صحية لهم. ومن الأفضل للمنظمات تنبيه النازحين بهذا الخصوص.

وأشارت جهات محلية إلى أنه من الواجب على الجهات التي تشرف على توزيع الوجبات الجاهزة للنازحين التحقق بشكل دقيق من الوجبات الموزعة، فضلاً عن التأكد من السلع التي يتم إرفاقها مع الوجبات، لتجنب حادثة كالتي جرت يوم أمس في مخيم رعاية الطفولة.

وتقيأ المصابون جراء تناول الوجبات رغم أنها لم يكن لها أي طعم غريب يدلّ على أنها فاسدة أو تالفة، وتم نقل أغلبهم إلى مشفيي الهداية والقدس في المنطقة.

ومعظم سكان مخيم رعاية الطفولة الواقع في منطقة دير حسان هم نازحون قدموا من منطقة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي. وانتقدت المصادر طريقة عمل بعض المنظمات في المخيمات والتي أدت إلى مثل هذه الحالات، وهي حالات وقعت سابقاً في العديد من المخيمات نتيجة سوء تصرف العاملين.

ويقطن ملايين المهجرين والنازحين في المخيمات قرب الحدود السورية التركية، ويعيشون في ظل ظروف إنسانية غاية في الصعوبة.

المساهمون