أكدت الرئيسة التنفيذية للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، آمال المناعي، أن أوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة في العالم العربي تحتاج إلى مزيد من الجهد والاهتمام، بعد أن زادت الحروب والصراعات في السنوات الأخيرة، أعدادهم، وحرمت الكثير منهم من الخدمات الضرورية.
وقالت المناعي في حوار مع "العربي الجديد"، على هامش المؤتمر الدولي للإعاقة والتنمية، الذي اختتم في الدوحة يوم 8 ديسمبر/كانون الأول، إن "العالم العربي يضم قرابة أربعين مليوناً من الأشخاص ذوي الإعاقة، وأكثر من نصفهم من الأطفال والمراهقين، واستمرار التعامل مع الإعاقة باعتبارها حالة مرضية يعد من بين أبرز المشاكل التي تواجه المعاقين العرب"، معبرة عن أملها في أن يكون "إعلان الدوحة خريطة طريق لجميع دول العالم في مجال مراعاة حقوق ذوي الإعاقة".
وأوضحت أن هناك "مشكلات كثيرة أهمها نقص البيانات والإحصائيات المتعلقة بالأشخاص ذوي الإعاقة، والمفترض أن تساعد في اتخاذ قرارات تدعم حقوقهم، ورغم التوقيع على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، إلا أن تلك الحقوق في، كثير من الأحيان، تظل داخل الإطار النظري، ولا تطبَّق بما يكفي على أرض الواقع".
وأضافت المناعي أن "إعلان الدوحة كان ثمرة المؤتمر الدولي للإعاقة والتنمية، ومن خلاله سيبقى أثر المؤتمر مستمرا في المستقبل، ونأمل أن يقنع الإعلان الكافة بأن الجمع بين تضمين حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في خطط التنمية المستدامة ليس أمرا مرغوبا فيه فقط، بل قابل للتحقيق أيضا، بحيث تراعي الدول في تشريعاتها وقوانينها وسياساتها حقوقهم في التعليم والصحة والتوظيف وتخطيط المدن وغيرها".
وقالت إن "المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي هي المظلة التي تقود منظمات المجتمع المدني المنضوية تحت مظلتها في قطر، لتوفير الخدمات اللازمة للأشخاص ذوي الإعاقة عبر مركز الشفلح الذي يقدم الخدمات التربوية والتأهيلية والاجتماعية والصحية والمهنية للأشخاص ذوي الإعاقة، وخدمات الدعم والإرشاد لأسرهم، فضلا عن إجراء الدراسات والأبحاث للوقوف على أسباب الإعاقة وسبل الحد منها، وحملات التوعية بحقوقهم، والعمل على إيجاد فرص عمل تناسب قدراتهم، ودمجهم كأطراف فاعلة في تقرير مستقبلهم".
وتابعت أن "المركز يشرف على مبادرة (بست باديز قطر)، والتي تأسست بهدف دمج الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة أو المتوسطة في التعليم وقوة العمل والمجتمع المحلي، والعمل على توفير بيئة تعليمية واجتماعية ملائمة لدمجهم في المجتمع، وتوفير فرص العمل بما يتناسب مع إمكانياتهم، وتعزيز فرص تطوير المهارات الاجتماعية والثقافية والمهنية لديهم".
وأشارت إلى "ضم مركز النور للمكفوفين إلى المراكز المنضوية تحت مظلة المؤسسة، والذي يهدف إلى المساهمة في تقديم خدمات نموذجية للمكفوفين وضعاف البصر والأشخاص من ذوي الإعاقة البصرية المقترنة بإعاقة أو إعاقات أخرى، وذلك في مجالات التعليم والتأهيل والتوعية المجتمعية، وتعظيم إدماجهم في المجتمع".
وشهد مؤتمر الدوحة الدولي للإعاقة والتنمية حضورا فاق 1500 مشارك من دول الأميركيتين، والاتحاد الأوروبي، وأفريقيا، وآسيا، و130 من منظمات المجتمع المدني، وضم 47 متحدثا دوليا ومحليا، عقدوا 10 جلسات عمل ناقشت مسائل التعليم والتوظيف والصحة وتخطيط المدن وغيرها.