الذهب الأصفر... يلمع في قرى مصر والفلاح مهموم

القاهرة

كريم أحمد

avata
كريم أحمد
11 مايو 2017
+ الخط -
يجلس العمّ محمد فوق "القلاشة"، تلك الحزمة الكبيرة من أعواد القمح المربوطة جيداً بأقوى عيدانها، منتظراً موعد وصول "الدرّاسة". بهذه الماكينة تُفرَز حبّات القمح عن عيدانه. لكنّه يبدو مهموماً، إذ يخشى أن تفسد عليه وعلى أسرته الفرحة بيوم الحصاد.

هنا في قرية العمّ محمد الصغيرة في محافظة القليوبية، شماليّ مصر، حال جيرانه المزارعين لا تختلف عن حاله. لا أحد يعلم حتى الآن متى تحلّ الحكومة وأجهزة وزارة الزراعة مشكلة توريد المحصول بسعر مناسب يوازي ما أنفقوه من مال وعرق في تمهيد الأرض وريّها والعناية بها حتى الوصول إلى يوم الحصاد.

يتذكر العمّ محمد أيام زمان: " كنا يا ابني نستنّاها من السنة للسنة. ويوم الحصاد كان يوم عيد بالنسبة لنا. فهو بداية حلّ حاجات كتيرة من مشاكلنا. يعني لو عايز أجوّز ابني أو أجهّز بنتي أو أيّ حاجة من دي". يضيف: "دلوقت الجاي مش على قد الرايح، والحكومة كل يوم بحال، وممكن ما يدخل محصول القمح للشونة، بدون سبب. يعني خراب بيوت مستعجل. ورغم كده ما نقدر نستغني عن زراعة القمح".

على الرغم من أنّ القمح، هذا الذهب الأصفر كما يطلق عليه المصريون، سلعة استراتيجية مهمة للشعب المصري، إلا أنّه يكلف الحكومة مليارات من الجنيهات في كلّ عام عند استيراده من الخارج. فمزارعو القمح في محافظات الدلتا والصعيد يواجهون مشاكل تتكرر في كلّ عام، إذ لا يورّد القمح إلى "شون" المحافظات بعد انطلاق عملية جمْع المحاصيل.

يُذكر أنّ وزير التموين الدكتور علي مصليحي رفض استلام 389 طنّ قمح من المزارعين بحجة أنّها تحتوي على شوائب. وهو الأمر الذي أحدث حالة من الغضب بين هؤلاء، بسبب ارتفاع تكاليف زراعة القمح، وطالبوا بتدخل عاجل لحلّ الأزمة.

ولجأ عدد من المزارعين في المحافظات إلى وضع القمح في أجولة بلاستيكية تحت أشعة الشمس مثل كلّ عام، الأمر الذي يعرّضه للتلف والسرقة، وذلك بعد فشل جهودهم في توريد تلك الكميات الكبيرة إلى الشون التي لا تستوعب كميات القمح. ووصل الأمر إلى توريد تلك السلعة بالواسطة، في الوقت الذي تفرض فيه بنوك التنمية والائتمان الزراعي على المزارعين زراعته دون أي زراعات أخرى.