تونس.. المناطق الداخلية بين العطش والفيضانات

15 يناير 2016
فيضانات تونس 2015 (الأناضول)
+ الخط -


تعاني مناطق شمال غرب تونس خلال الشتاء من مشاكل الفيضانات، التي تسبب فيضان السدود وانهيار المباني، وحدوث حالات غرق ووفيات، كما تعاني نفس المناطق خلال الصيف من ندرة المياه الصالحة للشرب؛ ما يدفع ساكنيها إلى استخدام مياه الآبار والأودية الملوثة.
وأظهرت تقارير بيئية، أن تونس من بين خمس عشرة دولة عربية مصنفة ضمن خط الفقر المائي رغم هطول الأمطار فيها بانتظام. ويعود هذا التصنيف، حسب الخبير شكري يعيش، إلى عدم تمكن الدولة من تنظيم عملية توزيع المياه، بصفة علمية وعادلة لاعتبارات لوجستية وسياسية.

وتعتبر محافظة القصرين بالشمال التونسي من بين المناطق، التي تعاني من مشكلة العطش، بسبب إهمال السلطات المختصة لربط المناطق الريفية بها، بشبكات المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي.

ونفذ أهالي منطقة العيون بالقصرين خلال السنة الماضية احتجاجا سلميا طالبوا فيه السلطات بتوفير الماء الصالح للشرب، وانتهى الاحتجاج بتعنيف المتظاهرين من قبل رجال الأمن.

وعرفت بعض المدارس بأرياف القصرين أزمة كارثية بسبب انقطاع المياه بها لمدة أشهر، واختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، بسبب أخطاء في تثبيت الأجهزة والأنابيب.

وكانت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية، بالقصرين، قد أصدرت تقريرا يؤكد توفر المنطقة على مدخرات مائية هامة تصل إلى 271 مليون متر مكعب سنويا، في حين لا يتجاوز استغلال المياه الجوفية نسبة الـ1.3 في المائة.

وأرجع التقرير مشكلة العطش بالقصرين إلى الاستغلال العشوائي للبحيرات السطحية والحفر غير المنتظم للآبار؛ الأمر الذي يؤدي إلى استغلال عشوائي للموارد المائية، حيث يستفيد عدد قليل من الساكنين بكمية هامة من المياه في حين يُحرم الباقون، بسبب عدم توفر معدات وأجهزة التزود الفردية.

وكان رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة، عبد المجيد الزار، قد أكد خلال ندوة صحافية في إثر الفيضانات التي اجتاحت شمال البلاد السنة الماضية، أن الفلاحين هم المتضرر الأول من هذه الكارثة الطبيعية، إضافة إلى المواطنين من ذوي الدخل المتدني.

وقال الزار إن الحلول التي سيتم اعتمادها على المدى القريب والمتوسط، هي إنشاء مشاريع لتجميع مياه الأمطار في بحيرات وسدود جبلية، ليتم توزيعها بطرق متطورة فيما بعد.

وأكد الخبير في علوم الأرض، شكري يعيش، لـ"العربي الجديد"، أن الفياضات تكون كارثية في مناطق الشمال الغربي، لأنها تهطل فوق أرض جافة ما يسبب الانجراف، مضيفا أن مشاكل العطش ناتجة عن عدم قدرة الدولة على تجميع المياه في سدود، بالتوازي مع تراجع الكميات الموجودة تحت سطح الأرض، فتضيع الثروات المائية وتتحول من نعمة إلى نقمة على ساكني هذه المناطق.

وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، أكدت سامية منصلي، من منطقة العيون بالقصرين، بمرارة، أن الموارد المائية لأغلب المناطق الريفية بالمنطقة هي الآبار، رغم معاناة المنطقة من الفيضانات المتكررة.
وأكدت أن أبناء هذه الجهات وغيرهم من ساكني محافظات الكاف وسيدي بوزيد وجندوبة وسليانة، يعانون من مشاكل صحية خطيرة، نتيجة غياب دور الدولة في توزيع المياه النظيفة كأمراض الكلى والمسالك البولية والمعدة والحلق.


اقرأ أيضا:تونس: احتجاجات مدنية ضد "مصنع الموت" في صفاقس