السيسي يمنع شيخ الأزهر من التصعيد ضد وزير الأوقاف

27 يوليو 2016
مصلون في الجامع الأزهر بالقاهرة (خالد دسوقي GETTY)
+ الخط -
أكدت مصادر مسؤولة داخل مشيخة الأزهر، أن مدير مكتب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اللواء عباس كامل، أجرى اتصالا بالدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، طلب خلاله عدم التصعيد ضد وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، في قضية "الخطبة المكتوبة".


وقالت المصادر، إن كامل أبلغ الطيب، "استياء السيسي من الجدل الدائر بين الأزهر والأوقاف، بعد أن أبلغته جهات استخبارية، أنه قد يكون مقدمة لحالة من عدم السيطرة على المنابر، وتصاعد لغة الانتقاد لأجهزة الدولة، وربما تطاول شخص الرئيس نفسه".

ويسعى السيسسي منذ توليه السلطة إلى السيطرة على منابر المساجد من خلال إجراءات متعددة أبرزها اعتقال عدد كبير من الخطباء المعارضين للنظام، وفرض مراقبة دائمة على الآخرين، انتهاء بإقرار وزارة الأوقاف خطبة موحدة والتهديد بعقاب من يجاهلها، في ظل محاولات النظام تأميم الخطاب الديني.

من جانبه، كتب وكيل الأزهر، الشيخ عباس شومان، على صفحته بموقع "فيسبوك"، أن الطيب وجه رسالة لكل علماء وأساتذة الأزهر بعدم الحديث عبر وسائل الإعلام حول "الخطبة المكتوبة"، مضيفاً أن رسالة شيخ الأزهر جاءت حرصا على عدم استغلال رفض هيئة كبار العلماء الخطبة المكتوبة للإيقاع بين الأزهر والأوقاف.

وأعلنت وزارة الأوقاف، اليوم الأربعاء، أن خطبة الجمعة المقبلة عن "النظافة"، وأنها ستمضي قدمًا في تعميم خطبة الجمعة الاسترشادية المكتوبة واستمرارها اختيارية مع عقد المزيد من الاجتماعات مع القيادات والأئمة لشرح آليات تطبيقها عبر الحوار والإقناع دون إكراه.


وأعربت الوزارة عن ثقتها في أئمتها، 

وأن نموذج خطبة الجمعة المقبلة الاسترشادية وعنوانها "النظافة سلوك إنساني متحضر"، مطالبة أئمتها بضرورة الالتزام إمَّا بنص الموضوع أو بجوهره كعمل تنظيمي للقضاء على الفوضى في الخطاب الديني، وذلك لحين الانتقال من الخطبة الاسترشادية إلى الخطبة المعدة من اللجنة العلمية المشكلة في إطار استراتيجية الأوقاف الشاملة لنشر الفكر الإسلامي المستنير.

وكانت هيئة كبار العلماء بالأزهر، أعلنت في بيان رسمي، أمس الثلاثاء، رفضها "الخطبة المكتوبة" التي قررتها وزارة الأوقاف المصرية مؤخراً، باعتبارها "تجميداً للخطاب الديني"، وأفاد البيان أن "هيئة كبار العلماء برئاسة شيخ الأزهر، اجتمعت، وانتهت إلى رفض الخطبة المكتوبة"، مُؤكِّدة أنَّ الأئمة يحتاجون إلى تدريبٍ جاد وتثقيف وتزويدهم بالكتب والمكتبات؛ كي يستطيعوا مواجهة الأفكار المتطرفة والشاذَّة".

وشهدت الأيام القليلة الماضية أزمة متصاعدة بين الأزهر ووزارة الأوقاف في مصر، بسبب مشروع "تعميم الخطبة المكتوبة" في جميع المساجد، واعتراض علماء الأزهر عليها، وحاول وزير الأوقاف، مختار جمعة، احتواء الأزمة عن طريق بيان أصدره في وقت سابق، يؤكد فيه تقديره للأزهر، مشيرا إلى أهمية إعطاء كل مؤسسة حرية اتخاذ القرار، طالما أن الأمر قابل للاجتهاد وتقدير الجهة للمصلحة بما لا يخالف نصاً شرعياً.

بينما رفض الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر، تنفيذ قرار وزير الأوقاف، وتحدث خلال خطبة الجمعة الأخيرة، بالجامع الأزهر، عن "الإنصاف في الإسلام"، مخالفاً موضوع الخطبة المعممة من "الأوقاف".

كما أوضح وكيل الأزهر، الدكتور عباس شومان، الأسبوع الماضي، أن قرار وزير الأوقاف غير ملزم للأزهر، وأن وعاظ المشيخة يمتلكون الخبرات الكافية في مجال الدعوة في الداخل والخارج، حتى يكون خطابهم في مجالسهم والوزارات والمؤسسات التي يتعاونون معها مناسباً لسامعيهم على اختلاف مواقعهم الجغرافية وتباين ثقافاتهم وتقاليدهم وعاداتهم.

بينما دافع جابر طايع، رئيس القطاع الديني في وزارة الأوقاف، عن قرار الخطبة المكتوبة، مؤكداً أنه يستهدف تطوير العمل الدعوي، من خلال خطبة مناسبة لكافة الأعمار، مضيفاً "أئمتنا أغلبية ولا نحتاج للأزهر".