وأوضح أحد القائمين على الحملة، روحي مرمش لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحملة تندرج ضمن سلسلة فعاليات، نفذها الحراك الشبابي في محافظة نابلس، في محاولة لتوعية الجمهور الفلسطيني على خطورة صفقة القرن التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية، والقضاء على أي أمل لإقامة دولة مستقلة متصلة جغرافياً".
وأشار مرمش إلى أنّ الحراك يضم مناضلين وأسرى محررين أمضوا سنوات طويلة خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي، وقال: "نحن نرفض كل المحاولات الرامية للالتفاف على نضالات الشعب الفلسطيني وتضحياته، في سبيل تحرير فلسطين، وإقامة دولتنا".
وأوضح مرمش أنّ الحراك سبق أن نظّم الأسبوع الماضي، فعالية ميدانية عبر توزيع خريطة فلسطين التاريخية في مدينة نابلس، على المواطنين والسيارات، وكذلك في المدارس، مع شرح مخاطر الصفقة للطلاب، وتوعيتهم على حقوقهم.
من جهته، قال الناشط السياسي والأسير المحرر، مازن الدنبك لـ"العربي الجديد": "صفقة القرن عبارة عن نظام، يريدوننا شعباً بلا حدود ولا هوية مشتتاً في كانتونات، وتحويل قضيتنا من قضية سياسية إلى قضية اقتصادية، وهذا لن يحدث بإرادة الشعب الفلسطيني وقيادته وعزيمة شبابه".
وأشار إلى أنّ الشارع الفلسطيني متفاعل مع هذه القضية لإدراكه العميق بما يترتب من ضياع للحقوق المشروعة "لذلك ورغم الأمطار والبرد الشديد، وقع مئات الفلسطينيين على الوثيقة، من كلّ شرائح المجتمع والفصائل والفعاليات، وهو تأكيد على رفض صفقة القرن وعلى ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة المؤامرة التي تحاك ضد قضيتنا الفلسطينية". وأوضح الدنبك أنه سيتم إرسال الوثيقة بعد انتهاء التواقيع إلى القيادة الفلسطينية، للتعبير عن رفض الشعب الفلسطيني لصفقة القرن.
وفي وقت تفاعل خلاله الشارع الفلسطيني مع الحملة، قابلتها مطالب للقيادة الفلسطينية بضرورة توجيه البوصلة نحو الداخل، والالتفات إلى ما يعانيه المجتمع الفلسطيني من صعوبات حياتية، نتيجة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال ثروت عبد الجليل أحد المشاركين في الحملة لـ"العربي الجديد": "توقيعي اليوم رفضاً للصفقة، هو رسالة كذلك للمسؤولين الفلسطينيين بضرورة العمل الحقيقي والجاد لمواجهة صفقة القرن بكل السبل، وليس فقط عبر التصريحات الإعلامية والبيانات، نحن نريدهم في المقدمة في الميدان لمواجهة اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه". وتابع: "التصدي للصفقة يكون بخطط واضحة ومدروسة وتحمل إجماعاً وطنياً، لحماية الأرض والمقدسات وتعزيز صمود المواطنين والمزارعين والتجار، فالحرب التي يشنها الاحتلال لا تستثني أحداَ".
أما جمال نور الدين، وهو صاحب محل تجاري، وسط نابلس، فقال لـ"العربي الجديد": "لن نقلل من هذه الحملات الشعبية التي تحاول استنهاض الهمم ولفت الانتباه لما نواجهه من تصفية علنية لقضيتنا بقرار أميركي إسرائيلي وصمت دولي وعربي، لكن ذلك لا يكفي، فمنذ سنوات طويلة ونحن نسمع عن مؤامرات تستهدف الأرض والثوابت والمقدسات، فلماذا لم نتحرك منذ زمن؟ لماذا انتظرنا حتى الآن؟".
وأبدى نور الدين خشيته من أن يكون قد فات الأوان لذلك، وقال: "نحن في الساعات الأخيرة، ما لم نتوحد ونتجاوز الخلافات وما لم تتحرك القيادة على المستويات المختلفة لإجهاض هذه المؤامرة، حينها يمكن أن يكون للحراك المجتمعي أثره المرتقب".