شهدت أنحاء تونس أمطارا رعدية غزيرة متواصلة منذ أمس الأحد، وفي حين استبشر الفلاحون بالأمطار إلا أن ارتفاع منسوب المياه التي غمرت بعض المنازل والسيارات كان سببا في تحذيرات رسمية من الفيضانات والتقلبات المناخية التي يتوقع أن تتواصل حتى الخميس المقبل.
وبين المعهد الوطني للرصد الجوي أن الأمطار ستتواصل الليلة في جميع ولايات الشمال مثل بنزرت وتونس الكبرى والوطن القبلي، وفي وسط غرب تونس، داعيا المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر.
وأكد الناطق باسم المعهد الوطني للرصد الجوي، محرز الغنوشي، لـ"العربي الجديد"، أن "أمطارا غزيرة هطلت ليلة أمس، في عدد من معتمديات محافظة سوسة كالمنستير، وفي تونس العاصمة، ونابل وباجة وسليانة والقيروان وجندوبة والكاف. الخلايا الرعدية شملت أيضا مناطق الجنوب الغربي في قبلي وتوزر وقفصة، والتقلبات الجوية ستتواصل اليوم".
ودعا الغنوشي إلى الحذر من غزارة الأمطار وارتفاع منسوب المياه في المناطق المنخفضة، فضلا عن الصواعق في بعض المناطق، كما حذر من مخاطر سرعة الرياح التي قد تتجاوز 80 كلم في الساعة في بعض المناطق، "التقلبات الجوية ستتواصل غدا، وخاصة في مدن الشمال، وفي المناطق الشرقية التي ستعرف بدورها أمطارا غزيرة وتراجعا نسبيا في درجات الحرارة، على أن تتقلص فاعلية التلقبات الجوية تدريجيا بحلول يوم الخميس".
وأفاد بأنّ "تونس مقبلة على انطلاق الموسم الفلاحي، ويؤمل أن يكون للأمطار آثار إيجابية في ارتفاع منسوب المياه السطحية والجوفية، وهي لا تزال ضمن المعدل الطبيعي لشهر سبتمبر/أيلول، والأمطار الخريفية عادة غزيرة، ولذلك تتسبب في بعض الفيضانات".
وقال رئيس الجمعية التونسية للتغيرات المناخية، زهير يحياوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأمطار في هذه الفترة من بداية الخريف عادة ما تكون غزيرة، وبدأت تدخل ضمن خصائص المناخ المتوسطي لتونس، وهي عادة مؤشر لبداية الموسم الفلاحي، وهذه الأمطار لها جانب إيجابي لأنها تغسل مخلفات حقول الحبوب، وتحمل البقايا المترسبة من الحصاد".
وأشار إلى أنّ "هذه الأمطار تتسبب في بعض الفيضانات لأن الكميات كبيرة، وتسبقها عادة أمطار خفيفة تشبع التربة بالماء، والفيضانات ليس سببها طبيعي فقط، بل بشري أيضا لأن عدم احترام الفضاء البيئي يترك مجاري المياه والأودية تضم أوساخا وحواجز تعيق المياه. مفروض أننا تعودنا في تونس على هذه الأمطار، وكان يجب الاستعداد لها بأخذ الاحتياطات في المدن، وصيانة تجهيزات الصرف القديمة التي لم تعد تتناسب مع كثافة سكان المدن وتغير نسق الأمطار بسبب التغيرات المناخية".