مصر: قاض بمحكمة قنا الابتدائية يستقيل بسبب تنكيل الزند

30 يناير 2016
القاضي يتهم الزند بإبعاده والتنكيل به (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

تقدم القاضي بمحكمة قنا الابتدائية المصرية، المستشار محمد السحيمي، باستقالته إلى مجلس القضاء الأعلى، اعتراضاً على ممارسات وزير العدل أحمد الزند ضده، والتنكيل به.

وتأتي الاستقالة بعد نحو 14 شهراً من المشاجرة التي حدثت بين السحيمي وبين الزند، حين كان رئيساً لنادي القضاة، خلال اجتماع الجمعية العمومية الطارئة لنادي القضاة، الذي عقد بمقر النادي وسط القاهرة، في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2014.

وبدأت المشاجرة حينها عندما طلب السحيمي من الزند، إطلاعه على الميزانية الخاصة بنادي القضاة، الذي كان يترأسه وقتها، إلا أن الزند رفض، فرد "إيه المشكلة لما تطلعنا على الميزانية.. أنا مقدم طلب من فترة إني أطلع على الميزانية"، فرد الزند عليه: "ميزانية إيه اللي عايزها يله". وحدثت المشاجرة التي وصلت إلى التشابك بالأيدي.

وبعد 14 شهراً من هذه الواقعة، تقدم السحيمي باستقالته بسبب تنكيل الزند به، وجاء في نصها "سيادة القاضي الجليل، رئيس مجلس القضاء الأعلى، وضعتم على صدورنا وشاح شرف العدل، وقد أقسمنا إقامته بين الناس أساساً للمُلْك، وتلك مسؤوليّةٌ تحملتها وأنا مدفوعٌ بعزمٍ أستمده من انتماءٍ إليكم، وهو الذي يبعث على الفخر، وانتماءٍ آخرٍ أحمل له في نفسي تقديراً عميقاً، إذ فارقْتُه ليَلْقَىٰ ربه، وهو والدي، الذي أفنى من عمره خمسينَ عاماً بينكم، كان فيها ربّاً لبيتٍ من بيوت القضاة، يقوم عليهم خادماً وسيداً".

اقرأ أيضاً: مصر: وزير العدل يحاول عرقلة قرار العفو المنتظر

وأضاف "لأن العدل أمانةُ السماء فإن أهل الأرض جميعهم مُؤْتمنون عليه أن يؤدوه فيما بينهم، لا تثريب على من لم يقدر، فَقِلّة الحيلةِ لا تنال من شرف الرجال، وإنما يهجر الأنبياءُ أرضَهم إذا اشتدت يد الشرك تنال عُصْبَتُه منهم، وإني ها هنا لا أشكو ضعف قوتي ولا هواني على وزير العدل، فإن قَدِرَ هو على ظُلْمي وما خشيَ أن تحيط به ظلمات يوم القيامة فإنَّ لمثلي ربّاً يردُّه، فإن أمهله في دنياهُ هذه فإنه لن يهمله في يومِ موقفٍ عظيم".

وتابع "كان الوزير في يومٍ صوت القضاة، رئيساً لناديهم، وقد عارضتُه في مَلَئِه حينئذ أشد معارضة، فأسرَّها في نفسه حتى إذا اعتلىٰ وزارتَه عاود الخصومة من ديوانها، فأضحى صوتُنا سوطاً علينا، فنبَّهني تنبيهاً يُوقفني عن ترقية، ثم أقصاني إلى الجنوب، حيث محكمة قنا ليترصَّدني بأعباء العمل، فوزَّعه بين رفاقي من القضاة بغير عدل، حتى أصبح المنظور لديَّ من دعاوى الجنح يفوق في اليوم ألفاً ورَبَتِ الدعاوى المدنية فجاوزتِ الثلاثمائة وخمسين، فهل أكذب بعد كل هذا أنهم يتعجلون خلاصاً مني، بل أصدِّقُ أن الوزيرَ منتقمٌ غيرُ ذي عفوٍ، وإني لَأُعاجل عُنُقي بذبحٍ قبل أن ينالها بطعنة موتور".

وأردف: "إن القاضي الجزئي بمحكمة قنا لا قِبَل له بوزير العدل، لا يملك سوى نفسه ويملك الوزيرُ نفوسَ رجال، غير أن مِثْلي إذا اسْتُكْرِهَ على الأمر ما وسعه البقاء عليه".

"إذا كان الوزير لا يحفظ عهد أبي، وقد رافقه لسنواتٍ يعبران عن ضمير القضاء في أحلك ما مرَّتْ به بلادنا، فهانت عندَه عظامُه إذ بَلَتْ - وإني من تلك العظامِ دمٌ من دمٍ - فإنكم حفَّاظون للعهود أوفياءَ لها، لا تُضَيِّعون أصلابَ رجالكم، فما لمتجبرٍ من سلطانٍ عندكم إذا أَغَثْتُم الملهوفَ فصارَ ذا بأس، فإن بلغكم كتابي هذا عند مجلسكم فرُدُّوهُ، وما تردُّون إلا نفسي إليَّ، أما إذا بلغكم وقد رضيتم فتلك استقالتي، أرفعها إليكم وما يرفع النفوس سوى عزٍّ بأهله، فاقبلوها وإني لكم من الشاكرين".

واختتمت الاستقالة بالآية القرآنية (فستذكرون ما أقول وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد)، منهياً حديثه بتوقيع اسمه: القاضي محمد عبدالمنعم السحيمي، الرئيس بمحكمة قنا الابتدائية.

اقرأ أيضاً: دولة "المواطن المخبر": توسّع ممنهج بمنح الضبطية القضائية للمصريين

المساهمون