أعلنت السلطات التركية، اليوم الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال القوي الذي ضرب شرق البلاد، الجمعة، إلى 31 قتيلا على الأقل. وأفادت هيئة إدارة الطوارئ والكوارث الحكومية (أفاد) بأن عدد الجرحى في محافظتي آلازيغ وملاطية بلغ 1607 أشخاص.
ووقع الزلزال، الذي حدد المركز الأميركي للجيوفيزياء قوته بـ6.8 درجات، مساء الجمعة، في محافظة آلازيغ، وشعر به سكان الدول المجاورة. ويواصل رجال الإنقاذ، صباح الأحد، البحث عن ناجين عالقين تحت الأنقاض في وسط مدينة آلازيغ، كما ذكر مراسل لوكالة "فرانس برس".
وقالت الهيئة التركية نفسها، إنه تم العثور على 45 شخصا أحياء تحت الأنقاض منذ الجمعة. مضيفة أن حوالى ثمانين مبنى انهار في آلازيغ وملاطية، وأصيب 645 مسكنا بأضرار جسيمة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تفقّد، السبت، المحافظتين المنكوبتين؛ حيث أكد أن "الإجراءات اللازمة ستتخذ فورا (...) حتى لا يبقى أحد بلا مسكن".
وعقب الزلزال، برزت قصص مساعدة السوريين للأتراك، وتصدّرت قصة السوري محمود الذي أنقذ سيدة تركية في آلازيغ وسائل الإعلام والتواصل أمس، بعد أن حفر الشاب السوري التراب بأظافره، بحسب رواية الناجية التركية.
وأضافت التركية الناجية: "تعرفون أولئك السوريين الذين ننتقدهم؟! شاب منهم اسمه محمود بقي يحفر التراب بأظافره، حتى تمزقت يداه وهو يحاول إخراجنا من تحت الأنقاض"، وقالت المرأة التركية من المشفى أمس: "لن أنسى محمود حتى لو مت، وإن خرجت من هنا سأبحث عنه وأجده".
وترافقت قصص وقوف سوريين إلى جانب الأتراك بإزالة الأنقاض ومحاولة نجدة ومساعدة المنكوبين، مع دعوات إلى تشكيل مبادرات ومساعدات مالية وعينية، كرد جميل لما فعله الأتراك مع أكثر من 4 ملايين لاجئ سوري يقيمون في تركيا منذ عام 2011.
ودعا الشيخ محمد أبو الخير شكري، عضو المجلس الإسلامي السوري أمس، إلى مبادرة تضامناً مع ضحايا الزلزال الذي ضرب ولاية آلازيغ "عرفاناً لرد الجميل، وتأكيداً على أخوة البلدين" على حسب ما جاء الدعوة.
وقال المدير التنفيذي للرابطة السورية لحقوق اللاجئين، مضر حماد الأسعد، لـ"العربي الجديد" "لم تتبلور حتى الآن مساعدات منظمة، ومعظمها فردية تحركها المشاعر الإنسانية ومحاولات رد الجميل للأتراك".
وأضاف الأسد، دعونا باسم الرابطة، السوريين، إلى التبرع بالدم وتقديم الإغاثة، وقسم كبير من الشباب السوري لبوا الدعوة وشاركوا عبر التبرع بالدم وعمليات الإسعاف ورفع الأنقاض ونجدة المصابين والعالقين تحت ركام البيوت المهدمة، علماً أن ولاية آلازيع يقطنها نحو 25 ألف سوري "جرح نحو 75 منهم، ولم يمت أي سوري جراء الزلزال".
من جهته، قال رئيس الجالية السورية في إسطنبول، نزار خراط، لـ"العربي الجديد"، فور انتشار مأساة الزلزال، دعونا إلى حملات تبرع ومساعدة منكوبي زلزال مدن شرق تركيا، ولم نزل في طور التنسيق مع جهات تركية لتقديم كل ما نستطيع، رغم أن السلطات التركية قامت بكل شيء وأذهلت العالم بمدى الجهوزية، نقلوا سكان مدينة آلازيغ والقرى القريبة إلى مدن ومساكن، تفادياً لأي هزة ارتدادية".
وكانت بعض مدن شرق تركيا قد شهدت، مساء أمس السبت، هزات ارتدادية كبيرة بلغت 5.1 درجات على مقياس ريختر، في قضاء سيفريجة بولاية آلازيغ، وهزة ارتدادية أخرى في مانيسا بآك حصار بلغت شدتها 4.2 درجات، ولم تورد أي خسائر في الأرواح والممتلكات.
ويرى مدير مخيم نزيب السابق، جلال ديمير، أن ما جرى في تركيا مصيبة "بإمكان السوريين التخفيف من آلامها على الأتراك، وإن بالوقوف معنوياً، بل واغتنام الظرف لدحض مقولات الكراهية والتحريض التي اشتغلت عليها بعض الأحزاب التركية، لدب الخلاف بين الأتراك والسوريين".
ويقول ديمير، لـ"العربي الجديد"، أي شيء يقدمه السوريون مهما كان بسيطاً، سيكون له أثر لا ينسى عند الأتراك، بل وسينعكس لاحقاً على إزالة الخلافات وإضفاء مزيد من الود بين الشعبين الشقيقين.
ويكشف التركي ديمير أن سوريين كثرا هبّوا، كما الأتراك، لرفع الأنقاض ومساعدة مصابي الزلزال. كما أعلنت العديد من المنظمات السورية عن حزنها وقدمت تعازيها والبدء بحملات مساعدة من قبل المجلس الإسلامي السوري الذي أعلن عن حملة تبرعات، إلى جانب إعلان منظمة الرواد عن تقديم 1000 وجبة غذاء للمصابين في الزلزال. ويختم ديمير: "نقدّر ما يعانيه السوريون من حرب إبادة وتهجير، خاصة هذه الفترة في محافظتي إدلب وحلب، ورغم ذلك وقفوا بحسب إمكاناتهم إلى جانبنا، وهذا لن ينساه الأتراك".