تقوع الفلسطينية... الانتفاضة ما زالت مستمرة

17 يناير 2017
المواجهات شبه يومية مع الاحتلال (هشام أبو شقرة)
+ الخط -
تشهد بلدة تقوع الفلسطينية شرقي مدينة بيت لحم في جنوب الضفة الغربية المحتلة مواجهات عنيفة يومياً بين شبانها وجنود الاحتلال، الذين يتعمدون استفزاز أهالي البلدة وفرض عقوبات عليهم.

ويحاصر الاحتلال البلدة بست مستوطنات في الجهتين الشرقية والشمالية الشرقية، في حين يمتد شارع استيطاني في الجهتين الغربية والشمالية الغربية على امتداد البلدة. كما يوجد في المنطقة ذاتها ثلاث مدارس يسلك طلبتها الطريق عبر سياج أقامه الاحتلال يفصلهم عن الشارع الاستيطاني.

يطمع الاحتلال الإسرائيلي في بلدة تقوع، كونها منطقة استراتيجية بالنسبة له، في ربط المستوطنات الشرقية والشمالية بعضها ببعض، إضافة إلى ما تشمله من أراض رعوية شاسعة تصل إلى 70 ألف كيلو متر مربع حتى البحر الميت في الأغوار الشرقية، وهذا ما يريد الاحتلال السيطرة عليه.


تعد تقوع الفلسطينية منطقة ساخنة مع الاحتلال، وتكاد نار الانتفاضة فيها لا تخمد. فهي تشهد مواجهات شبه أسبوعية عدا عن عمليات الاقتحام شبه اليومية وأعمال الاستفزاز التي ينفذها الجنود ضد الأهالي. أما النقاط العسكرية المنتشرة في محيط البلدة فتجعلها على صفيح ساخن.


ويقول رئيس بلدية تقوع، تيسير أبو مفرح لـ"العربي الجديد": "تفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي عقوبات على أهالي القرية، منها إقامة نقطة عسكرية عند المدخل الغربي لتعطيل حياة الأهالي البلدة وجعلها أكثر صعوبة، كما أن التدقيق في هويات المارة حوّلها إلى حاجز عسكري شبه ثابت.


والنقطة الأكثر احتكاكا وحساسية، وفق أبو مفرح، هي منطقة المدارس، التي تشهد مواجهات مع الطلبة الذين يستفزهم جنود الاحتلال أثناء توجههم إلى مدارسهم، هي قريبة من الشارع الاستيطاني الذي يستثمره شبان القرية لرشق مركبات المستوطنين المارة من هناك.





الانفجارات التي تحدثها قنابل الصوت والاختناقات الناجمة عن إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، باتت مشهدا حفظه أهالي البلدة عن ظهر قلب. ويوضح أبو مفرح أن جنود الاحتلال يتعمدون إزعاج أهالي البلدة ليلاً، واستفزاز الشبان، ما يؤدي إلى اندلاع مواجهات معهم تخلف إصابات في صفوف الشبان والأهالي.


جنود الاحتلال يحاولون إخضاع البلدة، واعتقلوا خلال الفترة الأخيرة نحو 35 شابا، 12 منهم الأربعاء الماضي خلال حملة عسكرية على البلدة، في حين وصل عدد المعتقلين الكلي في بلدة تقوع إلى نحو 85 معتقلا على مدار سنوات.


ويشير رئيس البلدية إلى أن منازل البلدة تشهد عمليات اقتحام شبه يومية، وتتعرض للتفتيش وتخريب محتوياتها. كما اكتشف الأهالي قطعا صغيرة تحت الأبواب والنوافذ اتضح أنها كاميرات تجسس وضعها جنود الاحتلال لمراقبة أهالي البلدة وشبانها، وتنفيذ عمليات الاعتقال بحقهم.


كذلك فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عقوبات على المزارعين ورعاة الأغنام في منطقة برية تقوع. ويؤكد أبو مفرح أنها إجراءات تفضي إلى تهجيرهم من المنطقة للاستيلاء على تلك المساحات الشاسعة، حتى أنها هدمت الشهر الماضي عددا من الآبار التي الري التي يستخدمها المزارعون لري المزروعات وسقي الأغنام، رغم أن البلدية تتابع قضية الهدم في المحاكم الإسرائيلية.


المستوطنات وشوارعها التي تحيط ببلدة تقوع تجعل اسمها يتردد دوماً في وسائل الإعلام المحلية، ما يجعلها منطقة مشتعلة كانتفاضة الحجارة التي يتميز بها الفلسطينيون.