الثقافة الجنسيّة في المناهج الألمانيّة

30 مارس 2015
ويستمر الجدال... (فرانس برس)
+ الخط -

لدى بعض مدارس ألمانيا معاييرها قبل بدء تدريس التلاميذ الثقافة الجنسية. على سبيل المثال، تختار الفصل بين الجنسين في الصف الرابع فقط قبل البدء بالشرح. لكن بعض الأهل لا يحبذون أن يحصل أطفالهم على جميع المعلومات. تقول يسرى حميدي: "لا أعارض توعية التلاميذ. هذا أمر مهم جداً ونحن في أمسّ الحاجة إليه. لكن الصور دفعت بابني إلى التغيب عن هذه الحصص".

تقول أُخرى، وهي عربية أيضاً: "لا يوجد مراعاة لشخصية الطفل خلال هذه الدروس. ابنتي خجولة للغاية. لا تحتمل البقاء مع الصبية خلال شرح المعلمة. توقفت أيضاً عن حضور الدروس (مدرستها لا تعتمد الفصل بين الجنسين)".

في ظل كثرة اعتراض بعض الأهالي (عرب وألمان)، اختارت إحدى المدارس أن تشرح لهم أهمية إعطاء هذه الدروس للأطفال، فيما استجابت مدارس أُخرى للضغوط، وألغَت بعض الصور.

من جهة أخرى، لم تلق شكاوى آخرين أي صدى. يشرح بعض الأهالي أن تجاوب المدارس من عدمه يتعلق باختلاف الثقافة بين الأوروبيين والعرب. فأولياء أمور التلاميذ الألمان يرون أن هذه الدروس تثقيفية فقط. في السياق، تقول المدرسة ليلى كريم: "لا شك في أن لاختلاف الثقافتين العربية والغربية تأثيراً في هذا الإطار. لكنني أرى أن التعريف بمثليي الجنس يطرح بشكل مبكّر جداً في البلاد، وقد يساهم في خلق ميول جنسية غير حقيقية لدى المراهق، أو رغبة في تجربة شيء لم يكن ليخطر في باله".

من جهتها، توضح المحللة النفسية أنتجي هاين مان لـ "العربي الجديد" أنه "ليس هناك إثبات علمي حول تأثير الصور على التلاميذ، أو خلق ميول لم تكن موجودة أصلاً. ربما تحفز هذه الميول من دون أن تخلقها". وتشير إلى أن "بعض الأهالي الألمان يعترضون على طبيعة الموضوعات المطروحة والعمر المناسب، على الرغم من إدراكهم لأهمية هذه الدروس"، موضحة أنه "يجب عقد كثير من الجلسات مع الأهل والمدرسين والمتخصصين، لتحديد العمر المناسب لكل موضوع". وتضيف أن سن المراهقة يبدأ من عمر تسع أو عشر سنوات.

من جهة أخرى، يؤكد كثير من الأهالي أن هذه الدروس مهمة بهدف حماية الفتيات من الحمل المبكر. فحين تحمل تلميذة، يجد الأهل أنفسهم أمام خيارين: إما تعريض الفتاة لعملية إجهاض قد تكلّفها حياتها، أو تتولى والدتها تربية الحفيد الصغير.

ويبقى الأمر مثار جدل بين الأهل والمدارس، مع الميل للإبقاء على هذه الدروس على ألا تخلق أي مشاكل لدى الأطفال وأسرهم.

في السياق، تقول إيمان، وهي أم لثلاثة صبية: "أريد تعليم ابني الصلاة. لا أريد تشويش دماغه بهذه المعلومات. علينا الحفاظ على ثقافتنا. بالمختصر، الموضوع عبارة عن اختلاف بين الثقافات".
دلالات