عصابات تبتز أسر المفقودين جراء تفجير الكرادة

20 يوليو 2016
مصير المفقودين مجهول (رائد صباح عرار- فرانس برس/GETTY)
+ الخط -


تأخذ تداعيات تفجير الكرادة أبعاداً جديدة، إذ بدأت ترتفع شكاوى أهالي المنطقة المنكوبة أخيراً، كاشفين عن عصابات تبتز ذوي الضحايا للحصول على أموال بحجج وذرائع مختلفة.

وفي خضم الجدل المستمر بشأن التفجير الذي ضرب الكرادة، والتساؤلات الكثيرة التي أثيرت بشأنه، والاتهامات العديدة التي وجهت لدول وجهات سياسية عراقية، دخل ذوو ضحايا التفجير في مرحلة الابتزاز من قبل عصابات الحصول على المال مقابل الكشف عن مصير أبنائهم المفقودين.

وكشف الناطق باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن في بيان اليوم، أن "وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية عبر مفارزها الخاصة، ألقت القبض على عصابة تبتز ذوي ضحايا تفجير الكرادة وتقوم بمساومتهم على مصير أبنائهم الذين فقدوا في التفجير".

وأضاف معن أن "هذه العصابة تساوم عائلات المفقودين في الانفجار الذي ضرب منطقة الكرادة، إذ يدّعي أفراد العصابة أن المفقودين في الانفجار محتجزون لدى الأجهزة الأمنية، ثم تطالب ذويهم بفدية مالية لإطلاق سراحهم".

وبيّن أنه" بعد جمع المعلومات الدقيقة وتقصي المعلومات التي وصلت إلى وكالة الاستخبارات الاتحادية، وعمليات المراقبة الدقيقة والمستمرة، ألقي القبض على هذه العصابة وتجري التحقيقات مع أفرادها حالياً".




يأتي ذلك في وقت لا يزال أهالي الكرادة ممن فقدوا أبناءهم خلال التفجير الذي ضرب المنطقة مطلع الشهر الجاري، وراح ضحيته نحو 500 قتيل وجريح، يبحثون عن أبنائهم بين عشرات الجثث المتفحمة، التي تقول السلطات العراقية، إنها تجري عليها الفحوصات اللازمة لمعرفة هويتها لتسليمها لذويها.

ويعتبر تفجير الكرادة أحد أغرب التفجيرات التي ضربت البلاد منذ عام 2003 وحتى اليوم، فقد تسبب بإحراق مجمعين تجاريين كبيرين من عدة طوابق، وعدد كبير من المحال التجارية، بمن كان فيها من المتسوقين الذين تفحم غالبيتهم بسبب الحريق الهائل الناجم عن التفجير.

واستغلت مختلف الجهات السياسية والعصابات والميلشيات المسلحة في العاصمة بغداد تفجير الكرادة لأهدافها الخاصة، وحضر زعماء وقادة عدد من المليشيات إلى مكان التفجير، وأطلقوا عبارات انتقامية طائفية اعتبرها المراقبون أنها محاولة لإشعال الفتنة الطائفية في البلاد.

وبرزت قضية المفقودين جراء تفجير الكرادة منذ الساعات الأولى للتفجير، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء كثيرة عن فقدان العديد من الأسر لأبنائها، وأنها لم تعثر عليهم لا في مكان التفجير ولا بين الجثث المتفحمة.

وأثارت علامات الاستفهام التي طرحها خبراء في الأمن ومراقبون حفيظة الأهالي، الذين أطلقوا حملة واسعة للمطالبة بفتح تحقيق دولي محايد للكشف عن ملابسات التفجير الذي وصفوه "بالغريب والمشبوه".

في المقابل، اتهمت أوساط شعبية الحكومة العراقية بمحاولة طمس مسرح الجريمة في الكرادة، عبر إزالة طبقة الإسفلت في موقع التفجير حسب رواية السلطات الأمنية. في حين أن الشارع لم يتضرر إثر الانفجار كما كشفت صور نشرها ناشطون بعد التفجير.

وبرزت اتهامات واضحة لإيران ومليشياتها المسلحة بالضلوع بتفجير الكرادة الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". ولم يكن تبني التنظيم للتفجير مقنعاً لأهالي الكرادة ولا لخبراء الأمن في عموم البلاد.

وتنتشر في العراق منذ سنوات عصابات متخصصة بالابتزاز، بعض عناصرها ينتمون لأجهزة أمنية معروفة، تبتز ذوي المعتقلين وتساومهم لإطلاق سراح أبنائهم مقابل مبالغ مالية ضخمة.


دلالات