نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، اليوم الإثنين، تفاصيل دقيقة وقاسية لما حدث مع الأسيرة هبة اللبدي، والتي تحمل الجنسيتين الفلسطينية والأردنية.
وتضرب اللبدي، التي تقبع حالياً في عزل "الجلمة" بظروف صعبة، عن الطعام منذ 14 يوماً ضد اعتقالها الإداري، وتتعرض لجملة من الانتهاكات على مدار الساعة من قبل المحققين الإسرائيليين.
ونقلت الهيئة عبر محاميتها، الإفادة الكاملة للأسيرة اللبدي لما تعرضت له على أيدي السلطات الإسرائيلية منذ لحظة اعتقالها في 20 من أغسطس/آب الماضي، حين قدومها من الأردن عبر جسر اللنبي مع أمها وخالتها لحضور زفاف ابنة خالتها، لكن الاحتلال أخذها لعالم ثان لم تكن تتوقعه حتى في "أحلامها السيئة"، كما تقول.
وتم توقيف هبة حوالي ساعتين، تعرضت فيها لتفتيشٍ شبه عارٍ حيث رفضت إنزال ملابسها الداخلية حوالي 4 مرات على يد مجندة إسرائيلية، ونُقلت لقاعدة عسكرية، وتعرضت لانتهاك خصوصيتها حين دخولها الحمام، إلى أن نقلت إلى مركز تحقيق "بيتاح تكفا" بذات اليوم.
وتعرضت اللبدي، في الـ 16 الأيام الأولى، لتحقيق متواصل استمر نحو 20 ساعة باليوم ثم نقلت لغرف "عصافير" (غرف يزرع فيها عملاء للاحتلال) مجدو والجلمة ومن ثم أعادوها لتحقيق "بيتاح تكفا"، ومكثت على ذمة التحقيق حوالي 35 يوماً بظروف قاسية جداً.
وتشير هبة إلى أنها تعرضت لتحقيق عذبت فيه نفسياً وبشكل عنيف، وكذلك التحقيق معها وهي جالسة مقيدة على كرسي ثابت بالأرض، ما سبب لها آلاماً شديدة بالظهر والأيدي والرقبة، وكان المحققون يصرخون عليها بصوت عالٍ، ويبصقون عليها وينعتونها بأقذر الصفات ويشتمونها، ويتحدثون إليها بكلام عنصري جداً ومتطرف.
كما تم تهديدها باعتقال أفراد عائلتها وعدم السماح لها بالسفر ومنع عائلتها من زيارتها في الضفة، وهددت بالاعتقال الإداري الذي حولت إليه بعد انتهاء التحقيق معها، وكل ما جرى كان بهدف انتزاع اعتراف منها، فيما أشارت هبة إلى اعتقالها بزنازين ضيقة ومليئة بالحشرات وبظروف اعتقالية صعبة.
وتوضح اللبدي أن القنصل الأردني زارها في الثالث من الشهر الماضي، وبعد زيارته تم نقلها إلى مركز تحقيق الجلمة لمدة ثلاثة أيام ولمجيدو لمدة ثلاثة أيام بهدف انتزاع اعتراف عند العصافير، ثم نقلت إلى التحقيق مجدداً، ثم إلى سجن الدامون، وبعدها سُلمت أمر اعتقال إداري لمدة خمسة أشهر. واحتجاجاً على ذلك قامت بالإعلان عن الإضراب المفتوح عن الطعام، بينما نقلت بعد ذلك كإجراء عقابي إلى زنازين الجلمة، حيث تقبع بزنزانة بها أربع كاميرات مراقبة، ولا تستطيع تبديل ملابسها، والحمام بابه من زجاج ويحوي منطقة عازلة من منطقة الأكتاف لغاية الأفخاذ، أما المرحاض فهو قبالة الكاميرا وزجاجي، وتلجأ هبة إلى تغطيته بـ "الشرشف".
وتم عرض هبة على طبيب العيادة بالسجن، إذ كانت تعاني من نبضات قلب سريعة ونقص شديد بالأملاح وأوجاع معدة شديدة، وفي بالبداية تم رفض إعطائها ملحاً، ثم تمت الموافقة على ذلك بعد فحص العيادة.
وتؤكد اللبدي في إفادتها أن ما عانته بالتحقيق وظروف الاعتقال لغاية اليوم من بشاعة وفظاعة وقساوة شيء مروع، مضيفة: "كنت أسمع عن معاملتهم، ولكن ليس بالحجم الذي عشته وجربته، فهو أكبر ظلم للإنسانية، ولذلك الموت خير من المذلة".