رغم المآسي التي يعيشها العراق، تبقى المبادرات المجتمعيّة التي يطلقها متطوعون متنفساً لكثيرين، بل فرصة لتعزيز روح المواطنية والمساعدة في آن
على مدى السنوات الطويلة الماضية، لم ينعم العراق باستقرار أمني، بل إنه ما زال يعاني من مشاكل أمنية وتأثيرات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وإن نجحت البلاد في القضاء عليه. وفي النتيجة، قتل وشرّد ملايين السكان، في وقت زادت نسب البطالة والفقر. من هنا، تظهر باستمرار مبادرات إنسانية تطوعية يطلقها شباب همّهم رسم البسمة على وجوه الناس، من بينها مشروع بعنوان "كل شيء ما تحتاجه غيرك يحتاجه"، المبني على المساعدة والتكافل. من خلال الشعار الذي اختاره شباب المشروع، أكدوا أنّه ما من شيء لا قيمة له. ربّما يعتقد شخص ما أن سلعة باتت قديمة وبالية ويجب رميها، لكنه لا يدري أن هناك من يحتاج إليها، ولا يملك المال لشرائها.
فكرة المشروع تبنّتها مجموعة من الشباب، وقد أطلقها محمد منهاج. ولم يتوقّع الشباب أن ينال مشروعهم صدى واسعاً خلال فترة قصيرة من انطلاقته. برأيهم، فإن صدقهم كان سرّ نجاحهم. ولم يكن هذا المشروع الأول الذي يدشن من خلاله الشاب محمد منهاج نشاطاته الإنسانية، فهو معروف بين أوساط المتطوعين في الأعمال الخيرية والنشاطات الإنسانية، وقد شارك في حملات عدة، منها ما حمل طابعاً ترفيهياً، إلا أن معظم النشاطات تصب في خدمة المجتمع وتكريس روح التعاون بين المواطنين.
وحول مشروعه الذي شاع مؤخراً في العراق، يبيّن منهاج لـ "العربي الجديد" أن الفكرة كانت موجودة منذ سنوات، لكنه كان في حاجة إلى شباب قادرين على التطوع معه لتنفيذها على أرض الواقع، وهو ما حصل.
مرّ عام واحد على بدء المشروع، لكنّه صار يُنفّذ في مختلف المحافظات العراقية. ويوضح منهاج أن هذا المشروع اجتماعي تكافلي تعاوني، مشيراً إلى أن أهدافه "كثيرة وكبيرة". ويقول إن التفاعل على صفحة المشروع في "فيسبوك" هو أحد
دلائل نجاحه، مضيفاً أن أبرز أهدافه هو "تعزيز الترابط المجتمعي وسدّ احتياجات الناس، وزياد حس المواطنة والتكافل والتعاون بين المواطنين". ويؤكّد أن هذا المشروع يجعل المجتمع بشكل عام يعمل كفريق تطوعي يشارك في الأعمال الخيرية.
كذلك، يرى منهاج أنّ المشروع يعزز شعور الانتماء للوطن وحب الآخر، مشيراً إلى أمثلة عدة تدلّ على دور مشروعه في تكريس الحب بين المواطنين ونبذ الطائفية. ويحكي أن "والدة أحد الأصدقاء من مدينة السماوة (280 كلم جنوب غرب بغداد) كانت في حاجة ماسة إلى فصيلة دم نادرة، وكانت تخضع لعملية جراحية في أحد مستشفيات محافظة كربلاء (100 كلم جنوب بغداد)، فنشر على حساب المشروع في "فيسبوك" أنه في حاجة إلى فئة الدم هذه، فكانت الاستجابة فورية من قبل شاب من محافظة الأنبار".
اقــرأ أيضاً
ويؤكد أن مشروعه كان عابراً للطائفية، فقد تبرّعت عائلة من مدينة الأعظمية بأغراض إلى عائلة من مدينة الصدر، فيما بادر شاب من مدينة الصدر إلى إكمال بناء بيت لعائلة من مدينة الأعظمية.
وكان العراق، بعد نشوب ما يطلق عليه العراقيون "الفتنة الطائفية" ما بين عامي 2005 و2009، قد تحوّل إلى تكتلات طائفية. وكانت مدينة الأعظمية أشهر أحياء بغداد السنية، تقابلها مدينة الصدر، أشهر الأحياء الشيعية. ويشير منهاج إلى أمثلة عدة تعكس مدى تعاون العراقيين بعضهم مع بعض، وتفانيهم من أجل الآخرين بغضّ النظر عن طوائفهم ومرجعياتهم الدينية والقومية. وبدا ذلك واضحاً من خلال استجابتهم لحاجات الآخرين التي تنشر على صفحة "فيسبوك" الرسمية، مؤكداً أن "المشروع وسيلة للحب". ويصف استجابة المواطنين بأنها "جميلة جداً"، مبيناً أن "كلّ من تعرف على المشروع صار يبادر إلى المشاركة إما بوقته أو بماله أو بمهنته".
يتابع منهاج أن المشروع انتقل إلى محافظات عدة، بفضل المتطوعين، مشيراً إلى أن من يدعم المشروع ويساهم في إنجاحه هي العائلات العراقية التي وثقت به وبهدفه الإنساني والوطني النبيل. المتطوعون في مشروع "كل شيء ما تحتاجه غيرك يحتاجه" يقومون بجولات يومية يحددونها بحسب عناوين المتبرعين والمستفيدين الذين راسلوهم عبر الصفحة الرسمية على "فيسبوك"، ويجمعون التبرعات ويعطونها للمحتاجين. وعادة ما يستقلون سيارة تحمل لوحة تعريفية عن المشروع.
لدى الاطلاع على الصفحة الرسمية للمشروع، ومتابعة ما ينشر فيها، يتبيّن الكم الهائل من المتبرعين، الذين لا يكتفون فقط بالتخلي عن أشياء قديمة وبالية، بل أيضاً يقدمون الخدمات على أنواعها، سواء كانت تنفيذ أعمال صيانة وغيرها، وأخرى صحية للمحتاجين والفقراء. ويلفت منهاج إلى أنه كان للمشروع تأثير إيجابي على مختلف فئات المجتمع، منهم التلاميذ والطلاب. ونشر أحدهم على فيسبوك تبرّعه بكتب الصف السادس لمن يحتاج إليها.
ويختم منهاج حديثه قائلاً إنّ "عملنا مستمر بشكل يومي. وبالرغم من أن هذا العمل يحتاج إلى تفرغ فإن تعاون المواطنين كان إيجابياً إلى درجة كبيرة. أما نحن، فنعمل كصلة وصل بين المتبرعين والمستفيدين. أحياناً، لا ننقل البضاعة المتبرع بها إلى المستفيد، بل إن المتبرع هو من يقوم بنقلها بعد اتصاله بنا وتعرّفه على عنوان المستفيد".
فكرة المشروع تبنّتها مجموعة من الشباب، وقد أطلقها محمد منهاج. ولم يتوقّع الشباب أن ينال مشروعهم صدى واسعاً خلال فترة قصيرة من انطلاقته. برأيهم، فإن صدقهم كان سرّ نجاحهم. ولم يكن هذا المشروع الأول الذي يدشن من خلاله الشاب محمد منهاج نشاطاته الإنسانية، فهو معروف بين أوساط المتطوعين في الأعمال الخيرية والنشاطات الإنسانية، وقد شارك في حملات عدة، منها ما حمل طابعاً ترفيهياً، إلا أن معظم النشاطات تصب في خدمة المجتمع وتكريس روح التعاون بين المواطنين.
وحول مشروعه الذي شاع مؤخراً في العراق، يبيّن منهاج لـ "العربي الجديد" أن الفكرة كانت موجودة منذ سنوات، لكنه كان في حاجة إلى شباب قادرين على التطوع معه لتنفيذها على أرض الواقع، وهو ما حصل.
مرّ عام واحد على بدء المشروع، لكنّه صار يُنفّذ في مختلف المحافظات العراقية. ويوضح منهاج أن هذا المشروع اجتماعي تكافلي تعاوني، مشيراً إلى أن أهدافه "كثيرة وكبيرة". ويقول إن التفاعل على صفحة المشروع في "فيسبوك" هو أحد
دلائل نجاحه، مضيفاً أن أبرز أهدافه هو "تعزيز الترابط المجتمعي وسدّ احتياجات الناس، وزياد حس المواطنة والتكافل والتعاون بين المواطنين". ويؤكّد أن هذا المشروع يجعل المجتمع بشكل عام يعمل كفريق تطوعي يشارك في الأعمال الخيرية.
كذلك، يرى منهاج أنّ المشروع يعزز شعور الانتماء للوطن وحب الآخر، مشيراً إلى أمثلة عدة تدلّ على دور مشروعه في تكريس الحب بين المواطنين ونبذ الطائفية. ويحكي أن "والدة أحد الأصدقاء من مدينة السماوة (280 كلم جنوب غرب بغداد) كانت في حاجة ماسة إلى فصيلة دم نادرة، وكانت تخضع لعملية جراحية في أحد مستشفيات محافظة كربلاء (100 كلم جنوب بغداد)، فنشر على حساب المشروع في "فيسبوك" أنه في حاجة إلى فئة الدم هذه، فكانت الاستجابة فورية من قبل شاب من محافظة الأنبار".
ويؤكد أن مشروعه كان عابراً للطائفية، فقد تبرّعت عائلة من مدينة الأعظمية بأغراض إلى عائلة من مدينة الصدر، فيما بادر شاب من مدينة الصدر إلى إكمال بناء بيت لعائلة من مدينة الأعظمية.
وكان العراق، بعد نشوب ما يطلق عليه العراقيون "الفتنة الطائفية" ما بين عامي 2005 و2009، قد تحوّل إلى تكتلات طائفية. وكانت مدينة الأعظمية أشهر أحياء بغداد السنية، تقابلها مدينة الصدر، أشهر الأحياء الشيعية. ويشير منهاج إلى أمثلة عدة تعكس مدى تعاون العراقيين بعضهم مع بعض، وتفانيهم من أجل الآخرين بغضّ النظر عن طوائفهم ومرجعياتهم الدينية والقومية. وبدا ذلك واضحاً من خلال استجابتهم لحاجات الآخرين التي تنشر على صفحة "فيسبوك" الرسمية، مؤكداً أن "المشروع وسيلة للحب". ويصف استجابة المواطنين بأنها "جميلة جداً"، مبيناً أن "كلّ من تعرف على المشروع صار يبادر إلى المشاركة إما بوقته أو بماله أو بمهنته".
يتابع منهاج أن المشروع انتقل إلى محافظات عدة، بفضل المتطوعين، مشيراً إلى أن من يدعم المشروع ويساهم في إنجاحه هي العائلات العراقية التي وثقت به وبهدفه الإنساني والوطني النبيل. المتطوعون في مشروع "كل شيء ما تحتاجه غيرك يحتاجه" يقومون بجولات يومية يحددونها بحسب عناوين المتبرعين والمستفيدين الذين راسلوهم عبر الصفحة الرسمية على "فيسبوك"، ويجمعون التبرعات ويعطونها للمحتاجين. وعادة ما يستقلون سيارة تحمل لوحة تعريفية عن المشروع.
لدى الاطلاع على الصفحة الرسمية للمشروع، ومتابعة ما ينشر فيها، يتبيّن الكم الهائل من المتبرعين، الذين لا يكتفون فقط بالتخلي عن أشياء قديمة وبالية، بل أيضاً يقدمون الخدمات على أنواعها، سواء كانت تنفيذ أعمال صيانة وغيرها، وأخرى صحية للمحتاجين والفقراء. ويلفت منهاج إلى أنه كان للمشروع تأثير إيجابي على مختلف فئات المجتمع، منهم التلاميذ والطلاب. ونشر أحدهم على فيسبوك تبرّعه بكتب الصف السادس لمن يحتاج إليها.
ويختم منهاج حديثه قائلاً إنّ "عملنا مستمر بشكل يومي. وبالرغم من أن هذا العمل يحتاج إلى تفرغ فإن تعاون المواطنين كان إيجابياً إلى درجة كبيرة. أما نحن، فنعمل كصلة وصل بين المتبرعين والمستفيدين. أحياناً، لا ننقل البضاعة المتبرع بها إلى المستفيد، بل إن المتبرع هو من يقوم بنقلها بعد اتصاله بنا وتعرّفه على عنوان المستفيد".