الصحة العالمية تحذر: عودة "قاتلة" لفيروس كورونا بحال الرفع المتسرع للعزل

11 ابريل 2020
غيبريسوس يطالب بإبعاد السياسة عن منظمة الصحة العالمية (Getty)
+ الخط -
حذر مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الجمعة، من رفع متسرع لإجراءات العزل المتخذة للحد من تفشي وباء كورونا الجديد، وقال إنّ هذا الأمر قد يتسبب بعودة "قاتلة" للفيروس، كما نفت المنظمة الاتهامات الأميركية بعلمها المبكر بانتقال الفيروس بين البشر. 

وقال غيبريسوس، في مؤتمر صحافي، وفق ما ذكرته "فرانس برس"، "كما الجميع، ترغب منظمة الصحة الدولية في رؤية رفع القيود، ولكن، في الوقت نفسه، إنّ التسرع في رفع القيود قد يؤدي إلى عودة قاتلة" للوباء، وأضاف أنّ "تراجع (الإصابات بالوباء) قد يكون بمثل خطورة تفشيه في حال لم يتم التعامل معه على نحو سليم".

وتتشاور المنظمة مع الدول المعنية لصوغ استراتيجية لرفع الإجراءات تدريجياً وبطريقة آمنة، حيث يجب توافر ستة شروط لإتمام ذلك: السيطرة على انتقال عدوى الفيروس، تأمين الصحة العامة والرعاية، تقليل المخاطر في البيئات المعرضة على غرار المرافق الصحية للمصابين بأمراض مزمنة ودور المسنين، اتخاذ تدابير وقاية في العمل والمدارس وغيرها من الأماكن المرتادة، رصد مخاطر الإصابات الآتية من الخارج وأخيراً جعل الناس مسؤولين. وشدد تيدروس على أنّ "لكل فرد دوراً يلعبه لهزم الوباء".


"لم نتلق إنذاراً مبكراً"

من جهة أخرى، نفت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، أن تكون تلقت إنذاراً مبكراً من تايوان، حول انتقال فيروس كورونا الجديد بين البشر، وتجاهلته بعد ظهور المرض في الصين في كانون الأول/ديسمبر 2019 كما تتهمها واشنطن.

وتتهم الولايات المتحدة منظمة الصحة العالمية بالانحياز للصين، وبمساعدة هذا البلد على "إخفاء" خطورة المرض. ولوح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بتعليق مساهمة بلاده الكبرى في ميزانية الوكالة التابعة للأمم المتحدة، والتي تلعب دوراً محورياً في التصدي لوباء "كوفيد-19". وقال ترامب، الجمعة، إنه سيصدر إعلاناً الأسبوع المقبل بهذا الصدد.

وتشير إدارة ترامب إلى معلومات مفادها بأن تايوان "أبلغت منظمة الصحة العالمية منذ ديسمبر/ كانون الأول 2019 عن احتمال انتقال فيروس كورونا بين البشر، استناداً إلى انتقال العدوى بين العاملين الصحيين في ووهان" بؤرة الوباء الأولى في الصين.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية "ما يقلقنا كثيراً أيضاً أن المعلومات الواردة من تايوان، لم يتم تقاسمها مع المجموعة الصحية العالمية، كما يظهر من خلال إعلان منظمة الصحة العالمية في 14 كانون الثاني/يناير 2020 الذي يفيد أنه لم يكن هناك أدلة على انتقال العدوى بين البشر".

ونفت منظمة الصحة العالمية الاتهامات الأميركية في رسالة إلكترونية وجهتها، الجمعة، إلى وكالة "فرانس برس"، وأكدت المنظمة أنها تلقت من السلطات التايوانية في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2019 بريداً إلكترونياً يفيد عن "معلومات صحافية حول حالات التهاب رئوي لانمطي في ووهان" وأن "سلطات ووهان تعتقد أنه ليس (فيروس) سارس"، متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد الذي أودى بـ774 شخصاً معظمهم في آسيا في 2002-2003.

وأكدت منظمة الصحة أن "الرسالة الإلكترونية لم تتضمن أي ذكر لانتقال العدوى بين البشر"، وأوضحت أنها سألت السلطات التايوانية "بأي طريقة نُقلت إليها" الشبهات بشأن انتقال العدوى بين البشر، مؤكدة "ليس لنا علم سوى بهذه الرسالة الإلكترونية الوحيدة التي لا تأتي إطلاقاً على ذكر انتقال العدوى بين البشر"، وأضافت "لم نتلق رداً".

ودعا مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأربعاء، إلى "عدم تسييس" وباء كوفيد-19، وسانده في موقفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الذي اعتبر أن الوقت "ليس مناسباً" لانتقاد منظمة تقف "في خط الدفاع الأول" ضد الفيروس.

على اليابان تكثيف إجراءاتها
إلى ذلك دعت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، اليابان إلى تكثيف إجراءاتها للتعامل مع مرض كورونا الجديد، بعد ظهور حالات في بعض المناطق بالبلاد ليس لها صلات معروفة بمصادر أخرى للتفشي.

وقال، مايكل ريان المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في المنظمة، في مؤتمر صحافي، ، بحسب "رويترز" "شهدت اليابان حالات إصابة بكورونا في ثلاث مقاطعات، من بينها طوكيو، من دون أن يكون لها صلة بسلاسل الانتقال المعروفة"، وأضاف "هذا أمر سيئ ولكنهم يبحثون فيه... وتطمئنني البيانات التي اطلعت عليها اليوم أنهم يتابعون ذلك بقوة" لكن ربما يتعين على اليابان تكثيف الإجراءات في بعض المقاطعات.


عودة إيبولا 

وفي شأن آخر سجلت إصابة جديدة بالحمى النزفية إيبولا، الجمعة، في بيني شرق الكونغو الديمقراطية، وفق ما أفادت كينشاسا ومنظمة الصحة العالمية، ويأتي ذلك قبل ثلاثة أيام من إعلان اجتثاث الوباء رسمياً، بحسب "فرانس برس".

وقال مدير المنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على حسابه في "تويتر" "للأسف، يعني هذا أن حكومة الكونغو الديمقراطية لا يمكنها إعلان (اجتثاث) وباء إيبولا يوم الاثنين كما كنا نأمل"، ومن جهتها، قالت وزارة الصحة الكونغولية إن هذه أول حالة يتم رصدها منذ 52 يوماً، وهي لرجل يبلغ 26 عاماً.