تتوالى المبادرات الإنسانية في لبنان لمواجهة تداعيات فيروس كورونا الجديد الكارثية على معيشة اللبنانيين وتحديداً العائلات المحتاجة والأكثر فقراً، إلى جانب أضرارها الصحية والاقتصادية المحلية والعالمية.
مبادرة "ع قدنا" هي إحدى المبادرات الإنسانية التي تُعنى بتأمين مخصصات غذائية وطبية للأسر التي زاد من أعبائها فيروس كورونا، فحرمها لقمة عيشها وقوتها اليومي، وأجلس الكثيرين قسراً في منازلهم من دون عمل أو مدخول.
ويقول الفنان والناشط عبدو شاهين، الذي أطلق حملة "ع قدنا" لـ "العربي الجديد": "المبادرة تضمّ عدداً كبيراً من المتطوعين العاملين في الشأن العام والناشطين والفنانين والكتاب وغيرهم من الذين قرروا التكاتف والتنسيق ضمن مجموعة واحدة متكاملة، بدل التشتت في مبادرات فردية، لما لها من تأثير إيجابي أكبر وقدرة أوسع على الوصول إلى أكبر عددٍ ممكن من الأسر".
ويشير الى أنّنا "اليوم في مرحلة تلقي اتصالات الناس والأسر وجمع التبرعات قبل البدء بتوزيع المساعدات، وقد اكتشفنا هول الكارثة نسبة إلى أعداد الاتصالات التي تصلنا. يضيف: "نحن اليوم نتواصل مع شركات تغذية ومتاجر كبيرة لنحصل على أفضل الأسعار من أجل توزيعها، وقد تعاون معنا أطباء للإشراف أيضاً على طريقة الوقاية من الفيروس ونقل الأغراض بأمان لتوفير ما تحتاجه كل عائلة من مواد غذائية في الشهر".
ويلفت شاهين إلى أنّ المجموعات باتت منتشرة في صيدا وصور (جنوب لبنان) والهرمل وبعلبك (البقاع) وطرابلس وحلبا (شمال لبنان) وصولاً إلى العاصمة بيروت، حيث هناك أكثر من ثلاثين شخصاً ينسقون مع الكلّ في كيفية توزيع المساعدات بحسب المناطق، مشيراً إلى أن المستودع حيث توضب الأغراض، موجود في مار مخائيل ــ بيروت، مع اعتماد معايير السلامة الصحية العالمية لجهة التعقيم والحفظ، والإجراءات نفسها تطاول الموزعين والمتطوعين الميدانيين الذين سيرتدون اللباس الخاص للوقاية والقفازات مع الكمامات وفق الأصول، على أن نباشر عملنا في التوزيع أول الأسبوع المقبل.
ويتمنى شاهين أن يتطوّع أكبر عدد من الأشخاص للمساعدة نسبة إلى عدد الأسر الكبير، كما ويمكن تلقي المساعدات سواء المادية أو العينية أو أدوات التعقيم والوقاية والمواد الطبية مهما كان حجمها، سواء عبر التواصل معنا مباشرة أو عبر صفحتنا الرسمية عبر "فيسبوك".
في السياق، يؤكد عبدو شاهين أن الكثير من المصانع والأفران والمتاجر تساهم معنا من خلال بيعنا بأسعار الجملة. كذلك يفعل الأطباء الذين يؤمنون لنا الأدوية والمستلزمات الطبية للأسر غير القادرة على تحمل تكاليف الدواء، ونتمنى أن يزداد عدد المتطوعين في هذا المجال خصوصاً وأنّ الأزمة قد تطول والدولة اللبنانية لا تساعد بالشكل اللازم والمطلوب من دون أن ننسى أزمة المصارف والقيود الموضوعة على حسابات المودعين، ما يقف حائلاً أمام شراء هؤلاء حاجياتهم.