عربين المنكوبة تحتضن 8 آلاف عائلة تحت القصف

08 يناير 2018
آثار القصف وانعدام سبل الحياة في عربين(تويتر)
+ الخط -


فارقت الطفلة سلام قويدر، التي لم تكمل ربيعها الثاني بعد، الحياة صباح اليوم الاثنين، متأثرة بجراحها التي أصيبت بها مساء أمس جراء قصف قوات النظام المكثف، الذي يستهدف بلدتها عربين المحاصرة، حالها حال بقية مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة منذ سنوات، الأمر الذي يسبب كارثة إنسانية مستمرة.

مصادر محلية في عربين، قالت في حديث مع "العربي الجديد" اليوم الاثنين، إن "الوضع في عربين هو مجزرة بكل معنى الكلمة، فمنذ 10 أيام يتم استهداف منازلنا بكثافة ومباشرة من الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة، عبر عشرات الغارات والقذائف والصواريخ، بالرغم من أن المناطق السكنية خالية تماما من المقرات العسكرية، لكن يبدو أن آخر الحلول لدى النظام وحلفائه هو ذبحنا لنكون ورقة ضغط على المقاتلين".

وأضافت المصادر ذاتها "منذ بداية الحملة الأخيرة تكاد تكون الحركة معدومة، لا محال تفتح ولن تجد أحدا في الشارع، إلا من أجبره جوع وعطش عائلته على المخاطرة بحياته عله يستطيع أن يعود لهم بما يسد رمقهم".

ولفتت إلى أن "هناك شحا شديدا في المواد الغذائية والطبية ومواد التدفئة، كما أن كثيرا من الأهالي ليس لديهم مكان يلجأون إليه، فالمنازل عموماً لا توجد بها ملاجئ تحمي من القصف، ومن يحالفه الحظ يكون في منزله قبو، غالبا ما يتحول إلى قبر للعائلة إذا ما تم استهداف البناء مباشرة"، متابعة "الأضرار المادية كبيرة ولا يوجد منزل لم تنل منه قذائف الطيران والمدفعية وغيرها".



من جانبه، قال الناشط الإعلامي في عربين براء أبو يحيى، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الوضع الإنساني لأكثر من 8 آلاف عائلة سيئ للغاية، إن مدينة عربين منكوبة بكل ما تعنيه الكلمة، فليس من المبالغة إن قلت لكم إن مقومات الحياة انعدمت بالكامل"، وأضاف "الناس لم تستطع العمل، فالأسواق والمحال خالية خوفا من القصف".

تقوم المنظمات الإغاثية والإنسانية بتغطية حاجيات بعض العائلات وتبقى نسبة كبيرة دون أي دعم.



ولفت إلى أن "المنظمات الإنسانية عاجزة عن تغطية احتياجات ليس أهل عربين فقط بل سكان الغوطة الشرقية جميعهم، بسبب الحصار المطبق الذي تنفذه قوات النظام والمليشيات الطائفية الموالية للنظام، في حين يجهد الأهالي لاستخراج المياه من الآبار، التي لا يصلح أغلبها للشرب أصلا".

وبيّن أنه "منذ بداية الحملة الأخيرة قبل نحو 10 أيام، سقط من أهالي عربين وحدها أكثر من 20 قتيلا و200 جريح معظمهم من النساء والأطفال، في وقت تم تدمير مدرستين بالكامل، إلى جانب تدمير أحياء ومبان كاملة فوق رؤوس ساكنيها".

يشار إلى أن النظام صعد من قصف العديد من مدن وبلدات الغوطة الشرقية أخيرا، وخاصة عربين وحرستا، مع اشتداد معارك إدارة المركبات، ما تسبب في سقوط مئات القتلى والجرحى، إضافة إلى الدمار الكبير الذي طاول المناطق السكنية المحاصرة.


دلالات