العراقيون يفتقدون "المحيبس" هذا العام بسبب الأحداث الأمنيّة

15 يوليو 2014
غالباً ما تُقام هذه اللعبة في المقاهي الكبيرة(المستقبل العراقي)
+ الخط -

يفتقد العراقيون هذا العام لعبة "المحيبس" الرمضانية التي اعتادوا ممارستها في ليالي هذا الشهر. كانت الكلمة الأخيرة للأحداث الأمنية التي حكمت على العراقيين بإلغائها، علماً أنها لطاما كانت تعدّ اللعبة الشعبية الأولى قبل أن يعرفوا كرة القدم من خلال الاستعمار البريطاني.

تتكون اللعبة من فريقين. ويمكن لكل فريق أن يضم عشرات اللاعبين. يخفي رئيس أحد الفريقين "المحيبس" أو الخاتم في يد أحد الاعبين، ليبدأ الفريق الثاني البحث عنه بين الأيادي. غالباً ما تُقام هذه اللعبة في المقاهي الكبيرة والساحات العامة بعد صلاة العشاء وتمتد أحياناً حتى صلاة الفجر، وتجذب الكثيرين.

تراث.. وصداقات 
غياب هذه اللعبة هذا العام يعني اختفاء أحد طقوس رمضان الأساسية التي توارثتها الأجيال، بحسب أحد البارعين في اللعبة هادي المعموري، الذي قال لـ "العربي الجديد": "هذه اللعبة جزء من ثقافة العراق، وغيابها يعني اختفاء جزء مهم من تراثه". ولأنه من عاشقيها، لديه الكثير ليخبره. يوضح أنها "جعلته يتعرف إلى أشخاص من مختلف المدن"، مضيفاً أنه "كان عضواً بارزاً في فريق الكرادة. ونظراً لتمتعه بحدس عال لإيجاد المحيبس، ترأس أحد الفرق لينافس أخرى في عدد من المحافظات، ما أدى إلى تعرفه إلى أناس كثيرين".  

وتابع المعموري: "أشعر بالحزن لغياب المحيبس هذا العام. كان على الجهات الرسمية تبني إقامة مباريات كما في السابق للحفاظ على تراث له أهمية كبرى في توطيد العلاقات بين أبناء الوطن الواحد".

من جهته، رأى فاروق عبد الهادي وهو صاحب مقهى في الكرخ في بغداد، أن "المحيبس تعزز الروابط بين أفراد المجتمع"، مضيفاً: "تشارك في هذه اللعبة فرق من مناطق مختلفة من بغداد والمحافظات. من خلالها، يلتقي مواطنون من مكونات وأطياف مختلفة، ويبنون صداقات بعيداً عن المذهبية والطائفية، وهذا ما نحتاجه في الوقت الحاضر". ولفت إلى أن مقهاه "كان يشهد بطولات مستمرة للعبة المحيبس خلال رمضان. لكنه فقد نكهته هذا العام بسبب غياب اللعبة".  

أما ناجي العبيدي، وهو صاحب محل للحلويات في بغداد، فقال إن "للعبة المحيبس مزايا كثيرة، بينها كرم الضيافة". وأضاف: "عادة ما يقدم الفريق المضيف الحلويات من البقلاوة والزلابية للفريقين"، لافتاً إلى أن "هذه الأمور تساهم في إنشاء علاقات حميمة بين الناس". وأسف لما آل إليه وضع البلد، فقد "حُرمْنا هذا العام من هذا الطقس الرمضاني الذي يميز بلدنا عن غيره"، مشيراً إلى أن "الحكومة تتحمل وزر حرمان المواطنين ممارسة طقوسهم الرمضانية". ورأى أن "حظر التجوال ليلاً وانعدام الأمن أديا إلى القضاء على هذه الطقوس التي كانت تحيي ليالي العراقيين الرمضانية".