إضراب مفتوح عن الطعام في دول أوروبية لوقف استهداف المدنيين بسورية

01 يوليو 2019
السوري بريتا حاجي حسن المضرب عن الطعام في جنيف(فيسبوك)
+ الخط -
تتسع دائرة الإضراب المفتوح عن الطعام بمشاركة لاجئين وناشطين سوريين وغير سوريين، في أكثر من دولة أوروبية، للمطالبة بوقف استهداف المدنيين والمدارس والمنشآت الطبية في إدلب وريف حماة وكل المناطق السورية التي يستهدفها النظام السوري وحليفه الروسي بقصف مباشر وممنهج.

أكثر من 25 ناشطاً ولاجئاً سورياً ومناصراً أجنبياً هو عدد الذي أعلنوا عن مشاركتهم في الإضراب المفتوح عن الطعام، والمرشح للارتفاع، تضامناً مع اللاجيء السوري المهندس بريتا حاجي حسن الذي يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الرابع والعشرين، واعتصامه أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف لليوم الرابع على التوالي، لتوجيه الأنظار نحو ما يحصل من قتل يومي للمدنيين متعمد في أكثر من منطقة في سورية، ولا سيما في إدلب وريف حماة، على أيدي النظام السوري وحليفه الروسي.

والجدير ذكره، أن بريتا حاجي حسن، المنحدر من قرية مريمين بريف حلب الشمالي، والذي كان رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب في فترة الحصار قبل لجوئه إلى فرنسا، ورشح عام 2016 لجائزة "عمدة العالم"، بدأ إضرابه عن الطعام في العاشر من يونيو/حزيران الماضي بعد الإعلان عن وفاة منشد الثورة السورية عبد الباسط الساروت بأيام قليلة.



وأوضحت اللاجئة السورية في هولندا، جينا شعشاعة، لـ"العربي الجديد" أن "مطالب المضربين عن الطعام تتلخص بوقف العدوان الروسي والأسدي على إدلب وريف حماة، وتحييد المدنيين في كافة المناطق السورية التي تتعرض لقصف النظام وداعميه الروسي والإيراني. إضافة إلى تحييد المدارس والمنشآت الطبية التي يستهدفها النظام بالقصف المباشر والمقصود. ووقف نزيف الدم المستمر منذ ثماني سنوات، والالتزام بالقرارات التي تخص الأزمة السورية ومنها قرارات جنيف ورياض 1".



وأضافت شعشاعة أن "دائرة الإضراب بدأت بالاتساع يوم 30 يونيو/حزيران الماضي لتشمل ناشطين في هولندا وألمانيا وفرنسا وبلجيكا وسويسرا وانكلترا وتركيا وفي سورية طبعاً"، مؤكدة أن الإضراب يلقى دعماً ومناصرة واسعة من المتضامنين عدا المضربين عن الطعام.



ولفتت إلى أن لجنة تشكلت وأطلق عليها اسم "لجنة دعم الإضراب" لتتابع كل تفاصيل التحرك، وتتضمن لجنة إعلامية وأخرى طبية ولجنة متابعة وتواصل.  



وتابعت شعشاعة "إن العمل يجري حالياً على تحديد مكان أو أماكن يتجمع فيها المضربون من أكثر من عاصمة أوروبية، على أن تكون تلك الأماكن في ساحات عامة معروفة أو أمام مقرات أممية أو رسمية".

وأوضحت السورية نسرين طرابلسي، المقيمة في العاصمة البريطانية لندن، أن "بريتا حاجي حسن تواصل معي منذ 25 يوماً، وكان يحضر لتنفيذ إضراب عن الطعام حتى الموت. لم يعد بريتا يحتمل هذا الصمت على المقتلة المستمرة في سورية على مرأى ومسمع العالم. أراد الإضراب احتجاجا على القتل والتهجير المستمرين الذين يدفع ثمنهما المواطنون الأبرياء".

وقالت طرابلسي لـ "العربي الجديد"، "لم يطلب بريتا من أحد أن يضرب معه عن الطعام لم يكن يحتاج إلا إلى التضامن. وتوجه إلى جنيف منذ خمسة أيام ليقف أمام مقر الأمم المتحدة بشكل متواصل مكملاً اليوم يومه الرابع العشرين من إضرابه، لكنه نقل بالإسعاف منذ قليل بعد أن انخفضت مقاومته إلى حدّ كبير".




ولفتت طرابلسي إلى أن قلة الدعم الإعلامي شحنت مجموعة من السوريين والسوريات لدعم بريتا، وكان الدعم الأفضل بتوسيع حلقات الدائرة لنقول لبريتا أنت لست وحدك. وهكذا بدأت إعلانات الإضراب عن الطعام دعما لبريتا ولنقول للعالم ها نحن سوريون مسالمون لم نعد نملك إلا أرواحنا وصحتنا.

وقالت نسرين "أعلنت إضرابي عن الطعام تضامناً مع بريتا حاجي حسن للفت الصحافة والإعلام والرأي العام العالمي إلى فداحة ما يحدث في سورية، فهم لم يتركوا لنا أي خيار، ويساهمون في طلاء صفحات التاريخ بالسواد بصمتهم وتخليهم".

وأضافت " سأبدأ في مدينة لندن وقفة غداً الثلاثاء أمام مبنى مجلس الوزراء، فأنا أؤمن أن سؤال سائح أو مواطن في الطريق عن الموضوع وشرحنا له هو بحد ذاته إزالة جزء من الغشاوة والتشويش.


 

وأكدت أن أحد أهداف الإضراب أن "نعلن لكل السوريين وأصحاب الضمائر أن الصمت جريمة وأن هدفنا هو حماية أطفالنا وأهالينا من خلال القوانين الدولية، ونطالب مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بكسر الصمت الذي يجيز القتل والتحرك لإيقاف المجازر". وأوضحت أن "هذا الإضراب سينتشر وتتنوع احتجاجاتنا السلمية، وصولاً إلى اعتصامات حاشدة في كل مكان من العالم حتى وقف هذه المذبحة".



يشار إلى أن المشاركين في الإضراب حتى الآن هم بريتا حاجي حسن، رنا الجندي، عزة مرتضى، زكريا الحلاق، زينب العبد الله، جينا شعشاعة، مصعب الخلف، أحمد سحلبجي، براءة هنداوي، ندى الخش، عبد الحكيم المسموم، جودي الحاج عوض، سحر سليمان، بسام حجي مصطفى، عبد القادر بكار، طارق حج بكري، سهاد الراوي، خليل صابر، عبد الكريم جمرك، أسامة العمر، مي الجندي، حسن خليفة، رجا القنطار، خالد زيتون، محمد الجرف، نسرين طرابلسي، والشاعرة الإيطالية فرانشيسكا سكالينسي.