أصاب فيروس كورونا مظاهر الحياة في الداخل الفلسطيني بالشلل، وخلف تغييرات عديدة في الحيز العام، فالجنازات تقتصر على أهل الفقيد والمقربين، ولا توجد بيوت عزاء، وخلت الجوامع والكنائس من روادها، وغاب الناس عن الشوارع خوفا من الفيروس.
وناشد المجلس الإسلامي للإفتاء في بيان، اليوم الثلاثاء، الأهالي بعدم فتح بيوت عزاء، والاكتفاء بصلاة الجنازة والتعزية على المقبرة من دون مصافحة، أو التعزية عبر الاتصالات الهاتفية. وقال البيان إنه "من السّنة النبوية في المطر والريح الشديد وغيرها من الظروف التي قد يتأذى بسببها الشّخص عدم الذهاب إلى المسجد، والصّلاة في البيوت؛ فمن باب أولى أن يطبق ذلك على بيوت العزاء وغيرها من التجمعات".
وأضاف البيان: "نوصي أن تكون صلاة الجنازة مختصرة قدر الامكان؛ ونصّ جمهور الفقهاء على أنّ الجماعة ليست شرطاً لصحة صلاة الجنازة؛ ومن تغيب فبإمكانه أداء صلاة الجنازة في بيته لوجود العذر".
وقال رئيس مجلس الإفتاء مشهور فواز، لـ"العربي الجديد": "نوصي بتقليص دائرة التواصل الاجتماعي، والقيام بالواجب الأخلاقي والإنساني تجاه بعضنا البعض. من فقد حبيباً أو غالياً فقلوبنا ومشاعرنا معه، ولكن شاء القدر أن يحال بيننا وبين الحضور بأجسادنا. راجين أن تُكشف عنّا هذه الغُمة في القريب العاجل".
من جهته، قال رئيس طائفة الروم الملكيين الكاثوليك في حيفا، الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى: "الكنيسة جزء من المنظومة المدنيّة والاجتماعيّة والإنسانيّة والسياسيّة والاقتصاديّة، وبالتالي تتأثّر بمجريات الأحداث في العالم. اتّخذت الكنيسة قرارا نابعا من مسؤوليتها ووعيها بوقف الصلوات لأنّ الإنسان هو الأهم. إذا قَدِمَ مصلُّون كثر إلى الكنيسة، وكان من بينهم مصابٌ، سينتقل الفيروس من واحدٍ إلى آخر. لتكون الكنيسة فاقمت المشكلة العالميّة بدلًا من الحدّ منها باستعمال طرق احترازيّة ووقائيّة".
وأصدرت دار الإفتاء والبحوث الإسلامية في الداخل الفلسطيني بيانا أثنى على عدم فتح بيوت عزاء، وتشييع الجنائز بأقل عدد ممكن، كما أوصى بتعليق صلاة الجمعة والجماعة حتى إشعار آخر.
وأضاف البيان:"التجمع بات يشكل وسيلة لانتشار العدوى، وأجمعت كلمة أهل الاختصاص على منع التجمعات، وعقب ذلك تم إغلاق المدارس والجامعات، وتعطلت معظم مرافق الحياة التي يتجمع فيها الناس، ونوصي بتعليق صلاة الجمعة وصلوات الجماعة في المساجد، وإبقاء الأذان، على أن يستبدل المؤذن قول: حي على الصلاة، بقول: صلوا في بيوتكم".
وقدم البيان جملة من النصائح شملت وجوب الإنصياع للتعليمات والإرشادات والتوجيهات الصادرة عن وزارة الصحة والجهات الرسمية ذات الصلة، والحرص على سلامة المجتمع من خلال تأجيل المناسبات أو اختصارها بما لا يخالف توصية صحية، والامتناع عن التجمهر سدًّا للذريعة ودفعا للمخاطر، ومواصلة شد الرحال إلى المسجد الأقصى بالسيارات الخاصة، واتباع التعليمات الصادرة عن دائرة الأوقاف.