يركضون في بريطانيا من أجل تعليم أطفال سورية

نيرمين أحمد

avata
نيرمين أحمد
16 مايو 2015
8D7C5F86-B7B1-4F0E-B48E-FD36EA2C956D
+ الخط -
تتابع عائلة آلاء خاني، والتي تعيش في بريطانيا، عن كثب التطورات في سورية منذ أكثر من أربع سنوات، محاولين الإسهام في لفت أنظار الأوروبيين إلى قضية أبناء شعبهم. في ظل معاناة جيل كامل من أطفال سورية من فقدان مستقبلهم.

وتبدي آلاء التي ولدت في لندن، ارتباطاً كبيراً بوطنها، وتحدثت إلى "العربي الجديد" عن تجربتها "ولد طفلاي في بريطانيا، وزارا سورية لمرة واحدة فقط للمساعدة في مخيم للاجئين، أتمنى لهما أن يعرفا سورية كما كانت قبل الدمار". فهي تريد لعائلتها وطفليها أن يتحركوا بشكل إيجابي، في مساعدة شعبهم.

وزارت خاني شمال سورية برفقة طفليها قبل عامين، ضمن قافلة إنسانية، إضافة لعملها كمتطوعة في منظمة إنسانية تدعى "وطن"، وتشارك بانتظام في ماراثون مانشستر السنوي للفت الانتباه إلى معاناة الناس في بلدها وجمع التبرعات لمشاريع إنسانية في سورية.

ماراثون الأطفال

وشارك الطفلان شذا ومحمد، في ماراثون مانشستر للأطفال الذي أقيم قبل أيام، وتقول آلاء "لقد شجعنا أطفالنا على المبادرة حيال ما يحدث في سورية، كانوا يلاحظون اضطرابنا كأهل إزاء الصراع هناك، وشاركونا في بعض المظاهرات في بريطانيا، لكننا أردنا أن نعلمهم المزيد، بأن كل فرد منا يتحمل المسؤولية وعليه تقديم المساعدة، لا يهم إن كان صغيراً أو كبيراً، فالجميع لديهم القدرة على إحداث فرق، لا نريد للأطفال أن يكتفوا بالشعور بالقلق حيال آلام الآخرين فقط، وإنما أن يقدموا المساعدة أيضاً".

هذه هي السنة الثالثة التي يشارك فيها شذا ومحمد بالماراثون، وكانا ضمن فريق مكون من 23 طفلاً من الجالية السورية ركضوا هذه السنة بهدف جمع التبرعات لتعليم أقرانهم في سورية.



وقطعت آلاء في ماراثون هذه السنة 10 كيلومترات برفقة 29 سورياً، ركضوا لصالح منظمات مختلفة، مثل مؤسسة خير الخيرية، وسيريا ريليف وسورية عبر الحدود، قالت آلاء "أنا عن نفسي ركضت مع زوجي وأفراد من عائلتي لصالح مؤسسة خير التابعة لمنظمة وطن، لدعم مدارس جيل الحرية داخل سورية، وبالذات مدرسة قاح، ولهذه المدرسة مكانة خاصة لدي لأني زرتها مع طفلي قبل سنتين".

وتستعد هي وزوجها للمشاركة مجدداً في ماراثون لندن في الأيام القادمة تحت نفس الشعار ولنفس الهدف.

اقرأ أيضاً: طلاب سوريون يتبرعون برسوم مدرسية لزملائهم

أكثر من أرقام

وأضافت آلاء أن هناك سبباً مهماً آخر للركض في الماراثون وهو زيادة الوعي في المجتمع البريطاني، فالخسائر في سورية أصبحت بالنسبة لهم مجرد أرقام وإحصاءات تتحدث عنها الأخبار، العالم نسي أن كل قتيل وجريح ولاجئ هو إنسان وليس مجرد رقم.

وتابعت "لذلك لبسنا قمصاناً كتبنا عليها (أطفال سورية لم ننساكم)، (نركض من أجل أطفال سورية)، نريد لقضيتنا أن تبقى حاضرة في أذهان المجتمع الذي نعيش فيه، فهناك عدد من زملائي البريطانيين يشاركون سنوياً في الماراثون من أجل سورية، لأنهم اقتنعوا أيضاً بضرورة أن يحدثوا فرقاً".




سمارة الأتاسي، سيدة سورية شاركت أيضاً في الماراثون لصالح منظمة "سورية عبر الحدود"، والتي تهدف لافتتاح مدارس، أعربت عن إيمانها بضرورة تعليم أطفال سورية، وقالت "رغم بداهة الفكرة إلا أننا نواجه صعوبة في إقناع الناس بأهميتها، فهناك من يرى بأن الأولوية لمتطلبات المعيشة، وآخرون يعتقدون بأن تعليم أطفال سورية مهمة المنظمات الكبرى وليس الأفراد أو المؤسسات الصغيرة".

وتعمل سمارة بشكل دوري ومنتظم في مركز "سورية عبر الحدود" بالأردن، لرعاية جرحى الحرب في سورية، ولاحظت في ماراثون مانشستر بأن أشخاصاً يشاركون على كراسي متحركة وآخرون يعانون من إعاقات جسدية إلا أنهم يحظون باحترام من حولهم.
وقالت "رجعت بالذاكرة لشهر واحد عندما كنت في مركزنا بعمان، وكان أحد الأطفال يعاني من التهاب في ساقه المبتورة ولا يستطيع تركيب طرفه الصناعي، فاتصلت مديرة المدرسة وطلبت ألا يأتي على الكرسي المتحرك لئلا يثير خوف الأطفال، وكذلك عند دخولنا لأي مطعم برفقة الجرحى كان يلتفت الجميع باستغراب".

تأمل سمارة في زيادة الوعي حول أهمية تعليم الأطفال السوريين في هذه المرحلة، وأن تتمكن المنظمات المهتمة بهذا الجانب من تأمين التعليم لأكبر عدد من الأطفال.
دلالات

ذات صلة

الصورة

منوعات

على وقع صوت الموسيقى الإلكترونية، تجمّع مئات الشباب الأوكرانيين فوق أنقاض منازل تعرضت للقصف في عدد من القرى في شمال البلاد في نهاية الأسبوع الماضي للاحتفال على طريقتهم.
الصورة
"سند مبادرة شبابية تقدم كسوة العيد لأسر المدرسين في اليمن"

مجتمع

يأتي عيد الفطر على اليمن وهو غارق منذ ثمانية أعوام في حرب تسببت بأسوأ كارثة إنسانية في العالم ولا ملامح تبدو في الأفق على قرب نهايتها، ما أدى لحرمان مليون ومائتين وخمسين ألف موظف حكومي من رواتبهم، الأمر الذي فاقم معاناة الناس وزادهم فقراً وجوعاً
الصورة
بالتزامن مع عيد الميلاد.. "بابا نويل" يوزع الهدايا في بلدة قرقوش

مجتمع

بدأت مظاهر الفرح والاحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية تعود إلى بلدة قرقوش العراقية في محافظة نينوى، ذات الأغلبية المسيحية، بعدما أرهبها تنظيم "داعش"، الذي أجبر سكانها على ترك بلدتهم العريقة في صيف 2014 عقب سيطرته عليها.
الصورة
مبادرة "سلة بلدنا"- قطاع غزة (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)

مجتمع

تعمل مبادرة "سلّة بلدنا" الشبابية على تدوير النفايات في قطاع غزة، وجمعها بطريقة حديثة بهدف فرزها، وتستهدف المبادرة قرابة 20 برجاً سكنياً في مدينة غزة، بالإضافة إلى الجامعة الإسلامية.