اعتداء الاحتلال على أراضي المقابر الوقفية في القدس... مرحلة جديدة للسيطرة عليها

03 يوليو 2017
جرافة الاحتلال قرب سور المقبرة(دائرة الأوقاف)
+ الخط -
يرى مسؤولون فلسطينيون أن الاعتداء الإسرائيلي الجديد اليوم الإثنين، على أرض وقفية تتاخم المقبرة اليوسفية التي تشكل الجزء الجنوبي من المقبرة الإسلامية الكبرى شرق المسجد الأقصى، وعلى امتداد سور المدينة المقدسة، أنه بداية مرحلة جديدة في إحكام الاحتلال سيطرته على ما تبقى من أراضٍ في محيط البلدة القديمة من القدس، بما يشمل مقبرتي باب الرحمة واليوسفية اللتين كانتا على مدى عقود مضت هدفاً لمخططات الاحتلال ومشاريعه.

ووفقاً لرئيس لجنة المقابر الإسلامية في القدس، المهندس مصطفى أبو زهرة، فإن الاعتداء الإسرائيلي الجديد على أرض تلاصق مقبرة اليوسفية، وعلى امتداد سور البلدة القديمة يترجم سياسة الاحتلال بتحويل المقابر الإسلامية والأراضي الملاصقة لها إلى مراكز وساحات تخدم مشروعه الاستيطاني.

وأشار أبو زهرة لـ"العربي الجديد"، إلى أن الاعتداء الأوسع نطاقاً الذي تعرضت له مقبرة مأمن الله غرب البلدة القديمة من القدس، وهدم المئات من قبورها قبل سنوات، تمهيداً لتحويلها إلى ما يُسمى بـ"مركز التسامح"، ثم الاعتداء اللاحق على مقبرة باب الرحمة – وهي الجزء الشمالي من المقبرة الإسلامية – المعروفة بمقبرة باب الأسباط، واقتطاع مساحات كبيرة منها لغرض توسيع الشارع الرئيس في المنطقة والمؤدي لباب المغاربة، يتبعه الاعتداء الجديد على المقبرة اليوسفية والتهديد بقضم مساحات منها.

ويطلق على هذه المقبرة اسم آخر هو المقبرة الأيوبية، القائمة منذ العصر الأيوبي، كما يقول أبو زهرة، مشيراً إلى هدم الاحتلال 40 قبراً بنتها لجنة المقابر داخلها، وأغلقها بالإسمنت المسلح لمنع الدفن فيها مستقبلاً، ومصادرة جزء من أرضها، ومنها المساحة التي بني عليها صرح الجندي المجهول الذي يضم قبور عدد من شهداء حرب عام 1967.

واعتدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الإثنين، على أرض وقفية تتاخم المقبرة اليوسفية شرق أسوار القدس القديمة، ووضعت طواقم من بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس أسلاكاً شائكة على الساحة الرئيسية المتاخمة للمقبرة اليوسفية إلى الشمال من المسجد الأقصى المبارك.




وفي تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، قال مسؤول في دائرة الإعلام التابعة لإدارة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة (فضل عدم ذكر اسمه)، إن "جرافات الاحتلال وطواقم من بلدية الاحتلال في القدس اقتحمت الساحة الرئيسية المفضية إلى المقبرة، وشرعت بوضع أسلاك شائكة عليها، ويخشى أن يكون ذلك مقدمة للقيام بحفريات في المنطقة، خاصة في جدار سور القدس القديم من ناحية برج اللقلق".

ووفقاً لما ذكره، المصدر ذاته، فإن اعتداء اليوم طاول أرضاً تتاخم مقبرة باب الأسباط في الجزء الشمالي المعروف بالمقبرة اليوسفية، وليس داخل أرض المقبرة، علماً بأن هذا الجزء يشكل امتداداً للمقبرة الأم المعروفة بمقبرة باب الرحمة، والتي يفصلها عن جزئها الشمالي الشارع الرئيس المعروف بشارع باب الأسباط المفضي إلى البلدة القديمة من القدس.

بدوره، أكد المهندس أبو زهرة، أن ما جرى هو اعتداء إسرائيلي جديد على أرض وقفية تتبع إدارة الأوقاف الإسلامية، وتبلغ مساحتها ما بين 4- 5 دونمات.

وصدر قرار قبل عام 1967 بتحويل هذه الأرض التي أحيطت بالسياج اليوم، إلى ساحة وتوسعتها، بيد أن وقوع الاحتلال نقل القضية إلى أيدي الاحتلال، والذي يهدف اليوم إلى توسعتها، علماً بأن لجنة المقابر الإسلامية طالبت بأن تقوم هي بهذه المهمة، إلا أن الاحتلال منعها، وحاول هو بدوره تنفيذ عملية التوسعة ثلاث مرات، وفي كل مرة كان يتم إيقافه عن العمل بها.

وأكد أبو زهرة أن من مسؤولية الأوقاف في هذه المرحلة العمل على استصدار أمر احترازي يلزم بلدية الاحتلال بالتوقف الفوري عن وضع الأسلاك الشائكة، وتحذيرها من مغبة القيام بأعمال التوسعة للمنطقة.

ويأتي اعتداء اليوم، بعد اعتداءات عديدة نفذتها سلطات الاحتلال على الجزء الجنوبي من مقبرة باب الأسباط والمعروفة بمقبرة باب الرحمة، والتي شملت في السابق توسيع الشارع المحيط من الجهة الشرقية تارة بحجة البحث عن الآثار في المنطقة الغربية من المقبرة، أو إقامة حزام أخضر حول سور القدس، في حين منعت دفن موتى المسلمين في الجزء المسمى بمقبرة السلاونة داخل المقبرة.