نقل النازحين من المدارس للمخيمات بإدلب... والعام الدراسي يبدأ الشهر المقبل

03 سبتمبر 2019
خيم تحولت إلى صفوف دراسية في إدلب(عارف وتد/فرانس برس)
+ الخط -



قصد النازحون من مناطق ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي المناطق الآمنة نسبياً في ريف إدلب الشمالي، وكانت المدارس وجهة كثير من العائلات النازحة مع تحولها منذ سنوات إلى مأوى لهم.

ولجأ النازحون لنحو 60 مدرسة تابعة لمديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب وحدها، ما دفع المديرية إلى تأجيل بدء العام الدراسي، فلا بديل يوفر المأوى للعوائل المقيمة في المدارس في الوقت الحالي وهم بحاجة لمهلة لإيجاده.

مدير المكتب الإعلامي في مديرية التربية والتعليم بإدلب، مصطفى حاج علي، قال لـ "العربي الجديد": "مع بداية الحملة العسكرية التي طاولت الشمال المحرر عموماً، ومحافظة إدلب خصوصاً من قبل روسيا، عمدت مديرية التربية والتعليم إلى تشكيل لجنة للاستجابة الطارئة من جميع المجمعات التربوية ومن كوادر المديرية لمتابعة أمور المعلمين والطلاب، وتوثيق الجرائم المرتكبة بحق العاملين في المنشآت التابعة لها في إدلب".

وأضاف حاج علي "الآن يوجد نحو 60 مدرسة مكتظة بالنازحين في مناطق متفرقة من إدلب بعد أن أوعزت مديرية التربية والتعليم بالسماح لهم بالمكوث فيها بوقت سابق، على اعتبار أن العملية التعليمية كانت متوقفة بسبب العطلة الصيفية، وتم الآن تشكيل لجان في المجمعات التربوية بمناطق النزوح لتسهيل وتسريع عملية خروج النازحين من المدارس وتأمين مساكن أخرى لهم، بالتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية، لذلك تم تأجيل العام الدراسي لبداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل".

وتابع "إن ضغط النازحين الكبير على المدارس ولا سيما في المناطق الشمالية، استوجب إنشاء مجمع كامل باسم مجمع الدانا يضم جزءا من المخيمات الحديثة، ويحتوي كوادر تعليمية من مناطق منها خان شيخون وبعض المناطق التي سيطر عليها النظام أخيراً".

وأشار إلى أن المجمع يراعي إجراء الامتحانات والعملية التعليمية، وسيعمل بنظام الفوجين وإن اضطر الأمر بنظام الثلاثة أفواج في المدارس، ليتمكن الطلاب من تلقي التعليم في المدارس التابعة لمديرية التربية والتعليم في إدلب، وذلك ضمن خطط مدروسة تراعي ظروف النازحين وتساعدهم من ناحية الأوراق الرسمية والثبوتية ليتسنى للطلاب متابعة الدراسة كما يجب".

وعن حال المدرسين في الوقت الحالي، اشتكى المدرس النازح من بلدة الهبيط، عكرمة الضبعان، بحديثه لـ "العربي الجديد" من ضعف إمكانيات المعلمين، وخصوصاً النازحين منهم، فضلاً عن معاناتهم هذا العام من قضية متابعة تعليم الأطفال على اعتبار أن العملية التعليمية مهددة.

ولفت إلى أن مجالس محلية عدة في إدلب تقترح نقل النازحين المقيمين في المدارس غير المتضررة إلى مدارس متضررة جزئياً، باعتباره حلاً من الحلول التي تسهل التعليم وتمكن مديرية التربية في إدلب من بدء العام الدراسي بداية الشهر المقبل.

وعن مصير هؤلاء النازحين، تحدث المدرس أحمد مصطفى (38 عاما) من ريف إدلب الجنوبي لـ “العربي الجديد"  قائلاً : "يجب إيجاد مخيمات لهم في المناطق القريبة من المدن مثل سراقب وسرمدا والدانا، والآن الظروف صعبة جدا، فالنازح مخير بين تعليم ابنه والإقامة في العراء، وهذه مفارقة قاسية في الحقيقة".

ومن بين الأفكار المطروحة نصب خيام للنازحين في ساحات مدارس المدن والبلدات التي لجأوا لها، وهذا الحل بحاجة لتضافر جهود الجهات المدنية والإغاثية في محافظة إدلب، لتأمين الخيام بالدرجة الأولى.

وتبقى عملية إيواء النازحين في المدارس جزءا من معضلة كبيرة كون عشرات آلاف النازحين يقيمون منذ أكثر من شهرين تحت الأشجار في المناطق المتاخمة للحدود السورية – التركية مع تراجع استجابة المنظمات الإغاثية والإنسانية.

ومع تجاوز عدد النازحين المليون نسمة أصبحت عمليات الاستجابة صعبة جدا، تتجاهل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التابعة لها مناشدات جهات سورية عديدة تطالب بتوفير الأغذية والخيم للنازحين ضمن خطط إسعافية.
المساهمون