رمضان اليمن بلا كهرباء

10 يونيو 2017
بدائل الكهرباء ضرورية (فرانس برس)
+ الخط -
تعود مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في أغلب محافظات اليمن إلى الواجهة مجدداً مع بدء الصيف ومصادفة شهر رمضان فيه. فسكان المناطق الساحلية يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة للغاية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، في ظل عدم قدرة الغالبية العظمى على توفير البدائل كالبطاريات وألواح الطاقة الشمسية لا سيما مع انقطاع الرواتب منذ نحو تسعة أشهر.

الحسن مشعف، أحد سكان محافظة الحديدة الساحلية (غرب) يؤكد أنّ معاناة سكان مدينته مضاعفة منذ بدء فصل الصيف. يقول: "منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي والحرارة تزداد شيئاً فشيئاً حتى وصلت إلى أعلى مستوى، خلال شهر رمضان المبارك. وهذا ما جعل الناس في جحيم". يشير مشعف إلى أنّ التيار الكهربائي لا يصل أبداً إلى جميع مديريات محافظته منذ بدء الحرب قبل أكثر من عامين. يضيف لـ"العربي الجديد": "اشترينا ألواح طاقة شمسية إلى جانب مراوح صغيرة، للتخفيف من شدة الحرارة. لكنّ غالبية السكان لا يستطيعون توفير تلك البدائل، لعدم امتلاكهم المال الكافي لشرائها. فيضطر هؤلاء إلى افتراش الأرض ليلاً والتعرض المستمر للهواء".

يبيّن مشعف أنّ آلاف الأسر تعاني بأشكال مختلفة من دون أن يعلم عنها أحد. يقول: "بسبب الحر وانقطاع الكهرباء والفقر الشديد، تنتشر أمراض مختلفة، كانت قد تسببت بوفاة عشرات الأشخاص العام الماضي، ولا ندري كيف سيكون الحال هذا العام". يصف الوضع بـ"الكارثي" خصوصاً مع عدم معالجة مشكلة الكهرباء في أقرب وقت ممكن.


بدورها، تستنكر أماني عبيد ما تصفه بـ"تخاذل" الحكومة الشرعية وعدم قيامها بواجبها في التقليل من معاناة سكان الحديدة في الوقت الذي تحرص على توفير الكهرباء لمدينة عدن. تقول لـ"العربي الجديد": "جماعة الحوثي وصالح (أنصار الله، والرئيس السابق علي عبد الله صالح) لم تقدم لنا شيئاً منذ عامين بما يساعد في حلّ مشاكل الكهرباء، لكنّ الحكومة الشرعية يجب أن تتدخل لحلّ هذه المشكلة وتوفير الكهرباء لإنقاذ الناس من العذاب الذي يعيشونه يومياً". تتساءل عن سبب الحرص على توفير كهرباء لعدن وترك محافظة الحديدة للمعاناة: "ما الفرق بين المواطن في الحديدة أو في عدن؟ أليسوا بشراً كلّهم ويعانون من الحرّ؟ لماذا يجري تجاهل الحديدة؟ هل لأنهم أناس مسالمون لا يستطيعون قطع الشوارع للمطالبة بحقوقهم؟". تطالب عبيد المنظمات الدولية بالتدخل الفوري لإنقاذ أهالي الحديدة من خلال "توفير الطاقة الكهربائية التي ستقلل من انتشار الأمراض وستساعد الأهالي على ممارسة كثير من أعمالهم وتوفير الغذاء لأسرهم".

تضيف لـ"العربي الجديد": "أرى الأطفال يعانون في أرياف الحديدة، ولا يجد أولياء الأمور وسيلة لإنقاذهم من درجة الحرارة المرتفعة إلاّ الألواح التي تستخدم طاقتها في المراوح". تلفت إلى أنّ الأهالي مضطرون لتحمل الصيام والعطش والحر طوال نهار رمضان: "بسبب درجة الحرارة المرتفعة في النهار والصوم، يبقى أغلب الناس في منازلهم ولا يغادرونها إلاّ ليلاً لممارسة أعمالهم".

في المقابل، تبدي غيداء علي التي تسكن في مدينة عدن (جنوب) قلقها من استمرار انقطاع الكهرباء في مديريات مختلفة بالمدينة من دون إيجاد حلول كلية. تقول: "درجات الحرارة معروفة بشدتها في هذا التوقيت من العام، ويصبح العيش صعباً في مثل هذه الظروف". لكنّها تؤكد أنّ الكهرباء شهدت تحسناً ملحوظاً خلال الأيام القليلة الماضية في عدن، بعد عودة رئيس الوزراء ومحافظ المحافظة الجديد عبد العزيز المفلحي إلى عدن، وافتتاح محطة كهربائية جديدة بعدما كانت قد اندلعت احتجاجات في شوارع عدن بسبب انقطاع الكهرباء.

وكان مهندسون في قطاع الكهرباء بمدينة عدن قد أكدوا دخول 20 ميغا من الطاقة إلى الخدمة ستتبعها أيضاً 20 ميغا في محطة خور مكسر بالمدينة و60 ميغا في محطة الحسوة، وهي كامل الطاقة التي جرى شراؤها والتي تقدّر بـ100 ميغا.

تسبب الانقطاع الدائم للكهرباء بعد اندلاع الحرب في مارس/ آذار 2015، بشراء معظم السكان ألواح طاقة شمسية من أجل إنارة منازلهم. وأصبحت الألواح الشمسية أكثر تجارة مزدهرة في ظل الحرب ليجري الاستغناء تدريجياً عن خدمة الكهرباء التي كانت توفرها الحكومة باستثناء المدن الساحلية التي بقيت معتمدة على وزارة الكهرباء والطاقة بسبب استخدامهم المكيفات التي لا تعمل على الألواح".

وكانت وزارة الكهرباء اليمنية قد حذرت من التوقف التام لخدماتها بسبب المعارك والأزمة السياسية في البلاد، مطالبة الحكومة بتقديم العون لها لمنع انهيارها.