بغداد تمنح الأيزيديين ضحايا "داعش" تعويضاً لا يكفي للعلاج

18 مارس 2018
نحو 1500 امرأة أيزيدية مصيرها غير معلوم (تويتر)
+ الخط -

أثار إعلان مسؤول كردي في أربيل عن قرار الحكومة العراقية منح الناجين والناجيات من قبضة تنظيم "داعش" من الطائفة الأيزيدية مبلغا ماليا قدره نحو 1600 دولار أميركي، انتقادات وردود فعل غاضبة بين الناشطين وذوي الضحايا، الذين اعتبروا أن المبلغ لا يكفي ثمناً للعلاج.

وتمكنت قوات الأمن العراقية والبشمركة الكردية، فضلاً عن التحالف الدولي، خلال عامين ونصف العام الماضيين، من تحرير قرابة ثلاثة آلاف ضحية أيزيدية، بواقع 1058 امرأة وفتاة، و331 رجلاً، و771 طفلة، و755 طفلا.

وحسب آخر الإحصائيات، فإن هناك أكثر من 3 آلاف مختطف أيزيدي، أكثر من نصفهم نساء، ما زالوا لدى "داعش". وتوفي عدد كبير منهن، وأقدمت أخريات على الانتحار بعد اختطافهن على يد التنظيم، وسجل مقتل أكثر من 1300 شخص من الطائفة أيضا.

وكشف المدير العام في وزارة الأوقاف بإقليم كردستان العراق، خيري بوزاني، عن قرار يقضي بأن تمنح حكومة بغداد مبالغ مالية للناجيات الأيزيديات من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي. وبيّن، في تصريح نقلته وسائل إعلام كردية اليوم الأحد، أنه "بعد جهود حثيثة من وزارتي الهجرة في الحكومة العراقية والداخلية في إقليم كردستان، إضافة إلى المديرية العامة لشؤون الأيزيديين ومكتب إنقاذ المختطفين الأيزيديين، تم إقرار منحة قدرها مليونا دينار للناجين من أيدي إرهابيي داعش (نحو 1689 دولاراً فقط)"، واصفا أن الموافقة جاءت "بعد جهود طويلة ومضنية".

ووصف ناشطون مدنيون وسياسيون عراقيون القرار بأنه "مؤسف، ولا يرقى إلى حجم ما تعرّض له الضحايا".

وقال عضو التيار المدني العراقي محمد يوسف "كان ينبغي على الحكومة أن تعتذر لهم، وتطلب الصفح منهم، كونها سبب مأساتهم، ولأنها لم تتمكن من حمايتهم من إرهابيي داعش، كان عليها تعويضهم بإنصاف".





ويضيف، لـ"العربي الجديد"، أن "هذا المبلغ لا يكفي ثمن ثلاث مراجعات للمستشفيات التخصصية بأمراض نفسية أو جسدية أصبن بها، وهو معيب للغاية إذا ما علمنا أنه لا يكفي ثمن أجور الوقود بموكب سيارات أحد المسؤولين الذين فروا من أمام داعش عام 2014، وتركوا الناس عرضة لجرائمه".

من جانبها، قالت عضو لجنة المرأة في البرلمان العراقي، ريزان الشيخ دلير، لـ"العربي الجديد"، إن "مبالغ العالم كلها لا تكفي لتعويض الضحايا الأيزيديين وما واجهوه من محنة مخيفة. وهم اليوم بأمسّ الحاجة لأي إعانة هم فعلا محتاجون لهذا المبلغ، فإذا كانت إعانة فهي مرحب بها رغم قلتها، وإذا كانت تعويضاً فهي إهانة من الحكومة".

وتابعت "الحكومة حتى الآن لم تتمكن من تشكيل محكمة للتحقيق في الجرائم التي تعرّضوا لها، والأيزيديون دفعوا مبالغ تتراوح بين 40 ألفا و60 ألف دولار كي يشتروا بناتهم من داعش ويخلصوهن. لذا مبلغ 1500 دولار لا شيء، ونأمل من الحكومة العراقية أن تصوب أوضاعهم وتعينهم، وأن تكون هناك تعويضات حقيقية ترقى إلى حجم ما تعرّضوا له".

وقال النائب ماجد شنكالي، عن التحالف الكردستاني، لـ"العربي الجديد"، إن المبلغ بالتأكيد ليس تعويضاً، بل هو إعانة غير كافية. وأضاف "نتمنى أن يكون هناك تعامل خاص مع الأيزيديين، خاصة التأهيل النفسي لهم، وأن تكون لهم منحة شهرية أو مرتب شهري، ورغم ذلك نحيي البادرة، ولنقل أول الغيث قطرة".

مراد إلياس (59 عاما) أحد ضحايا "داعش" فقد نصف عائلته على يد الإرهابيين، ويعتبر أن هذا المبلغ يكفيه لشراء مسكنات لمدة شهر، وثمن استئجار سيارة من أربيل إلى سنجار لزيارة قبور أولاده الذين قتلوا ودفنوا على سفح جبل سنجار.

ويضيف لـ"العربي الجديد"، "سآخذ المبلغ، أنا مضطر لمنحة المليوني دينار بالتأكيد، لكنها غير كافية. وأموال الدنيا عندي لا تساوي شيئا، ولن تعيد الضحكة إلى نفسي مرة أخرى. وإذا طلبوا مني أن أقف في الطابور لساعات من أجل استلامها كما يفعلون مع النازحين الآخرين سأغادر".
المساهمون