كشفت وزارة الصحة العامة والسكان الخاضعة لسيطرة الحوثيين بصنعاء عن إصابة العشرات بفيروس يُشتبه أنه إنفلونزا الخنازير H1N1 الموسمي.
وقال الناطق باسم الوزارة عبد الحكيم الكحلاني لـ"العربي الجديد" إنّ "فرق الترصد الوبائي في عدد من مستشفيات صنعاء سجلت 90 حالة يشتبه في إصابتها بفيروس أنفلونزا الخنازير، فيما بلغت الوفيات 16 حالة سجلت منذ أواخر يناير/ كانون الثاني". مؤكداً أن الوزارة قامت بعزل معظم الحالات وتماثلت للشفاء، فيما توفي عدد من الحالات المصابة.
وأشار الكحلاني إلى أن الوزارة "لم تتمكن حتى الآن من إجراء أي فحوصات أو تحاليل للمرضى الذين يتوافدون إلى المستشفيات، سواء الحكومية أو الخاصة أو المختبرات، للتأكّد مخبرياً من المرض، لعدم توفر المحاليل والأدوية الخاصة بالفيروسات". موضحاً أن وزارة الصحة تسجل بصورة مستمرة حالات جديدة يُشبته بأنها مصابة بوباء "أنفلونزا H1D1 ".
وأنفلونزا الخنازير هو مرض تنفسي حاد فيروسي، شديد العدوى، يصيب الخنازير، وفي حالات معينة يمكن أن ينتقل إلى الإنسان وأن ينتشر فينتقل من شخص إلى آخر، ويسببه واحد أو أكثر من فيروسات أنفلونزا الخنازير من النمط A، إلا أن أكثرها انتشاراً هو النوع الفرعي H1N1.
وأضاف الكحلاني أنّ المختبرات الحكومية والخاصة لا تتوفر لديها الإمكانات الخاصة بفحص حالات الاشتباه بالفيروس التي تم تسجيلها منذ بداية العام الحالي، لافتاً إلى أن الوزارة كانت قد طلبت كميات من المحاليل من منظمة الصحة العالمية منذ عام تقريباً، لكنها لم تصل ولم توفرها المنظمة.
وحول توفّر العلاجات الخاصة بمكافحة الفيروس أكد المسؤول الصحي اليمني أن الوزارة تقدمت قبل عام إلى منظمة الصحة بطلب لتوفير العلاجات الخاصة بالمرض، "لكنها أيضاً لم تتفاعل مع الطلب وما زلنا ننتظر وعود المنظمة لتوفير الأدوية والمستلزمات الخاصة بمكافحة الفيروس".
وفي السياق، أكد عبد القادر الحبابي أن زوجة شقيقه (40 عاماً)، وهي أم لثلاثة ذكور، توفيت بعد ثلاثة أيام فقط من إصابتها بمرض تنفسي مفاجئ قال الأطباء مؤخراً إنه إنفلونزا الخنازير.
وأضاف الحبابي لـ"العربي الجديد" أن الأعراض التي ظهرت عليها في البداية هي شبيهة بالزكام، إلا أن السعال كان بصوت خشن ومتكرر. مشيراً إلى أنهم نقلوها إلى مشفى في صنعاء ليتم وضعها في العناية مباشرة بعدما اكتشفوا أن حالتها الصحية صعبة جداً.
وتابع "ظلت هناك لعشرة أيام، وتوفي خلالها ثلاثة أشخاص بنفس المرض قبل أن تتوفى هي أيضاً، وقال الأطباء إن المشفى وعموم البلاد تعاني من انعدام المصل الخاص بالمرض بسبب انعدام الدعم الحكومي"، لافتاً إلى أن أخيه "أنفق ما يعادل 3 آلاف دولار ككلفة إجمالية لعلاج زوجته".
من جانبه، أكد طبيب في مستشفى خاص بصنعاء وصول أكثر من 15 حالة إلى المستشفى مصابة بمشاكل تنفسية يُعتقد أنها إنفلونزا الخنازير خلال الشهر الماضي.
وأضاف المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه أن خمس حالات توفيت بعد وصولها إلى المسشتفى مباشرة، "فلا أدوية متوفرة ولا حتى استطعنا التأكد من المرض. وأشار الطبيب إلى أنهم في بادئ الأمر اعتقدوا أن المرض هو إنفلونزا الطيور، لكن الأغلب، كما قال بعض الأطباء، أن الأمر يتعلق بإنفلونزا الخنازير.
ووفقاً للأمم المتحدة، فإن الحرب المستمرة في اليمن تسببت بظروف صحية صعبة وغياب للخدمات الطبية، ما أدى إلى انتشار أمراض وأوبئة منها الكوليرا والدفتيريا وأخيراً إنفلونزا الخنازير.