أزمة بنك مخزون الدم في المغرب تهدد بكارثة صحية... ومناشدات للتبرع

25 يناير 2019
الحاجة ماسة للدم خصوصاً في المدن الكبرى (فرانس برس)
+ الخط -
يعيش بنك مخزون الدم في المغرب أزمة غير مسبوقة بسبب قلة عدد أكياس الدم المودعة فيه، خصوصاً في مراكز تحاقن الدم (مراكز التبرع) في مدن الرباط والدار البيضاء وطنجة وتطوان ومراكش، ما يهدد بوقوع "كارثة صحية" في البلاد. وهو ما استدعى إطلاق مسؤولي الصحة دعوات التبرع بالدم.

وبحسب أرقام رسمية حصل عليها "العربي الجديد" من مركز تحاقن الدم المركزي بالعاصمة الرباط، فإنّ مخزون الدم على المستوى الوطني يكفي فقط لأربعة أيام. وعلى صعيد المدن، فإنّ احتياطي الدم يكفي لمدة ستة أيام في العاصمة الرباط بعدما كان يكفي لـ3 أيام فقط. وقد تحسن الوضع بفضل تحرك وتيرة التبرع وإن ببطء. أما في مراكش والدار البيضاء فلا يكفي أكثر من أربعة أيام.

يقول الدكتور محمد بن عجيبة، مدير مركز تحاقن الدم بالمغرب، لـ"العربي الجديد"، إنّ احتياطي الدم بلغ مستويات مقلقة غير مسبوقة في كثير من مراكز تحاقن الدم التي تعنى بجمع مخزونه، مشيراً إلى أنّ هناك اختلافات متباينة بين المدن، فهناك مدن وصل الاحتياطي فيها إلى 8 أيام ومدن لا يتجاوز فيها الاحتياطي 3 أيام.

يتابع أنّ المدن الكبرى من قبيل الدار البيضاء والرباط، عادة ما تتطلب الكثير من أكياس الدم، بسبب عدد السكان الكبير، ما يعني أيضاً حوادث سير كثيرة وحالات مرضية أكثر، وهو ما يجعل هذه المدن في حاجة دائمة إلى متبرعين بالدم، من أجل إنعاش الاحتياطي الذي يكاد ينفد في أيام قليلة.

وبالرغم من تحرك وتيرة التبرع بالدم، وفق بن عجيبة، بفضل الحملة والنداءات المتتالية، فإنّها تبقى ما دون المستويات المنشودة، فالأيام الحالية تشهد إجازة مدرسية، والناس مسافرون، وبالتالي فإنّ التبرع ما زال هزيلاً. ويدعو بن عجيبة المواطنين المغاربة إلى "التبرع بالدم أينما كانوا وأينما وجدوا في أيّ مدينة، سواء كانوا في إجازة رفقة أبنائهم، أو في مدنهم الأصلية". يضيف أنّ "التبرع بالدم لا يرتبط بمكان أو زمان، فهو ثقافة إنسانية تعني التكافل والتضامن الإنساني، وبفضله يمكن إنقاذ العديد من الحيوات المهددة بالموت".

ويعود سبب امتناع العديد من المغاربة عن التبرع بدمائهم إلى ضعف ثقافة التبرع، فضلاً عن انتشار أحكام مسبقة في المجتمع عن "المتاجرة" بأكياس الدم، وهو ما ينفيه مسؤولو مراكز التحاقن بشدة، معتبرين أنّ الدم المحصّل يذهب مباشرة إلى مستحقيه من المرضى أو المصابين.




سعيد داديس، شاب ثلاثيني، وأحد المتبرعين المواظبين، يقول لـ"العربي الجديد" إنّ "التبرع هو صدقة جارية، فقد تنقذ شخصاً يشارف على الهلاك، وقد تبعث الحياة في شخص يقترب من الموت". يضيف أنّ المغاربة مدعوون إلى التصدق بدمائهم، و"هو أمر سهل مقارنة مع التصدق بالأموال" وفق تعبيره. يتابع أنّ على المسؤولين العمل على دحض شائعات المتاجرة بالدم، والتوعية بأهمية التبرع عبر برامج تلفزيونية وإعلانات موجهة، مشيراً إلى أنّ "الجميع مسؤول عن هذا الوضع المقلق".