مستشفى "الحوض المرصود" للأمراض الجلدية والتناسلية التابع لوزارة الصحة المصرية، في منطقة السيدة زينب، جنوبي العاصمة القاهرة، من أوائل المستشفيات التخصصية في البلاد، إذ أنشئ في أربعينيات القرن الماضي، وبات مع السنين يضمّ عيادات للأمراض التناسلية ومراكز علاج بالليزر والضوء والحقن والكهرباء والتبريد وغيرها من أساليب علاج أمراض الجلد.
لا يخدم المستشفى مرضى العاصمة ومحيطها فقط، بل يأتي إليه المرضى من مختلف المحافظات للاستشفاء خصوصاً من الأمراض الجلدية بأنواعها المختلفة، وذلك مقابل مبالغ مالية زهيدة، جعلته يكتسب صفة "مستشفى الغلابة".
اقــرأ أيضاً
بمجرد الوصول إلى المستشفى في الصباح الباكر من كلّ يوم، ما عدا الجمعة، تصادف أعداداً ضخمة من الأهالي، قد تصل إلى سبعة آلاف مواطن طبقاً لتقارير وزارة الصحة، أغلبهم من السيدات والأطفال ينتظرون من يعالجهم. يجري الكشف الطبي على المرضى جماعات جماعات في وقت واحد، في العيادات المختلفة، نتيجة العجز الذي يعاني منه المستشفى لناحية النقص في الأطباء، والنقص في المعدات اللازمة للعلاج. ويتجمهر المواطنون أمام أبواب المستشفى من الساعة السادسة صباحاً حتى فتح أبوابها عند الثامنة، وأغلبهم من القاهرة، بينما آخرون من الجيزة والقليوبية والفيوم والصعيد والدلتا. وبعد انتهاء الكشف عليه، يقف المريض في طابور آخر للحصول على الدواء المطلوب مجاناً.
وهكذا فإنّ المستشفى لا يخلو من مشاكل عديدة، أعطته صفة "الغلبان" كما حال مراجعيه. فقد كشفت آلاف الشهادات عن إهمال كبير فيه، تعددت أشكاله. وعدا عن النقص في أعداد الأطباء، والمعدات اللازمة للعلاج وتعطل معظمها، ما تسبب في نشوب خلافات بين المرضى والأطباء وصلت أحياناً إلى حدّ تبادل الشتائم، لا يتوافر كثير من الأدوية اللازمة، ويعاني المستشفى من مشكلة نظافة، وتنتشر الحشرات الزاحفة فيه بالإضافة إلى تجمع القمامة في زواياه من دون اهتمام من إدارته بذلك. هناك أيضاً ابتزاز مالي يرتكبه عدد من العاملين في المستشفى للمرضى، عبر تقاضي رشاوى منهم لتجاوز دورهم في الطوابير، إذ يخشى كثيرون من العدوى في حال الانتظار في الاكتظاظ، خصوصاً أنّ أغلبهم مصاب بأمراض جلدية يسهل انتشارها.
بدوره، يكشف عدد من الأطباء أنّ سبب عدم اهتمام وزارة الصحة بالمستشفى يعود إلى كونه مستشفى الفقراء التخصصي الوحيد لأمراض الجلد والامراض التناسلية، وبذلك، فإنّ قلة عدد الأطباء، وعدم توافر الاختصاصيين، وغياب الأدوية الفعالة لعلاج بعض الأمراض المزمنة والمعدية، تقف وراء تردّي أحوال المستشفى. يوضح الأطباء أنّ التردد على العيادات في هذا المستشفى يعود إلى شهرته الكبيرة جداً خصوصاً في الحالات المزمنة، مشيرين إلى اقتراح العديد من الحلول لمشاكل المستشفى، على المسؤولين في وزارة الصحة لكن من دون جدوى. كذلك، يشير بعض الأطباء إلى أنّهم طالبوا لجنة الصحة بمجلس النواب المصري بضرورة النظر إلى "مستشفى الحوض المرصود". وأعلنت اللجنة أنّها سوف تنظر في مشاكل المستشفى مع وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، لكنّ الأمر ما زال معلقاً.
اقــرأ أيضاً
في المقابل، يناشد آلاف المرضى المسؤولين في وزارة الصحة اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه ما يحدث من انتهاكات وتجاوزات من قبل العمال والأمن تجاه المواطنين البسطاء، وقلة الأدوية وعدم توافر الأطباء الاختصاصيين والمعروفين في علاج الأمراض الجلدية والتناسلية المزمنة، وذلك من خلال باب الشكاوى والاقتراحات، وهو صندوق معلّق عند مدخل المستشفى. لكنّ بعض المرضى يقول إنّ مصير تلك الشكاوى سلة القمامة، إذ اعتادت الحكومة المصرية على عدم الأخذ بالشكاوى في المصالح الحكومية كافة.
سلع متنوعة
تحولت أسوار مستشفى "الحوض المرصود" الخارجية والطرقات المؤدية إليه، إلى سوق للباعة المتجولين ممن يعرضون سلعاً مختلفة من أدوات مطبخ ولعب أطفال وأحذية إلى مأكولات شعبية ومشروبات ساخنة وحلويات وغيرها. وهو ما أثار استياء المترددين على المستشفى من المرضى ومرافقيهم، من دون أن تتحرك الأجهزة المسؤولة. ويقول البعض إنّ الباعة يرشون المسؤولين للسماح لهم بالبيع هناك.
لا يخدم المستشفى مرضى العاصمة ومحيطها فقط، بل يأتي إليه المرضى من مختلف المحافظات للاستشفاء خصوصاً من الأمراض الجلدية بأنواعها المختلفة، وذلك مقابل مبالغ مالية زهيدة، جعلته يكتسب صفة "مستشفى الغلابة".
بمجرد الوصول إلى المستشفى في الصباح الباكر من كلّ يوم، ما عدا الجمعة، تصادف أعداداً ضخمة من الأهالي، قد تصل إلى سبعة آلاف مواطن طبقاً لتقارير وزارة الصحة، أغلبهم من السيدات والأطفال ينتظرون من يعالجهم. يجري الكشف الطبي على المرضى جماعات جماعات في وقت واحد، في العيادات المختلفة، نتيجة العجز الذي يعاني منه المستشفى لناحية النقص في الأطباء، والنقص في المعدات اللازمة للعلاج. ويتجمهر المواطنون أمام أبواب المستشفى من الساعة السادسة صباحاً حتى فتح أبوابها عند الثامنة، وأغلبهم من القاهرة، بينما آخرون من الجيزة والقليوبية والفيوم والصعيد والدلتا. وبعد انتهاء الكشف عليه، يقف المريض في طابور آخر للحصول على الدواء المطلوب مجاناً.
وهكذا فإنّ المستشفى لا يخلو من مشاكل عديدة، أعطته صفة "الغلبان" كما حال مراجعيه. فقد كشفت آلاف الشهادات عن إهمال كبير فيه، تعددت أشكاله. وعدا عن النقص في أعداد الأطباء، والمعدات اللازمة للعلاج وتعطل معظمها، ما تسبب في نشوب خلافات بين المرضى والأطباء وصلت أحياناً إلى حدّ تبادل الشتائم، لا يتوافر كثير من الأدوية اللازمة، ويعاني المستشفى من مشكلة نظافة، وتنتشر الحشرات الزاحفة فيه بالإضافة إلى تجمع القمامة في زواياه من دون اهتمام من إدارته بذلك. هناك أيضاً ابتزاز مالي يرتكبه عدد من العاملين في المستشفى للمرضى، عبر تقاضي رشاوى منهم لتجاوز دورهم في الطوابير، إذ يخشى كثيرون من العدوى في حال الانتظار في الاكتظاظ، خصوصاً أنّ أغلبهم مصاب بأمراض جلدية يسهل انتشارها.
بدوره، يكشف عدد من الأطباء أنّ سبب عدم اهتمام وزارة الصحة بالمستشفى يعود إلى كونه مستشفى الفقراء التخصصي الوحيد لأمراض الجلد والامراض التناسلية، وبذلك، فإنّ قلة عدد الأطباء، وعدم توافر الاختصاصيين، وغياب الأدوية الفعالة لعلاج بعض الأمراض المزمنة والمعدية، تقف وراء تردّي أحوال المستشفى. يوضح الأطباء أنّ التردد على العيادات في هذا المستشفى يعود إلى شهرته الكبيرة جداً خصوصاً في الحالات المزمنة، مشيرين إلى اقتراح العديد من الحلول لمشاكل المستشفى، على المسؤولين في وزارة الصحة لكن من دون جدوى. كذلك، يشير بعض الأطباء إلى أنّهم طالبوا لجنة الصحة بمجلس النواب المصري بضرورة النظر إلى "مستشفى الحوض المرصود". وأعلنت اللجنة أنّها سوف تنظر في مشاكل المستشفى مع وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، لكنّ الأمر ما زال معلقاً.
في المقابل، يناشد آلاف المرضى المسؤولين في وزارة الصحة اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه ما يحدث من انتهاكات وتجاوزات من قبل العمال والأمن تجاه المواطنين البسطاء، وقلة الأدوية وعدم توافر الأطباء الاختصاصيين والمعروفين في علاج الأمراض الجلدية والتناسلية المزمنة، وذلك من خلال باب الشكاوى والاقتراحات، وهو صندوق معلّق عند مدخل المستشفى. لكنّ بعض المرضى يقول إنّ مصير تلك الشكاوى سلة القمامة، إذ اعتادت الحكومة المصرية على عدم الأخذ بالشكاوى في المصالح الحكومية كافة.
سلع متنوعة
تحولت أسوار مستشفى "الحوض المرصود" الخارجية والطرقات المؤدية إليه، إلى سوق للباعة المتجولين ممن يعرضون سلعاً مختلفة من أدوات مطبخ ولعب أطفال وأحذية إلى مأكولات شعبية ومشروبات ساخنة وحلويات وغيرها. وهو ما أثار استياء المترددين على المستشفى من المرضى ومرافقيهم، من دون أن تتحرك الأجهزة المسؤولة. ويقول البعض إنّ الباعة يرشون المسؤولين للسماح لهم بالبيع هناك.