غضب في مصر من إقحام المساجد في الحشد لانتخاب السيسي

23 مارس 2018
استخدام المساجد في الحشد الانتخابي (محمود خالد/فرانس برس)
+ الخط -


تتواصل حالة الاستياء في مصر من محاولات النظام إقحام الدين في الأمور السياسية، وآخرها استغلال المساجد في الحشد للانتخابات الرئاسية التي تبدأ يوم 26 مارس/آذار الجاري، ولمدة ثلاثة أيام، ودعم بعض الخطباء صراحة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.

وحددت وزارة الأوقاف المصرية، التي تشرف على المساجد، عنوان خطبة صلاة الجمعة اليوم، بعنوان "الإيجابية" بشكل عام، ولكن التعليمات من وكلاء الوزارة للأئمة كانت بالتطرق إلى المشاركة في الانتخابات الرئاسية.

وفي أكثر من منطقة في القاهرة الكبرى، اشتكى مواطنون من فحوى خطبة الجمعة، والتي أكد الجميع أن الانتخابات الرئاسية استحوذت على نسبة كبيرة منها، وانتقد بعضهم ما اعتبروه "خلطاً شديداً بين الدين والسياسة"، في حين كانت أصوات كثيرة تعيب الأمر نفسه على التيار الإسلامي في فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي.
وأكد مصلون أن خطباء الجمعة، حاولوا جاهدين الدعوة لضرورة المشاركة في الانتخابات الرئاسية، ولكن ما أثار الاستياء هو استدعاء خطاب سياسي بالأساس، مثل "العالم كله ينتظر شكل مصر" وعبارات من هذا القبيل.

وعلم "العربي الجديد" من مصادر في وزارة الأوقاف، أن بعض الخطباء رفضوا موضوع خطبة الجمعة، والتطرق لمسألة الانتخابات الرئاسية، باعتبار أن خطبة الجمعة دينية وليست سياسة.

وقالت المصادر، إن بعض الخطباء الرافضين لموضوع خطبة الجمعة، تغيبوا عن الحضور، بدعوى الظروف الطارئة، خوفا من التعرض للتنكيل أو نقلهم إلى محافظات بعيدة ومناطق نائية، أو تعرضهم لتضييقات أمنية، خصوصا أن وزارة الأوقاف من أكثر الوزارات التي تشهد تدخلات من الأجهزة الأمنية.

وأكدت المصادر، أن الوزارة تخضع لإشراف تام من الأجهزة الأمنية، وتصلها تعليمات لتحديد موضوع خطبة الجمعة، دون أي اعتراض من الوزير.
ولم يخرج عن موضوع خطبة الجمعة سوى خطيب الجامع الأزهر، والذي تطرق إلى "فضل الأشهر الحرام بين باقي شهور العام". لكن الخطيب دعا المصلين عقب انتهاء الخطبة إلى المشاركة في الانتخابات الرئاسية.