الأهل يعملون والأطفال يدرسون "أونلاين"

07 مايو 2020
يختبر تجربة جديدة (إدريس عباس/ Getty)
+ الخط -
غيّر فيروس كورونا الجديد والإجراءات التي اتخذتها الحكومات للحدّ منه عاداتنا اليومية. خلال فترة زمنية قصيرة، كان على الناس إعادة ترتيب حياتهم في لبنان. الأطفال باتوا في المنزل وقد أغلقت المدارس، فيما انتقل الآباء والأمهات إلى العمل من البيوت. كذلك، شكّل التعليم عن بعد تحدياً بالنسبة للأهالي لأسباب عدة، منها ضعف شبكة الإنترنت، وعدم قدرتهم على التفرّغ لمواكبة دروس الأطفال، إضافة إلى محاولة خلق أنشطة بيتية لتعويض عدم قدرتهم على الخروج.

في هذا السياق، تقول ندى، وهي أم لطفلين، إنّ التحديات التي نعيشها كبيرة، في ظلّ التوفيق بين العمل ومتابعة دروس الأطفال بأسلوب مختلف عن ذلك الذي اعتدنا عليه. تؤيّد الدراسة أونلاين، خصوصاً أن العملية التعليمية توقفت مرات عدة هذا العام، في ظل الانتفاضة اللبنانية ثم انتشار فيروس كورونا الجديد. لكنّ ما يُثير سخطها هو مطالبة المدرسة بدفع الأقساط كاملة، ومن دون أي مراعاة للظروف.

يدرس طفلاها نحو أربع ساعات أسبوعياً، وهو ما تراه غير كافٍ، خصوصاً حين تطالب المدرسة بدفع الأقساط. وتلجأ المدرسة إلى تسجيل فيديوهات تعليمية مع إعطاء الأطفال بعض الواجبات.

من جهتها، تقول أماني، وهي أمّ لطفل واحد، إنّ ابنها مُلزم بالدراسة نحو ثلاث إلى أربع ساعات يومياً، عدا عن الواجبات. وتلفت إلى أن هذا يتطلّب منها تفرّغاً. وعلى الرغم من أنّها تؤيّد التعليم عن بعد حتّى لا يخسر التلاميذ سنتهم الدراسية، فإنّ المشكلة بالنسبة إليها تكمن في عدم الأخذ في الاعتبار ساعات عمل الأهل التي لم تتغيّر بل ربما زادت في ظل التغيرات التي يمر بها البلد.



وتشير إلى أنّ لقاء أطفال الصف الواحد، ولو على تطبيق "زوم"، أمر إيجابي، وإن كان الصغار غير قادرين على التفاعل بعضهم مع بعض. إلّا أنّ هذا يُفرحهم بعض الشيء. على الأقل، هم قادرون على اللقاء، ولو افتراضياً.

بعضُ الأطفال يبدون سعداء لأنّهم باتوا جزءاً من عالم الكبار. فكما يعقد الأهل اجتماعات عبر تطبيق "زوم"، بات الأولاد مثلهم، يتهيّأون، ويدخلون إلى الرابط المرسل إليهم، ويتأكدون من جودة الكاميرا والصوت، يحيّون المدرس/ المدرسة، قبل بدء الصف. حتى الأصغر سناً باتوا قادرين على التنقل بين الصفحات على الأجهزة الإلكترونية. هي تجربة جديدة، ليست الفضلى بالنسبة للأهل، لكن لا مفرّ منها في الوقت الحالي.