أخيراً، اجتمع الجريح الفلسطيني، محمود العامودي، (27 عاماً) بخطيبته المغربية محجوبة (26 عاماً)، بعد قصة حب بدأت عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وتحولت إلى حقيقة.
أحبت محجوبة التي تنحدر من سبتة المغربية قضية فلسطين منذ صغرها، وكانت تتابع باهتمام كافة الأحداث المتعلقة بها، والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة ضد الفلسطينيين، حتى وضعت في تفكيرها الوصول إلى فلسطين.
تقول محجوبة، وهي تحمل أيضاً الجنسية الإسبانية لـ"العربي الجديد"، إنها لا تشعر بالغربة في غزة، وإنما كأنها في بلدها.
وتتحدث محجوبة عن فرصة العمر التي جمعتها بخطيبها محمد والذي تعرفت إليه عبر "فيسبوك" أثناء نشاطه كأحد المتظاهرين السلميين في مسيرة العودة الكبرى قرب الحدود الشرقية لبلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
الإصابة التي تعرض لها محمد وثقتها الكاميرات وانتشر أحد مشاهدها على وسائل التواصل، وهو أمر جعل محجوبة تتعلق به وزادها حباً لاندفاع الشبان نحو استرجاع حقوقهم.
وتضيف أنها تواصلت عبر فيسبوك مع محمد وتابعت باهتمام الجرأة التي كان يتمتع بها وتعرفت بعدها بعائلته وأصبحت العلاقة عائلية.
وكانت محجوبة تقترب من أن تحقق اللحظة التاريخية في السفر نحو الأراضي الفلسطينية، ووافقت أسرتها على ارتباطها بمحمد وقررت الذهاب لفلسطين، حتى تمكنت من الوصول إلى غزة خلال شهر مارس/ آذار من العام الماضي.
وسبق وصولها إلى غزة إتمام إجراءات عقد القران والخطبة في مخيم العودة بين جموع المتظاهرين خلال مليونية يوم الأرض في الثلاثين من الشهر الماضي.
تقول محجوبة: " أشعر بالحماسة كوني أعيش بين الفلسطينيين، وتعرفت إلى طابعهم، وعشقت إصرارهم وقوة صبرهم على حياة قاسية ومريرة لا كهرباء فيها ولا ماء". وتشير إلى أنها تحاول التأقلم مع أجواء غزة وتتجول يومياً في شوارع المدن من أجل التعايش مع الظروف.
أما محمد الذي يتكئ على عكازه نتيجة الإصابة التي ما زال يتعالج منها، فيشير إلى أنّ نموذج محجوبة يعد مثالاً لا بد من الاهتمام به.
ويقول محمد لـ"العربي الجديد": "أقدر مجيئها من آخر العالم ومستعد بكل الوسائل لإسعادها"، مشيراً إلى أنها تركت عملها وعائلتها في المغرب كي تعيش المعاناة معنا في غزة فهذا يعد من أروع نماذج البطولة والتضحية".
واضطر العامودي لتأجيل مراسم زفافه بسبب شح الإمكانيات وعدم مقدرته على تشييد باقي مسكنه الصغير، ناهيك عن بعض التجهيزات اللازمة لإتمام الزفاف.
وبدأت علاقة الفلسطيني محمد وخطيبته المغربية محجوبة قبل ستة أشهر، وهي اليوم تتوج بالخطوبة، في انتظار إتمام مراسم الزفاف، الذي يأمل العروسان أنّ يكون قريباً، في ظل الظروف القاسية التي يعيشها الفلسطينيون المحاصرون في القطاع.