هذه الأيّام، نسأل أنفسنا أكثر من أي وقت مضى: ماذا نريد؟ نحن كشعب ونحن كأفراد. ويتداخل الشخصي بالعام لأنّ المطالب، سواء كانت خاصة أو عامة، تهدف إلى بلوغ "راحة البال"، لنقل نسبياً. على الأقل يبدو المطلب واقعياً بدلاً من طلب السعادة التي تغدو ترفاً، ولنتقبل ونستمتع بلحظاتها الجميلة.
وأنا، كجزء من هذا الشعب، أراني أنظر طوال الوقت في عيون الناس وأسأل ماذا تخبّئ لأعرف ماذا تريد. لكنّ العيون اليوم قادرة على وضع غشاء يسترُ "عورة". وإذا كانت "العورة" اصطلاحاً يعني "ما يجب ستره"، فهي من جهة أخرى ما نريد ستره، لأنّ الـ "يجب" في حدّ ذاتها فضفاضة وتحتمل الكثير من النقاش. ولأنّ "العورة" هي "موضع فيه خلل يُخشى دخول العدُوّ منه"، ويُقال هُزم الجيش بسبب عَوْرة في صفوفه، فنضع ذلك الغشاء الذي يحمينا من أي عدوّ محتمل أو أي شخص قد يسبّب لنا أذىً نحن في غنى عنه.
نضع الغشاء وننزل إلى الشارع بحثاً عن راحة بال أكبر. ولا نعرف أي راحة هي الطريق إلى الأخرى، لكنّها "راحة وخلاص"، على رأي المصريّين. ماذا نريد؟ إسقاط النظام أي التركيبة أو "system" كما يحلو لنا تسميته، واسترداد أموالنا المنهوبة التي أصبحت في بلاد الله الواسعة، وحكومة تكنوقراط و... وبعيداً عن المصطلحات الكبيرة، وإن كانت ليست كبيرة حقاً، نريد العيش. وأكثر، لكان الناس يشعرون بالرضا لو أنهم يعيشون بالحد الأدنى، إلا أنهم وجدوا أنفسهم في هاوية، وتحت خط "الحد الأدنى" بكثير.
بعد سنوات وسنوات، لم نفهم بعد كيف أن بلداً بحجم لبنان غير قادر على تأمين خدمة الكهرباء لمواطنيه. اليوم، لا نريد أن نفهم بل نريد الكهرباء، والكهرباء تجلب راحة، لأننا لا نعود مضطرين إلى الاستيقاظ في وقت تكون فيه الكهرباء متوفرة وليس خدمة المولّد لتسخين المياه والاستحمام وتنشيف شعرنا (كنساء). وهذا ليس إلّا مثالاً سطحياً وسخيفاً أمام المشاكل الكبرى.
اقــرأ أيضاً
لكن في النتيجة، الكهرباء راحة بال. كما هي عدم الحاجة إلى التنسيق بين أوقات أصحاب صهاريج المياه ودوامات عملنا، حتى لا ننقطع فجأة من المياه. أليست هذه تفاصيل سخيفة؟ أليست مضيعة للوقت؟ لكنّها جزءٌ من إجهاد يومي. ثم نُسأل: ماذا تريدون؟ لا نريد أن نقود السيارة مدة ساعتين من العاصمة بيروت إلى مدينة صور الجنوبية لنسبح في البحر، والذي لم يعد نظيفاً مائة في المائة. لم نعد نريد أن نضحك على أنفسنا، ونقول إننا نأكل خضراً وفاكهة معقمة بعدما نغرقها بالخل الأبيض والملح، لننسى أنها نضجت بتراب ومياه ملوثة.
نريد راحة بال أقنعنا أنفسنا أنها ليست من حقّنا، ورحنا نبتلع الأدوية تلو الأخرى. لكنها ما نريده. هل نكتبها لكم فتدركونها؟ وهذا لن يفيد أيضاً، لأنّ بالكم يشبه أرصدتكم المجمدة.
وأنا، كجزء من هذا الشعب، أراني أنظر طوال الوقت في عيون الناس وأسأل ماذا تخبّئ لأعرف ماذا تريد. لكنّ العيون اليوم قادرة على وضع غشاء يسترُ "عورة". وإذا كانت "العورة" اصطلاحاً يعني "ما يجب ستره"، فهي من جهة أخرى ما نريد ستره، لأنّ الـ "يجب" في حدّ ذاتها فضفاضة وتحتمل الكثير من النقاش. ولأنّ "العورة" هي "موضع فيه خلل يُخشى دخول العدُوّ منه"، ويُقال هُزم الجيش بسبب عَوْرة في صفوفه، فنضع ذلك الغشاء الذي يحمينا من أي عدوّ محتمل أو أي شخص قد يسبّب لنا أذىً نحن في غنى عنه.
نضع الغشاء وننزل إلى الشارع بحثاً عن راحة بال أكبر. ولا نعرف أي راحة هي الطريق إلى الأخرى، لكنّها "راحة وخلاص"، على رأي المصريّين. ماذا نريد؟ إسقاط النظام أي التركيبة أو "system" كما يحلو لنا تسميته، واسترداد أموالنا المنهوبة التي أصبحت في بلاد الله الواسعة، وحكومة تكنوقراط و... وبعيداً عن المصطلحات الكبيرة، وإن كانت ليست كبيرة حقاً، نريد العيش. وأكثر، لكان الناس يشعرون بالرضا لو أنهم يعيشون بالحد الأدنى، إلا أنهم وجدوا أنفسهم في هاوية، وتحت خط "الحد الأدنى" بكثير.
بعد سنوات وسنوات، لم نفهم بعد كيف أن بلداً بحجم لبنان غير قادر على تأمين خدمة الكهرباء لمواطنيه. اليوم، لا نريد أن نفهم بل نريد الكهرباء، والكهرباء تجلب راحة، لأننا لا نعود مضطرين إلى الاستيقاظ في وقت تكون فيه الكهرباء متوفرة وليس خدمة المولّد لتسخين المياه والاستحمام وتنشيف شعرنا (كنساء). وهذا ليس إلّا مثالاً سطحياً وسخيفاً أمام المشاكل الكبرى.
لكن في النتيجة، الكهرباء راحة بال. كما هي عدم الحاجة إلى التنسيق بين أوقات أصحاب صهاريج المياه ودوامات عملنا، حتى لا ننقطع فجأة من المياه. أليست هذه تفاصيل سخيفة؟ أليست مضيعة للوقت؟ لكنّها جزءٌ من إجهاد يومي. ثم نُسأل: ماذا تريدون؟ لا نريد أن نقود السيارة مدة ساعتين من العاصمة بيروت إلى مدينة صور الجنوبية لنسبح في البحر، والذي لم يعد نظيفاً مائة في المائة. لم نعد نريد أن نضحك على أنفسنا، ونقول إننا نأكل خضراً وفاكهة معقمة بعدما نغرقها بالخل الأبيض والملح، لننسى أنها نضجت بتراب ومياه ملوثة.
نريد راحة بال أقنعنا أنفسنا أنها ليست من حقّنا، ورحنا نبتلع الأدوية تلو الأخرى. لكنها ما نريده. هل نكتبها لكم فتدركونها؟ وهذا لن يفيد أيضاً، لأنّ بالكم يشبه أرصدتكم المجمدة.